عرف سعر القنطار من القمح الصلب هذه الأيام، ارتفاعا كبيرا في بلديات ولاية قسنطينة و فاق 8000 دينار، و ذلك جراء التهافت على اقتنائه على خلفية الندرة التي تعرفها مادة السميد متأثرة بتضاعف الطلب والتخوف من حدوث أزمة تموين، وهي أوضاع جعلت البعض يعود إلى دقيق القمح الصلب.
و يباع القمح عادة في وقت حصاده بأسعار تتراوح بين 4000 و5000 دج وقد ينزل إلى 3000 دج في بداية موسم الحصاد، جراء الحاجة الملحة للفلاحين إلى التمويل النقدي، إلا أن أزمة السميد جعلت الطلب عليه يتضاعف، لتلتهب أسعار الكميات المحدودة منه والتي خزنها بعض الفلاحين، و تقفز إلى 7000 دج ثم إلى أزيد من 8 آلاف دينار.
هذا الاقبال الكبير جعل المطاحن تنشط على غير العادة في مثل هذا الوقت من كل سنة، حيث قال لنا أصحاب مطاحن في عين عبيد، أنهم لم يتمكنوا من تغطية الطلب على القمح الذي كانوا يتاجرون فيه بكميات جد محدودة، فصار عملهم يقتصر على الطحن وفصل الدقيق عن النخالة السميكة، بينما يفضل الكثير ترك الدقيقة منها لاستهلاكها. و لم يقتصر شراء القمح وطحنه على قاطني المناطق الريفية، بل تعداه إلى سكان المدن الذين رفضوا الاصطفاف في طوابير من أجل اقتناء كيس سميد، أو لم يجدوا من أين يقتنونها بالأساس.
وأوضح الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين بقسنطينة، السيد سليمان عوان للنصر، أن مهمة الفلاح تقتصر على الانتاج وتسويقه إلى تعاونية الحبوب بسعر 4500 دينار للقنطار، وهي بدورها تمون به مختلف المطاحن لييشتري الفلاح كغيره من المواطنين قنطار السميد بسعره الرسمي المقدر بـ 4000 دج، مؤكدا أن تموين المطاحن تضاعف بـ 4 مرات مقارنة بما كانت تحصل عليه في الأوضاع العادية.
واعتبر عوان بأن الأزمة مفتعلة، حيث أرجعها إلى التخزين و”تهويل الفيسبوك”، مطمئنا بأن موسم الحصاد انطلق في الجنوب وهو ما يغطي الطلب في الشمال بعد أسابيع، كما ذكر بأن قسنطينة أنتجت الموسم الفارط 1.8 مليون قنطار، وهو رقم قال محدثنا إنه جد هام.
ص.رضوان
