نفت وزارة التربية الوطنية، أمس، الأخبار التي راجت حول إعادة تنظيم وتوزيع الموسمين الدراسيين الحالي والقادم، وتغيير الامتحانات الرسمية الوطنية، وجددت التزامها بعدم اتخاذ أي قرار نهائي دون إشراك الشركاء الاجتماعيين، داعية بالمناسبة إلى اليقظة في هذه الظروف الحساسة والعصيبة، وتقصي المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية.
وأوضحت وزارة التربية في بيان لها أمس أنها "تنفي نفيا قاطعا ما تم تداوله من أخبار مغلوطة في بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بخصوص إعادة تنظيم وتوزيع الموسمين الدراسيين الجاري والمقبل، و تغيير رزنامة الامتحانات الرسمية الوطنية".
ولفتت الوزارة إلى أنه وفي ظل الظروف العصيبة والاستثنائية والحساسة التي تعيشها البلاد، والتي تتطلب رص الصفوف وتجنب ما قد يتسبب في نشر القلق وغرس الحيرة والشكوك في النفوس، فهي تدعو الجميع لليقظة وتقصي المعلومة من مصدرها الرسمي، المتمثل في الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التربية الوطنية، وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي (فايس بوك- تويتر)، ونصحت بالإطلاع الدوري على هذه المصادر الرسمية للبحث عن المعلومة الصحيحة والتأكد منها قبل نشرها.
وفي ذات السياق ذكّر بيان وزارة التربية الوطنية بما التزم به وزير التربية الوطنية في رسالته للأسرة التربوية يوم الرابع أبريل الجاري، والتي أكد فيها أن الوزارة الوصية قد أعدت مشروع مسودة تتضمن مختلف الاحتمالات الواردة في حال تمديد الحجر الصحي أو رفعه، بهدف إيجاد الحول الملائمة سيما تلك المتعلقة بالامتحانات المدرسية، ومؤكدا بأن وزارة التربية لن تتخذ أي قرار نهائي بهذا الخصوص دون إشراك مختلف الشركاء الاجتماعيين من منظمات جمعيات أولياء التلاميذ، ونقابات معتمدة في القطاع، وأيا كان الإجراء فإنه لن يكون انفراديا بل توافقيا يساهم فيه الجميع.
وبالنظر لوباء كورونا الذي يضرب البلاد حاليا على غرار باقي دول العالم، تؤكد وزارة التربية الوطنية أنها تترقب تطورات الأوضاع يوما بيوم، وستتخذ القرارات في حينها حسب المستجدات وبما يخدم مصلحة التلاميذ، مذكرة في هذا الصدد بأن الفصلين الدراسيين الأول والثاني مرا في ظروف جد عادية في كل ولايات القطر وتم تنفيذ المقرر الدراسي بنسبة جد مرضية، وأن الوزارة قامت باتخاذ مجموعة من الإجراءات لمجابهة تعليق دوام التعليم مستغلة في ذلك كل الإمكانات المتاحة رغم يقينها بأنها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحل محل التعليم الحضوري.
وفي الأخير طمأنت الوزارة الجميع بأنها ستعلم الجميع بكل القرارات التي ستتخذ بخصوص هذه المسائل وفي الوقت المناسب.
في موضوع متصل وجه وزير التربية الوطنية، محمد أوجعوط، أمس رسالة عرفان وشكر وتقدير لكل أفراد القطاع الذين ساهموا على غرار المنتمين للقطاعات الأخرى في هذا الظرف الاستثنائي الناجم عن تفشي وباء كورونا، ورفعوا التحدي وتجندوا لتسجيل حصص تعليمية لفائدة التلاميذ.
وقال الوزير في رسالته" نقف وقفة إجلال لكل من يساهم من قريب أو بعيد في رفع التحدي مع اشراقة كل شمس جديدة، ومن هؤلاء موظفو قطاع التربية الوطنية بجميع فئاتهم وفي مقدمتهم الأساتذة والمفتشون وكافة التقنيين الذين تجندوا لتسجيل حصص تعليمية لفائدة أبنائنا التلاميذ، ومنهم من ضحى بحياته في سبيل هذه المهمة النبيلة أمثال المغفور له رمضاني الشريف مفتش اللغة الفرنسية في مرحلة التعليم المتوسط الذي توفى على إثر سكتة قلبية الخميس الماضي بتبسة".
و أشاد الوزير بجميع الأساتذة والتقيين والمفتشين لما يبدونه من، تضحية ونكران الذات، في سبيل أداء أمانة التعليم للتلاميذ حتى لا ينقطعون عن الدراسة وهم في منازلهم احتراما لإجراءات الحجر الصحي تفاديا لتوسع رقعة وباء كورونا، وحيا انخراطهم الواعي والمسؤول في المسعى المنتهج من قبل وزارة التربية الوطنية القاضي بضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلاميذ بوضع تحت تصرفهم حصصا تعليمية متلفزة وعن بعد، وقد لقيت استحسانا كبيرا من طرف المعنيين وسجلت نسب متابعة مشجعة منذ الوهلة الأولى.
وتوقف محمد أوجعوط في رسالته عند الأثر الطيب الذي خلفته جهود الأساتذة والمفتشين والتقنيين في نفوس التلاميذ والأولياء على حد سواء، وهو ما جعلهم يشعرون بمصداقية هذه الجهود التي تبذل من أجل صيانة قيمة الدراسة والتحصيل العلمي في كل الظروف، مؤكدا أن هذه التضحيات والجهود ستساهم لا محالة في الارتقاء بأداء منظومتنا التربوية.
إلياس -ب