• تتشكل من 40 شخصية وتنصب يوم السبت
تنصب الهيئة الوطنية للوساطة والحوار السبت المقبل لجنة العقلاء التي ستتشكل من 40 عضوا، من بينهم شخصيات وطنية لم تتورط مع النظام السابق، وستكون بمثابة البرلمان الذي ستعود إليه هيئة الحوار لوضع خارطة الطريق تحضيرا للرئاسيات المقبلة، وفي ضبط قائمة الأسماء التي ستشارك في الندوة الوطنية.
كشف عضو الهيئة الوطنية للوساطة والحوار البروفيسور «بقاط بركاني» في تصريح خص به «النصر» عن تحضيرات حثيثة تقوم بها الهيئة التي ينتمي إليها، لتنصيب لجنة العقلاء السبت المقبل، وستضم أسماء معروفة ذات سمعة، من بينها شخصيات وطنية لم تتورط مع النظام السابق، ولم تكن ضالعة في الأزمة الحالية التي تتخبط فيها البلاد، وستتشكل لجنة العقلاء من 40 عضوا سيعملون إلى جانب الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، في توفير الأجواء الملائمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف رئيس عمادة الأطباء أن لجنة العقلاء ستقوم بدور البرلمان الذي ستعود إليه الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، قبل اتخاذ القرارات النهائية بشأن الخطوات المزمع القيام بها في إطار الإعداد للاستحقاقات الرئاسية، للخروج برئيس منتخب يتولى تسيير شؤون البلاد، ويسهر على تعديل الدستور، وخوض الإصلاحات اللازمة لمحور آثار عقدين كاملين من سوء التسيير والفساد.
وشدد المصدر على استبعاد كافة الأسماء والوزراء السابقين الذين تحملوا مسؤولية سياسية، وكانوا جزءا من الأزمة التي تعيشها البلاد على مختلف الأصعدة، لا سيما في الجانب السياسي، كما أكد على إقصاء أحزاب التحالف في جولات الحوار التي أطلقتها الهيئة، لأنها كانت من بين رموز النظام ومتورطة في الفساد، وقال بقاط بركاني في تعقيبه على سؤال حول كيفية إقصاء القواعد النضالية لهذه الأحزاب، وتحميلها مسؤولية ما حدث سابقا، في حين أنها لم تشارك فعليا في اتخاذ القرارات ورسم السياسات، إن الحراك الشعبي هو من فرض ذلك، وأنه كان على مناضلي هذه التشكيلات عدم السكوت والانسحاب عوض التورط ومباركة السياسات السابقة، لأن المسؤولية جماعية، ولا يمكن أن تكون فردية في هذا الحالة.
ضبط قائمة المشاركين في الندوة الوطنية خلال شهر سبتمبر
واستبعد بقاط بركاني إمكانية تأجيل انعقاد الندوة الوطنية إلى غاية نهاية السنة الجارية، نظرا للوضع الحساس التي تعيشه البلاد، وحالة الركود التي تغطي على كافة جوانب الحياة، في حين أننا نشرف على الدخول الاجتماعي، لذلك فإن جهود الهيئة الوطنية للحوار والوساطة ستنصب على تقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤى وتقليص مساحة الاختلافات، تحضيرا للندوة الوطنية المرتقبة، وبحسبه فإن شهر سبتمبر المقبل سيكون آخر آجل لضبط قائمة الأسماء التي ستحضر الندوة الوطنية، وأن الأطراف التي تصر على إقصاء نفسها، لا يمكنها أن تأتي مستقبلا وتحتج على عدم إشراكها.
وتقوم حاليا هيئة الوساطة والحوار بالاستماع إلى مختلف الآراء بشأن كيفية تجاوز الظرف الحالي، عن طريق سلسلة المشاورات التي جمعتها بفواعل في الحراك وشخصيات وطنية، كما تجتهد هذه الهيئة لإقناع الجميع بسلبيات ومخاطر المرحلة الانتقالية التي تصر عليها أطراف ، بحجة ضرورة توفير الظروف المناسبة لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية، وتعتمد هيئة الحوار والوساطة في إقناع المتمسكين بهذا الموقف، على تجربة سابقة عاشتها الجزائر خلال التسعينات، وعلى ما تمر به بلدان مجاورة لم تتمكن لحد الآن من إنهاء هذه المرحلة، والعودة إلى الاستقرار التام.
وأفاد في هذا الصدد عضو الهيئة بقاط بركاني بأن المرحلة الانتقالية لا تخدم البلاد بتاتا، لأنها مهددة، لذلك يجب العودة بأقصى سرعة إلى المسار الانتخابي، لاختيار رئيس في ظل الشفافية والديمقراطية، ليتولى قيادة شؤون البلاد وإيصالها إلى بر الأمان، بعد أن تتفق الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني و الشخصيات الوطنية على مرشح عين.
واشترط المصدر قبل بلوغ هذه المرحلة، القيام بإجراءات تهدئة، لإعادة الثقة للشعب، من بينها إطلاق سراح الموقوفين السياسيين، ورحيل الحكومة الحالية التي نصبها الرئيس السابق، لا سيما الوزير الأول.
لطيفة بلحاج
