عرفت الأسواق الفوضوية في قسنطينة، إقبالا كبيرا من الزبائن نهار أمس، ما أدى إلى تشكل مجموعات واكتظاظ أمام طاولات بيع الخضر والفواكه، حيث لم يحترم المواطنون مسافة الأمان كإجراء وقائي من انتقال عدوى «كوورنا» من شخص إلى آخر، فيما اتخذت مراكز بريد بالمقاطعة الإدارية علي منجلي إجراءات وقائية تحول دون تقارب الزبائن من بعضهم، أما مصالح الدرك و الأمن فقد تدخلت لتنظيم عمليات بيع السميد.
وعرفت الأسواق الفوضوية إقبالا كبيرا من المواطنين الذين ضربوا تعليمات الوقوف على مسافات متباعدة بكل التجمعات عرض الحائط، حيث اكتظت طاولات الخضر والفواكه في سوق بودراع صالح وكانت عمليات البيع تسير بشكل عادي أو ربما أكثر من الأيام التي سبقت انتشار فيروس كورونا، حيث كان الطلب كبيرا على السلع المعروضة في وقت طالبت الحكومة السكان بتفادي الخروج من منازلهم، لكنهم تجمعوا بمسافات ضيقة وأجسادهم كانت متلاصقة، في مظهر يوحي بعدم وعي المواطنين، كما أن المساحة المقابل للسوق استغلت في رمي القمامة والمواد غير الصالحة للاستهلاك من خضر وفواكه من طرف التجار، ما جعلها تتكدس في شكل أكوام.
و واصل تجار السوق الفوضوي ببوذراع صالح ممارسة عملهم بشكل عادي لليوم الثاني على التوالي، بعد أن تواجدوا بطاولاتهم أمس الأول ثم أمس، فيما غابت مصالح الأمن عن المكان، ما جعل التاجر يبيع سلعه والزبون يشتري السلع بكل أريحية.
كما شهد السوق الفوضوي للخضر و الفواكه بحي دقسي عبد السلام، حركة غير عادية من المواطنين الذين تجمعوا على طاولات بيع الخضر والفواكه، فيما أطلق التجار «تخفيضات» وصفوها الاستثنائية من أجل إغراء الزبائن على اقتناء أكبر كمية، غير مكترثين بالنتائج المترتبة عن تلك التجمعات وما قد تتسبب فيه من انتشار الوباء، يذكر أن سوق الدقسي المغطى «ليبودروم» أغلق منذ الخميس الماضي، فيما يواصل تجار الخضر والفواكه مواصلة عمليات البيع بشكل عادي.
ولم يختلف الوضع بالنسبة لبعض الأسواق الفوضوية الواقعة في مناطق أخرى على غرار سوق ماسينيسا الذي يعج بالزبائن، كما انتشر الباعة بالأماكن المعهودة في حي الكيلومتر الرابع، و تسببت هذه الأسواق غير النظامية في حدوث ازدحام مروري خانق بالطرق المحاذية لها على غرار سوق بوذراع صالح الذي ركنت بجانبه عشرات السيارات، كما تسبب سوق الدقسي في اختناق مروري حاد امتد إلى المحور الدوراني المؤدي إلى حي عباس.
الوقوف على مسافات بعيدة بمراكز البريد
واتخذت بعض المراكز البريدية في قسنطينة، إجراءات وقائية تتمثل في وضع شريط لاصق ينظم الطوابير الطويلة التي تشكلت أمام مداخلها، حيث عرفت العديد منها تواجد عشرات المتقاعدين للحصول على معاشاتهم وعليه، قرر مسؤولون بالمركز الواقع في حي الاستقلال بعلي منجلي، وضع شريط لاصق كل متر داخل المقر وخارجه، و طبق المواطنون الإجراءات حيث وقفوا في مسافات متباعدة، كما يتم إدخال كل شخصين بشكل منفرد لتفادي حدوث اكتظاظ داخل البناية.
وتشكلت طوابير بالقرب من البريد المركزي في وسط المدينة، حيث كانت المسافات متقاربة جدا رغم إشراف رجال الأمن على عمليتي الدخول والخروج، وتم وضع ملصقات على الجدران تدعو لتفادي الاكتظاظ والبقاء في الهواء الطلق حفاظا على سلامة الأشخاص، ولجأ مسؤولو المركز إلى إدخال عدد قليل من الزبائن، على أن يتبعهم آخرون، كما حدث نفس الأمر بالنسبة لبريد حي السيلوك، حيث امتد الطابور لأمتار خاصة وأن مساحة هذا المركز صغيرة جدا ولا تسع العديد من الأشخاص، فيما كان الطابور أمام مدخل المركز الواقع أسفل مندوبية سيدي مبروك السفلي، منظما أكثر حيث وقف المواطنون على مسافات متباعدة، فيما كان عددهم كبيرا وامتد إلى مدخل المركز التجاري المحاذي، كما اعتمدت عدد من البنوك إجراءات وقائية هي أخرى، و ألزمت الزبائن بدخول اثنين منهم كل مرة.
500 قنطار بيعت في ظرف ساعتين
و أشرفت المصالح الأمنية متمثلة في الدرك الوطني والشرطة أمس، على بيع مادة السميد بمختلف نقاط البيع، وجاء هذا التدخل من أجل تنظيم العملية وحماية وكذا لمراقبة الأسعار، بعدما عاشت بعض نقاط البيع حالة من الفوضى بسبب سرقة مواطنين لأكياس السميد من على الشاحنة، فيما تعرض آخرون للتهديد بالأسلحة البيضاء من منحرفين أرادوا الحصول على كميات عنوة، وهو ما حدث في الوحدة الجوارية 6 بعلي منجلي، كما قام مواطنون بتخريب شاحنة بحي جنان الزيتون بعد نفاد الكمية قبل حصولهم على جزء منها، فيما قام مضاربون برفع الأسعار عند عمليات البيع، أما بنقطة البيع الواقعة قرب المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة، فقد لجأ مواطنون إلى أخذ دورهم لشراء هذه المادة، عبر تدوين أسمائهم في قوائم الانتظار.
ورافقت عناصر الدرك الوطني بائعي مادة السميد على غرار الشاحنة التي تواجدت أمس الأول ببلدية عين عبيد عند توزيع كميات من سميد «كنزة»، كما تواجدت أيضا في نقاط بعلي منجلي وزواغي وغيرهما من المناطق الأخرى، كما أشرفت ذات المصالح على عمليات بيع سميد «البركة» بأحد المستودعات الواقعة بحامة بوزيان وهي عملية حضرتها النصر، حيث تشكل طابور يمتد لأكثر من 50 مترا بسبب الإقبال الكبير من المواطنين، و تسببت الجمع الغفير في ازدحام مروري بالطريق المحاذي للمستودع، ليغادر أعوان الدرك الوطني مباشرة بعد نفاد الكمية التي فاقت 500 قنطار بيعت في زمن قياسي لم يتعدى الساعتين.
كما تواجدت النصر أمام مطحنة كنزة في بلدية ديدوش مراد، و وقفت على مرافقة مركبات الأمن لكل شاحنة محملة بأكياس السميد، و ذلك من أجل حمايتها وكذا تنظيم عمليات البيع في النقاط المحددة، خاصة وأن المواطنين يتجمهرون بشكل مبالغ فيه أمام كل شاحنة، وعلمنا من أحد الموزعين أن تلك الشاحنات تتجه لوسط مدينة قسنطينة، فيما تتكفل مصالح الدرك بعمليات البيع خارج المدن و على الطرقات الوطنية والولائية.
حاتم /ب