أعرب تجار مدينة الحروش بولاية سكيكدة و ما جاورها، عن استيائهم العميق من الطريقة التي تعتمدها مؤسسة مطاحن الحروش في عملية توزيع السميد، معتبرين الطريقة بغير العادلة و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي على العجز المسجل و إنما تزيد في تفاقم الوضعية، لاسيما في ظل الوضع القائم و عدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية عند تشكيل الطوابير، مطالبين مديرية التجارة بالتدخل لإيجاد حل للمشكلة.
و أكد التجار للنصر، على أن تخصيص المؤسسة 50 كيسا لكل تاجر، قرار غير منطقي و غير مدروس، بالنظر إلى الطلب المتزايد لهذه المادة واسعة الاستهلاك من طرف المواطنين، فالكمية المذكورة لا يمكن أن تلبي طلبات المواطنين القادمين من مختلف المناطق، لاسيما التجمعات و القرى و المداشر النائية التي يعيش سكانها في عزلة تامة.
و هذا ما وقفنا عليه، من خلال حديثنا مع بعض المواطنين، الذين أكدوا على أنهم اضطروا للنهوض باكرا و أخذ مكان في الطابور عند الساعة السادسة صباحا أمام المحلات، من أجل ضمان الظفر بكيس من السميد و ما يصاحبها من متاعب عند وصول الشاحنة، من خلال تدافع المواطنين.
و استغرب المواطنون من أن مدينة بحجم الحروش، تتوفر على مطاحن بطاقة إنتاج هائلة من السميد، لكن سكانها يعيشون في أزمة كبيرة في التزود بهذه المادة و كان على السلطات المحلية و مديرية التجارة، أن تتدخل لإيجاد آليات كفيلة للتموين بالمادة لجميع التجار و بالكمية الكافية و بدون استثناء، من أجل وضع حل نهائي لأزمة الطوابير.
و ذكر التجار، أن برنامج المؤسسة بتوزيع السميد على البلديات، لا يمكنه أن يحل الأزمة، لكون الطلب يشهد تزايدا يوما بعد يوم و لا يمكن لمواطني بلدية معينة، أن ينتظروا أسبوعا آخر لتموينهم بالمادة و عليه، فإن عملية التوزيع برأيهم، لا بد أن تكون مستمرة طيلة أيام الأسبوع، فهو الحل الوحيد الكفيل بضبط السوق و القضاء على الأزمة نهائيا.
و قد حاولنا الاتصال بمدير مؤسسة مطاحن الحروش لأخذ موقفه من انشغال التجار و المواطنين، لكن قيل لنا بأنه في مهمة عمل، بينما أكد رئيس بلدية الحروش، على رفضه طلب مدير المؤسسة، بأن تتكفل البلدية بتوزيع السميد على التجار و المواطنين.
في حين أكد مدير التجارة، على أنه تقرر العودة للعمل بالطريقة القديمة، باعتماد المطاحن المتوزعة عبر الولاية، لتموين تجار الجملة و التجزئة، مشيرا إلى أن الوحدات الإنتاجية الخمس، قامت أول أمس، بتوزيع 15 ألفا و 95 قنطارا عبر مختلف بلديات الولاية و العملية متواصلة في ظروف عادية، متوقعا أن تعود الأمور إلى طبيعتها خلال الأيام القادمة.
كمال واسطة