رخصت مصالح ولاية الجزائر أمس مجددا لحزب جبهة التحرير الوطني بعقد دورة للجنته المركزية يوم الثلاثاء القادم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال.
يعد هذا ثان ترخيص في ظرف أسبوع تمنحه السلطات المختصة لولاية الجزائر العاصمة لأعضاء من اللجنة المركزية للآفلان لعقد اجتماع لهذه الأخيرة وبنفس المكان، المركز الدولي لمؤتمرات عبد اللطيف رحال غرب العاصمة. وكانت اللجنة المركزية قد عقدت دورة استثنائية لها الثلاثاء الماضي 23 من الشهر الجاري بنفس المكان لانتخاب أمين عام جديد للحزب، إلا أنها فشلت في ذلك وعليه أجلت الموضوع، وقد تم خلال اجتماع الأسبوع الماضي سحب الثقة من الأمين العام السابق جمال ولد عباس وتجميد عضويته في الحزب.
وقد عرفت تلك الدورة فوضى عارمة ومشادات وملاسنات بين أعضاء اللجنة المركزية بسبب الصراعات حول انتخاب أمين عام جديد انتهت برفع الجلسة من طرف رئيس مكتب الدورة أحمد بومهدي بصفته أكبر الأعضاء سنا في آخر مكتب سياسي عمل مع ولد عباس. ويعيش الحزب اليوم شبه فراغ مع تسارع الأحداث السياسية وطنيا، وداخليا بالنسبة له، فقد سحبت الثقة من ولد عباس الغائب عن الحزب منذ نوفمبر الماضي، فيما تبقى شرعية معاذ بوشارب الذي خلفه على رأس هيئة مؤقتة لتسيير الحزب مهزوزة وغير معترف بها من قبل العديد من أعضاء اللجنة المركزية والمناضلين والإطارات، خاصة وأنه ليس عضوا في اللجنة المركزية.
ويوم الثلاثاء الماضي لم يتمكن أعضاء اللجنة المركزية المجتمعين في المركز الدولي للمؤتمرات من انتخاب خليفة لولد عباس، فيما اللجنة المركزية- التي تعتبر أعلى هيئة بين مؤتمرين- لم تلتئم منذ 22 أكتوبر من سنة 2016ـ فضلا عن التشكيك في تشكيلتها المنبثقة عن المؤتمر العاشر المنعقد في مارس من العام 2015.
وضع لا يحسد عليه يوجد فيه الحزب العتيد في الوقت الراهن مع اشتداد الصراع على منصب الأمين العام في الظروف السياسية التي تميز الساحة الوطنية حاليا، فهناك من يرغب في انتخاب أمين عام جاد وبطرق شفافة، يكون متميزا بالنزاهة والنضال الحقيقي والأقدمية، ويعمل لصالح الحزب ومناضليه فقط، وهناك من يريد ركوب الموجة والكولسة والتقدم للصندوق من أجل السطو على المنصب.
والظاهر أن هناك رغبة في انتخاب أمين عام جديد من جيل آخر غير الجيل المهيمن على الحزب منذ عقود، ولحد الآن ليست هناك قائمة واضحة بأسماء المرشحين في ظل غموض الرؤية.
إلياس -ب
