جمعيــــة حمـــايــــة المستهلكــــين تــدعـــو لتــرشيــــــد استهــــــلاك الكهربـــــــــاء
دعت الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين إلى ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية خلال هذه الأيام التي تشهد ارتفاعا محسوسا لدرجات الحرارة عبر مجمل مناطق الوطن، خاصة الجنوبية، مع الاستعمال العقلاني للمكيفات الهوائية، لتفادي الانقطاعات والضغط على شبكات التوزيع.
ونبه رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلكين مصطفى زبدي في تصريح "للنصر" أمس إلى أهمية الالتزام بالثقافة الاستهلاكية للتكيف مع موجات الحر التي تخص عديد المناطق، بالاستعمال العقلاني لأجهزة التبريد أو المكيفات الهوائية، وعدم الإفراط في استهلاك الطاقة الكهربائية تحت مبرر ارتفاع درجات الحرارة، بهدف عدم الضغط على شبكات التوزيع وتفادي الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وكذا تقليص فاتورة الكهرباء التي أصبحت تثقل كاهل الأسر، منبها إلى أن الاستهلاك المفرط تكون نتائجه ارتفاعا في الفاتورة التي سيتزامن تسديدها مع الدخول الاجتماعي ومع مستلزمات عيد الاضحى.
ونصح مصطفى زبدي باستعمال المكيفات بطريقة متقطعة، وعدم تركها تشتغل ليوم كامل دون انقطاع، مؤكدا أن الغرض من استخدام هذه الأجهزة هو تلطيف الأجواء وتخفيف درجات الحرارة، وليس جعلها تشتغل ليوم كامل نظرا لكونها من بين الأجهزة الكهرمنزلية المستهلكة للطاقة الكهربائية، وبرر المصدر الانقطاعات المتكررة للتموين بالكهرباء خلال اليومين الأخيرين في عديد المناطق، من بينها العاصمة، بالاستعمال غير العقلاني لهذه الطاقة، بسبب الإفراط في استخدام المكيفيات.
وأفاد مصطفى زبدي بأن الحديث عن التبذير أصبح مقترنا عادة بمادة الخبز، أو بالمواد الغذائية، في حين أن تبذير الكهرباء يعد من الظواهر السلبية التي ينبغي محاربتها، مؤكدا في ذات الوقت مسؤولية مؤسسة سونلغاز على ضمان توفير الكهرباء بصفة منتظمة ومستمرة، لتلبية الطلب عليها خلال موسم الحر مهما ارتفعت وتيرة الاستهلاك، نافيا دفاعه عن هذه المؤسسة أو سعيه لتبرير انقطاع التيار الكهربائي، لا سيما بالمناطق المعروفة بالحر الشديد في فصل الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة 45، لا سيما بعد التطمينات التي قدمتها وزارة الطاقة بشأن وفرة الإنتاج، وإمكانية تحقيق فائض في الطاقة الكهربائية.
وتشهد جل مناطق الوطن منذ يومين ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، فاقت الـ40 بالمناطق الشمالية، مما جعل مصالح الأرصاد الجوية تطلق إنذارا من الدرجة الاولى، لدفع السلطات المعنية، لا سيما وزارة الصحة والحماية المدنية لاتخاذ التدابير اللازمة ومواجهة كل طارئ، كما يهدف الإنذار إلى تحسيس عامة المواطنين بالاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي ضربات الشمس أو التعرض لمضاعفات صحية بالنسبة للفئات الهشة أي المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال.
كما حذر رئيس جمعية المستهلكين من جانبه، من مغبة التغاضي عن احترام شروط النظافة من قبل التجار، مؤكدا بأن تنظيمه سجل جملة من الممارسات السلبية التي دأب على محاربتها منذ سنوات حفاظا على صحة المستهلك، من بينها الطرق البدائية المعتمدة في نقل المشروبات وتوزيعها على المحلات، دون استعمال شاحنات مهيأة، فضلا عن تعريض القارورات البلاستيكية المعبأة بالمياه المعدنية والمشروبات من قبل التجار لأشعة الشمس الحارقة، رغم الحملات التوعية التي قامت بها الجمعية بشأن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على التركيبة الكيميائية للمواد الغذائية، خاصة المشروبات والعصائر.
ودعا مصطفى زبدي فرق الرقابة التابعة لوزارة التجارة للقيام بعملها بالمناطق الجنوبية للوطن، بتفتيش مخازن التبريد التي تضمن موادا غذائية مختلفة، والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك، موضحا بأن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي خلال اليومين الأخيرين أضر بالمواد الغذائية المجمدة، مما أصبح من المستحيل إعادة تجميدها من جديد وتخزينها لفترة أخرى، قائلا إن كل مادة غذائية كانت مجمدة يجب استهلاكها في حال تغير عوامل تخزينها جراء انقطاع الكهرباء، مشددا على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية والتوعية لمحاربة الممارسات التي تهدد صحة المستهلك، بتكثيف حملات الرقابة والتفتيش وتشديد العقوبات على المخالفين والمتلاعبين بصحة الأفراد.
لطيفة بلحاج