قررت أمس، السلطات الولائية لولاية قسنطينة فسخ صفقة ترميم الجامع الأخضر بالمدينة القديمة بسبب التأخر الكبير في العملية، بالإضافة إلى إعداد دفتر شروط جديد، كما طلبت إعداد تقرير مفصل عن حالة منزل الشيخ عبد الحميد بن باديس من أجل تقديم طلب برفع التجميد عن عملية الترميم الخاصة به.
وذكر مصدر مطلع على عملية ترميم الجامع الأخضر، أن المقاولة المكلفة بالعملية متوقفة عن العمل خلال الفترة الجارية بسبب تدابير الحجر الصحي، حيث استأنفت نشاطها بين منتصف شهر فيفري إلى غاية يوم 16 مارس، لتعود إلى التوقف، لكنه أوضح أن الأشغال لم تتقدم بصورة كبيرة على مستوى الجامع، مشيرا إلى أن العملية عرفت توقفا من قبل بسبب جملة من المشاكل الإدارية على رأسها قضية الميزانية، التي ضبطتها الجهة مالكة المشروع، لكن بعد إنجاز الدراسة تبين أن العملية تتطلب ضعف الميزانية المسجلة.
ونبه مصدرنا أن التعامل مع معلم مثل الجامع الأخضر يتطلب جهدا كبيرا، موضحا أنه لم يستفد من أي عملية ترميم من قبل، كما أنه كان تحت وصاية الشؤون الدينية، التي كانت تتعامل مع المشاكل التي تظهر فيه، مثل تسرب المياه من بعض الزوايا بطريقة آنية، بينما بينت الدراسة بعد تشخيص وضعية البناء أن المشاكل المذكورة ناجمة عن اختلالات عميقة في البناية، من بين أسبابها التعديلات التي أدرجها أصحاب محلات موجودة أسفلها طيلة العقود الماضية، دون أن يعلموا أنها قد أثرت على الهيكل العلوي، مثلما أكد نفس المصدر، كما أوضح أن العملية بالغة التعقيد وليست بسيطة، بينما أكد أن الأمر يتطلب مقاولة قادرة على الإنجاز بطاقم كفء وأن تكون مدعمة بما يكفي أيضا من العمال.
وقد أورد بيان صادر عن ولاية قسنطينة أن الوالي قد زار ورشة ترميم الجامع يوم أمس والجمعية الخيرية للتربية والتعليم الملحقة به، وأكد على ضرورة إتمام المقاولة لأشغال السقف لحماية المعلم كمرحلة أولية، قبل تعيين مقاولة تملك الكفاءة المطلبوة تتولى إتمام الورشة بعد تحضير دفتر شروط جديد، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية بشأنه.
وستوجه السلطات الولائية أيضا طلبا برفع التجميد عن عملية ترميم منزل الشيخ عبد الحميد بن باديس الكائن بنهج عبد الله باي بالسويقة، والذي كان مدرجا ضمن برنامج قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بعدما تنجز مديرية الثقافة تقريرا مفصلا عن وضعيته، بحسب ما أورده نفس البيان.
سامي.ح