* اكتشاف آثار حروق و جروح على أجساد بعض الصغار
أوقفت مصالح الدرك الوطني بولاية قسنطينة، 3 أشخاص اتهموا بالنشاط ضمن جمعية وهمية تحتال على أولياء أطفال التريزوميا و التوحد، و ذلك على إثر مداهمة تم تنفيذها ليلة أمس الأول داخل فيلا بمنطقة بن شيكو اتخذت كمقر لهذه الجمعية، و وُجِد بداخلها 31 طفلا كانوا يعيشون في ظروف "سيئة جدا"، و اكتشفت على أجساد بعضهم آثار جروح و حروق، مع العثور على مؤثرات عقلية.
و أكد مصدر من المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، أن العملية تمت بناء على شكوى تقدم بها أحد الأولياء، حيث تبين بعد تطويق و مداهمة المكان بالتنسيق مع مصالح مديرية النشاط الاجتماعي، أن هذه الجمعية لا تحوز على اعتماد، و تروج لنفسها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" على أنها تقدم رعاية تربوية و نفسية لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
20 مليون سنتيم للطفل و الضحايا أتوا من عدة ولايات
و أضاف المصدر ، أن الجمعية كانت تطلب من الأولياء مبالغ مالية تتراوح بين 20 و 25 مليون سنتيم، على أساس الاعتناء بهم داخل مقرها المتمثل في فيلا تقع بحي بن شيكو بمدينة قسنطينة، حيث عُثر لدى القيام بعملية المداهمة التي تمت ليلة أمس الأول، على 31 طفلا، فيما كان 19 صغيرا قد أخذهم أولياؤهم خلال عطلة نهاية الأسبوع بحكم أنهم يقطنون في ولايات أخرى.
و بخصوص حالة الأطفال الذين عثروا عليهم، فقد أكد ذات المصدر أنه تمت ملاحظة آثار جروح و عنف على بعضهم، حيث ينحدرون من عدة ولايات منها غرداية و العاصمة و سطيف و قسنطينة، فيما تتراوح أعمارهم بين 4 و 9 سنوات، و قد كانوا يعيشون في ظروف مزرية. وقد تم فتح تحقيق و تمديد الاختصاص إلى عدة ولايات، مع توقيف 3 أشخاص فيما لا يزال التحقيق جار مع 5 آخرين.
مديرية النشاط الاجتماعي تتأسس كطرف مدني
مديرة النشاط الاجتماعي بولاية قسنطينة، قواح سامية، قالت في اتصال بالنصر إن العملية تمت وقت صلاة المغرب، و قد وُجد لدى مداهمة الفيلا على شخص ومختصتين نفسيتين كانت مناوبتهما ستنتهي عند الساعة الثامنة مساء، لكن اتضح أن وجبة العشاء لم تقدم للصغار في ذلك التوقيت، وسط ظروف عناية "سيئة جدا".
و كشفت قواح أن بعض الأطفال كانت عليهم آثار حروق و جروح، فيما كان وجه أحدهم منتفخا، و هو ما عاينته مصالح الطب الشرعي، بعد تحويل الصغار إلى المستشفى الجامعي ابن باديس، أين خضعوا للعلاج اللازم، و أضافت المسؤولة أنه تم العثور على أدوية مختلفة منها، مثلما أكدت، مؤثرات عقلية، لم يتم تحديد من يتناولها من الأطفال بسبب عدم إيجاد ملفات طبية، وسط "فوضى عارمة".
و قد تم نقل الأطفال إلى ديار الرحمة بجبل الوحش، و سُمح لأوليائهم بالاطمئنان عليهم، في انتظار ما سيقرره وكيل الجمهورية بمحكمة قسنطينة، حسب قواح التي أكدت أن مديرية النشاط الاجتماعي قررت بتفويض من وزارة التضامن و الأسرة و قضايا المرأة، التأسس كطرف مدني في هذه القضية.
و ذكرت قواح أن هذه الجمعية غير المعتمدة، كانت تقوم بتغليط الرأي العام باستعمال موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مستغلة تعلق أولياء أطفال الترويزوميا و التوحد بأبسط أمل، مضيفة أن مصالحها التي تسجل لأول مرة قضية بهذا الحجم، حتى على المستوى الوطني، ستكون "أكثر صرامة مع كل من ينشط خارج نطاق القانون"، معبرة عن أملها في أن يكون ذلك عبرة لكل من يتلاعبون بالأطفال.
و الخطير في الأمر، حسبما تظهره مقاطع الفيديو التي تم بثها بخصوص هذه العملية، وجود دواء "نوزينون" بالمكان و هو نوع من المهدئات القوية التي لا تقدم لأطفال التريزوميا و التوحد، و إن تطلب الأمر ذلك، فإنه يعطى في بعض الحالات لتهدئة الطفل لكن بجرعات ضئيلة و جد مضبوطة.
المعهد الدولي للتنمية و الإبداع يتبرأ
من جهة أخرى، ذكرت مديرة ما يسمى بالمعهد الدولي للتنمية و الإبداع، للنصر، أن المقر الذي وجد بداخله الأطفال، كانت تنشط به جمعية اسمها "أرينا" استأجرت طابقين من الفيلا، التي أخبرتنا محدثتنا أن زوجها يمتلكها، مضيفة أن هذه الجمعية التي يرأسها "طبيب نفسي و قدمت نفسها على أنها تهتم بالاستشارات النفسية"، بدأت تنشط في 14 نوفمبر الماضي.
و قالت المتحدثة التي كانت أمس بالقرب من المكان، الذي طوّقته مصالح الدرك، إنه لم تتم ملاحظة أي شيء مثير للريبة، في حين أن المعهد توقف، حسبها، عن النشاط و بدأ في إجراءات تحويل الأثاث و الأغراض موازاة مع إتمام معاملات السجل التجاري، كما كان سيتم نزع اللافتة الإشهارية الخاصة به، مؤكدة أن فرع النور لجمعية العلماء المسلمين الذي ترأسه أيضا، توقف عن النشاط هذا العام.
ياسمين.ب
