أقرت وزارة التربية إجراءات و تدابير صارمة من أجل وفير الظروف المناسبة الكفيلة بضمان السير الحسن لامتحانات البكالوريا و لمنع أي محاولات للغش الجماعي أو الفردي على غرار ما كان يحدث في دورات سابقة.
وبدّد الأساتذة من مخاوف تلاميذ الأقسام النهائية بشأن احتمال تلقي صعوبات في حلّ الأسئلة، وحذروا من اللجوء إلى استعمال أساليب الغش، حفاظا على سمعة هذه الامتحانات، وتجنبا للوقوع تحت طائلة الإجراءات العقابية الصارمة التي أقرتها الوزارة.
عاد هاجس الغش، أو الاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة و التي يلجأ إليها بعض الطلبة في الحصول على أجوبة الأسئلة، بدل الاعتماد على مجهودهم الفكري، ليؤرق الأساتذة و مؤطري هذه الامتحانات المصيرية من جديد، خاصة المعنيين بتدريس أقسام السنة الثالثة ثانوي، الذين رافقوا الطلبة طيلة ثلاثة فصول كاملة لتحضيرهم لهذا الموعد الهام، الذي يتوقف علبه المصير الدراسي لأكثر من 800 ألف مترشح، جراء تكرر مظاهر الغش وإن كانت قليلة على مستوى بعض المراكز سنويا، ما يتطلب في نظرهم ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من قبل الأساتذة المعنيين بالحراسة، وكذا رؤساء المراكز.
ومن بين الإجراءات الصارمة التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية لضمان السير الحسن للامتحانات البكالوريا التي تنطلق بداية من اليوم الأحد 7 جوان وإلى غاية يو م 11 من نفس الشهر، التفتيش الدقيق للممتحنين، لمعرفة ما يحملونه معهم من أدوات أو وسائل قد لا تكون لها أي علاقة بالامتحان، فضلا عن تجريدهم من الهواتف النقالة، أو أي أداة أخرى الهدف منها الاتصال بالعالم الخارجي، إلى جانب مرافقتهم إلى دورات المياه، خشية تبادل الأجوبة مع زملائهم داخل نفس المركز، ومنعهم من مغادرة المركز قبل مضي نصف الوقت المخصص للامتحانات، وكذا التفتيش الدقيق لدورات المياه، التي يستعملها بعض الطلبة الغشاشين لإخفاء المسودات وتبادلها مع زملائهم، وهي الطريقة الأكثر تداولا من قبل الممتحنين، الذين يشرعون فور الإطلاع على الأسئلة في طلب الإذن من الحراس للسماح لهم بالتوجه إلى دورات المياه، وقد تفطنت الوزارة إلى ذلك بعد أن تم العثور سابقا على كميات معتبرة من المسودات في أماكن خفية داخل دورات المياه، حيث خصصت مراقبين لمرافقة الطلبة عند تنقلهم داخل المركز، لمنع أي تواصل فيما بينهم.
ويؤكد مسؤول نقابة «الستاف» بوعلام عمورة بأن تجربته السابقة جعلته يتفطن لكافة أساليب الغش، من بينها ترك الإجابة الصحيحة في دورات المياه، وتكرار طلب الخروج إلى المراحيض، واستعمال « البلوتوث» من قبل البنات، بعضها لها نفس لون البشرة، بما يصعب على المراقبين اكتشافها، وتدوين الإجابات على وريقات صغيرة، من بينها تلك المخصصة للف « الشمة»، وتعرف هذه التقنية لدى الطلبة بتسمية «الحروز»، أو كتابة بعض القواعد أو المعلومات الهامة على الطاولات أو الجدران، ودعا المصدر المراقبين إلى التحلي باليقظة، واقترح على الوزارة ضمان الحماية الكافية للاساتذة المكلفين بالحراسة، خشية تعرضهم لاعتداءات فور خروجهم من مراكز الامتحانات، نظير تشديدهم الرقابة، ووقوفهم ضد كل أساليب الغش، التي أدت في دورات سابقة إلى إقصاء ممتحنين وحرمانهم من اجتياز البكالوريا لمدة تراوحت ما بين ثلاث وخمس سنوات.
ونبّه الأستاذ عاشور إيدير مسؤول نقابة «الكلا» الممتحنين من الوقوع ضحايا المتاجرة بالأسئلة الوهمية التي تبنى على التكهنات، والتي عادة ما يتم ترويجها عشية انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا أو خلال فترة إجرائها على غرار ما حدث في سنوات مضت، بهدف زرع الشك في نفوس الطلبة، وجني أموال طائلة.
وفي هذا السياق، أكد مزيان مريان رئيس نقابة السنابست بأن بعض الأسئلة بيعت في السابق بمليون سنتيم على أساس أنها نسخة طبق الأصل من الأسئلة الرسمية، في حين أنها لم تكن لها أي صلة بالأسئلة التي اعتمدتها لجنة صياغة مواضيع البكالوريا، ما أصاب الممتحنين بالإحباط
وخلق جوا من الخوف وعدم الثقة، موضحا بأن لجنة صياغة الأسئلة توضع في مكان معزول خلال قرابة شهر كامل، ويمنع منعا باتا على أعضائها استعمال الهاتف أو الاتصال بأقاربهم، تفاديا لتسرب أي جزئية ولو كانت صغيرة، ويعتقد مريان بأن التدابير الاحترازية التي اخذتها الوزارة هذه السنة كفيلة بضمان السير الحسن للامتحانات، مذكرا بأنه كان من أول المطالبين بمحاربة الغش في البكالوريا، تماما كما يتم مكافحة ظاهرة المخدرات التي تهدد صحة الشباب.
لطيفة بلحاج