تستعد الهيئة الوطنية للحوار والوساطة لمواصلة الحوار المباشر مع فعاليات الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني بعد عيد الأضحى مباشرة، وذلك بالشروع في محاورة الأحزاب السياسية التي تؤمن بالحوار كسبيل للخروج من الأزمة الحالية التي تعرفها البلاد، بالموازاة مع ذلك ستعلن عن قائمة الشخصيات الوطنية التي ستدعم بها صفوفها و أيضا تشكيلة لجنة العقلاء والحكماء.
بعد اللقاء الأول لها يوم السابع أوت الجاري مع ممثلين عن الحراك الشعبي عن عدد من الولايات، أفادت مصادر من الهيئة الوطنية للحوار والوساطة أنها ستشرع بعد عيد الأضحى مباشرة في عقد لقاءات مع مسؤولي الأحزاب السياسية، حيث ستعلن في الأيام القليلة القادم عن رزنامة خاصة بهذه اللقاءات كما سبق وأن وعد بذلك منسقها كريم يونس.
وبالموازاة مع هذه اللقاءات ستواصل الهيئة أيضا عقد لقاءات مع ممثلي الحراك في الولايات، علما أن أول لقاء مع ممثلي الحراك في عدد من ولايات القطر كان قد عقد يوم الأربعاء الماضي السابع أوت بفندق بالجزائر العاصمة، بحضور كل أعضاء الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، وهو أول لقاء من نوعه وأول جولة من الحوار الوطني تقوم به الهيئة منذ الإعلان عن تأسيسها.
وحسب ذات المصادر فإن الهيئة التي ستجمع في الأخير كل المقترحات والرؤى والآراء التي ستعبر عنها كل الفعاليات التي سيتم استقبالها سوف تقدم للندوة الوطنية التي ستتوج الحوار الوطني، و الندوة هذه ستجمع بين المقترحات التي ستقدمها الأحزاب والشخصيات السياسية وتلك التي ستقدمها فعاليات المجتمع المدني، و هي التي ستناقش آجال الانتخابات الرئاسية بكل سيادة، كما صرح بذلك كريم يونس منسق الهيئة في لقاء صحفي له الخميس الماضي.
وكانت الهيئة الوطنية للحوار والوساطة ولجنتها السياسية قد أجرت الأربعاء الماضي أول جولة من الحوار الوطني مع ممثلين عن الحراك الشعبي من ولايات قسنطينة، المسيلة، غرداية وتيسمسيلت، وقد أجمع هؤلاء على ضرورة الذهاب نحو إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن ومنح الكلمة للشعب لاختيار رئيس للبلاد يتولى بعد ذلك مباشرة الإصلاحات الدستورية الجذرية التي يطالب بها الشعب منذ شهور.
بالموازاة مع ذلك تستعد الهيئة للإعلان عن قائمة الشخصيات والأسماء التي ستدعم صفوفها، كما أعلن عن ذلك كريم يونس في لقائه الصحفي يوم الخميس الماضي، وقال المتحدث أن الشخصيات التي رفضت الانضمام للهيئة حرة في موقفها ويحترمها، لكن الهيئة تلقت طلبات من عدد من الشخصيات الأخرى أبدت رغبتها في دعم صفوف الهيئة وعملها وسيتم الإعلان عنها قريبا.
كما صرح يونس كذلك بأنه سيتم في القريب الإعلان عن تشكيلة لجنة الحكماء والعقلاء وأيضا الإعلان عن الرزنامة الخاصة بجولات الحوار الوطني مع كل الفاعلين في الحياة السياسية والجمعوية الوطنية.
وبالمناسبة أكد ذات المتحدث أيضا أن الهيئة الوطنية للحوار والوساطة بحاجة ماسة إلى دعم صريح ونزيه من الطبقة السياسية وفعاليات المجتمع المدني بهدف ضمان سيرورة التغيير السلمي لنظام الحكم، وأن الهيئة تطمح إلى تحقيق إجماع حول انتخابات رئاسية تتوفر فيها كافة ضمانات النزاهة والشفافية.
واعتبر يونس أن الحوار هو السبيل الأكثر مسؤولية للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، مجددا هو وكافة أعضاء الهيئة رفضهم للمراحل الانتقالية التأسيسية وتفضيلهم خيار إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن.
ونشير أن الجولة الأولى من الحوار التي جمعت الهيئة و ممثلين عن الحراك الشعبي من بعض الولايات لقيت استحسانا من طرف العديد من الأحزاب والمواطنين الذين ثمنوا فضائل الحوار كسبيل للخروج من الأزمة الحالية، إلا أنها أيضا طرحت بعض التساؤلات في الولايات حول كيفية ومعايير اختيار هؤلاء الممثلين على مستوى القاعدة.
إلياس-ب