لجأ عدد من أصحاب المقاهي والمطاعم في قسنطينة، إلى القيام بأعمال يدوية على غرار البناء والدهن من أجل كسب قوت يومهم تكيفا مع القرارات المصاحبة للإجراءات الوقائية الرامية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما غير آخرون أنشطتهم التجارية واختاروا بيع الخضر والفواكه.
وقام عدد من أصحاب المقاهي والمطاعم بالمقاطعة الإدارية علي منجلي وبمدينة الخروب، بالتحول إلى بيع الخضر بأسواق فوضوية تقع بالطرقات الرابطة بين المدن، فيما تحول عدد منهم إلى بعض ورشات البناء من أجل كسب أجرة يومية، أما آخرون فقد لجأوا إلى دهن جدران المنازل بحثا عن لقمة العيش، كما اختار تجار استغلال سياراتهم من أجل نقل المواطنين بطريقة غير قانونية «فرود» مستغلين منع أصحاب سيارات الأجرة من مزاولة عملهم، كما استثمر البعض في شهر رمضان من أجل تحويل نشاط محله بطريقة غير قانونية إلى بيع الحلويات وخاصة الزلابية، وذلك لتحقيق مكاسب مالية، بدلا من الغلق.
ويقول لمين البالغ من العمر 36 سنة، وهو صاحب مقهى بعلي منجلي، إنه اضطر للتحول إلى مهنة أخرى تمكنه من كسب قوته اليومي، عوض البقاء دون دخل يومي يكفيه لإعالة عائلته، وأكد المتحدث أنه اضطر لاستغلال سيارته من نوع «رونو سيمبول» لنقل المواطنين إلى مختلف الوجهات، موضحا أنه ورغم أن عائداته اليومية لا تفوق 1000 دج وأحيانا 500 دج، إلا أن ذلك يبقى أفضل من ألا يحقق أي دخل، بعدما أغلق منذ أسابيع، مقهاه الذي قال إنه كان يعيل 3 عائلات.
وأكد الشاب، أنه لا يعارض غلق المقاهي والمطاعم وكل المحلات التي من شأنها أن تتسبب في تفشي الفيروس أكثر، لأن صحة المواطن أهم حسب قوله، لكنه يرى أن المبادرات التي تم إقرارها لتعويض التجار عن الغلق كانت غامضة وغير معلومة بالنسبة لكثير من زملائه، حيث شُرع في استقبال ملفات المتضررين منهم دون إخطارهم أو منحهم مهلة لإيداع الملف اللازم، مضيفا أنه يدفع 6 ملايين سنتيم شهريا كقيمة كراء المقهى وكل شهر يمر عليه دون عمل يعد خسارة فادحة.
«عدتُ لمهنتي الأولى كبنّاء»
كما أكد حمزة 33 سنة، وهو صاحب مطعم بمدينة الخروب، أنه أجبر على العمل في إحدى ورشات البناء بعلي منجلي، من أجل كسب قوت يومه الذي لا يفوق 1200 دج، موضحا أنه يتوجه للعمل في الساعات الأولى من الصباح ويعود إلى منزله بعد 4 ساعات، كما ذكر أن خبرته السابقة في مجال البناء سمحت له باستغلالها وكسب بعض النقود لتسيير الأيام القادمة، في انتظار انفراج الأزمة.
وذكر حمزة أن بعض أصدقائه وزملائه في المهنة تحولوا أيضا للعمل اليومي، على غرار دهن جدران المنازل، حيث سبق لبعضهم النشاط في هذا المجال، وبحكم خبرتهم أعادوا الاتصال بالمعارف والمقربين الذين تكفلوا بعرض خدماتهم على كل راغب في طلاء منزله كإشهار مجاني في سبيل مواجهة جائحة كورونا.
كما قال سمير القاطن بماسينيسا، أنه اضطر لغلق مطعمه بعد صدور التعليمة الوزارية، ولكنه وجد حلا آخر يتمثل في تغيير نشاطه مؤقتا، موضحا أنه قرر استغلال المحل في بيع «الزلابية» حيث يجلبها من أحد صناعها بوسط مدينة الخروب «الفيلاج»، ويقوم بإعادة بيعها مع زيادة مالية قليلة في الكيلوغرام الواحد، وعليه تمكن من الاستثمار في الأيام الأولى من شهر رمضان، وكسب أموالا مكنته من إعالة عائلته في هذا الشهر، رغم تأكيده أنها لا تقاس بتلك التي كان يجنيها بمحله، ليصدر بعد ذلك قرار غلق محلات بيع الحلويات بكل أنواعها، ما أدخله مجددا في بطالة.
وأكد لنا أصحاب مقاه ومطاعم وكذا بعض النشاطات التي تأثرت بسبب جائحة كورونا، أنهم اتجهوا لبيع الخضر والفواكه في الطرقات والشوارع في انتظار انفراج الأزمة، موضحين أن الأمر لا يشمل كل التجار بما أن غالبيتهم كان نشاطهم حيويا ما مكنهم من ادخار مبالغ مالية معتبرة وبالتالي لم يضطروا لممارسة مهن أخرى.
و وقفت النصر على استغلال تجار آخرين لفترة الحجر بطريقة أخرى، ودون مخالفة القوانين بفتح المحلات أو تغيير النشاط، بعد أن قرروا إعادة ترميمها وتجديدها سواء الجدران والأرضية الداخلية أو حتى محيطها الخارجي، حيث قام العشرات منهم على غرار بائعي الملابس والأحذية في حي كوسيدار وكذا 400 مسكن، بتجديد محلاتهم وإعطائها ديكورا مميزا، لتكون في أفضل حلة قبل عيد الفطر، في حال فتحها من جديد. حاتم/ب