أعلنت شركة الخطوط الجوية الفرنسية أمس عن استئناف رحلاتها من وإلى الجزائر العاصمة ابتداء من اليوم الإثنين، ببرمجة رحلة يوميا باتجاه المطار الدولي للعاصمة، وبررت الشركة القرار بالعدد الهائل لطلبات الحجز التي تلقتها الشركة وتمت معالجتها.
ويأتي قرار استئناف الرحلات من قبل شركة الخطوط الفرنسية وفق بيان صدر عن السفارة الفرنسية بالجزائر، بعد تعليق كافة الرحلات باتجاه أوروبا من قبل الحكومة الجزائرية ابتداء من يوم 19 مارس الماضي، كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا، بعد أن أكدت التحاليل بأن جل حالات الإصابة المسجلة بالجزائر كانت مستوردة.
وتم بموجب القرار إلغاء 104 رحلة من وإلى فرنسا، بسبب فيروس كورونا المستجد وفق ما أعلنت عنه سابقا شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدة بأنه بإمكان الزبائن التعويض أو التأجيل إلى 15 جوان المقبل، في انتظار تحسن الوضع الصحي فيما يخص انتشار المرض، واستقرار حالات العدوى.
وشرعت من جهتها شركة الخطوط الجوية الفرنسية في الإعداد للخروج من الحجر الصحي تدريجيا، عبر تنظيم عدد محدود من الرحلات وفق ما أكده رئيس الوزراء الفرنسي "إدوار فيليب" مؤخرا، قائلا إن حركة النقل الجوي ستكون محدودة مقارنة بالسابق، وأن برمجة السفر خارج البلاد خلال العطلة الصيفية سيكون اختياريا غير عقلاني، في ظل صعوبة التأكد من إمكانية استئناف النقل الجوي نشاطه المعهود بكيفية سريعة وفي ظروف جيدة.
وتوافد على ارض الوطن مع بداية انتشار فيروس كورونا عدد هام من الجزائريين المقيمين بالخارج خاصة من أوروبا، وبالضبط من فرنسا وإسبانيا، تزامنا مع الشروع في تطبيق إجراءات الحجر الصحي من قبل وزارة الصحة بعد تنامي القلق من تطور الوضعية الوبائية للفيروس، لذلك تم تحويل القادمين من الخارج إلى مراكز الحجر الصحي، وكانت عبارة عن فنادق وإقامات مختلفة لقضاء فترة الحجر المقدرة وفق المختصين ب 14 يوما، إلى غاية التأكد من سلامة القادمين من الخارج، وتحويل حالات الإصابة على المؤسسات الاستشفائية من أجل التكفل الطبي.
وسمح هذا الإجراء بتفادي انتشار العدوى بشكل واسع، رغم امتعاض بعض إفراد الجالية الذين رفضوا المرور على مرحلة الحجر الصحي رغم أنها تعد من ضمن التوصيات التي قدمتها اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا، في حين رحب الكثيرون بالإجراء وتوجهوا طواعية إلى مراكز الحجر، لا سيما وأن القائمين على هذه الإقامات سهروا على توفير كافة الظروف الملائمة لفائدة الخاضعين للحجر الصحي، مع إخضاعهم للمتابعة الصحية اليومية من قبل فريق طبي متكامل.
ويذكر أيضا أن تعليق الرحلات الجوية والبحرية ما بين الجزائر وفرنسا تم اتخاذه بعد مشاورات بين الطرفين، وعقب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بالجزائر، حيث وجه الوزير الأول عبد العزيز جراد منتصف شهر مارس الماضي، تعليمة لوزير النقل والأشغال العمومية لتعليق كافة الرحلات من وإلى الخارج إلى غاية استقرار الأوضاع.
ومن المزمع ان تستأنف الرحلات الجوية مع فرنسا تحت إجراءات صحية ووقائية صارمة، من بينها الكاميرات الحرارية على مستوى المطار لرصد الحالات المشتبه فيها، لأن ارتفاع درجات الحرارة يعد من بين مؤشرات العدوى بفيروس كورونا، ومن المنتظر ايضا أن تعني الرحلات من وإلى فرنسا، عودة أفراد الجالية الجزائريين إلى فرنسا بعد ان قررت رفع الحجر الصحي تدريجيا.
وللإشارة فإن المكلف بالإعلام بشركة الخطوط الجوية الجزائرية أمين أندلسي كان أكد في تصريح "للنصر" أن استئناف النشاط الجوي مرهون بعودة حركة النقل بباقي الدول التي تربطها علاقات بالجزائر.
لطيفة بلحاج
