شرع الديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن ابتداء من أمس في تسويق مخزون معتبر من لحوم الدجاج تقدر كمياته بـ 57 الأف قنطار، بسعر 250 دج للكيلوغرام بهدف كسر الأسعار بعد أن شهدت ارتفاعا مؤخرا، وبلغت حوالي 360 للكلغ في عديد المناطق.
وأفاد في هذا السياق رئيس الديوان محمد بطاوي لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن العملية تهدف إلى كسر أسعار لحوم الدجاج التي ارتفعت إلى 360 دج خلال الأيام الأخيرة، كاشفا عن تخصيص 51 نقطة بيع عبر 23 ولاية، من بينها العاصمة والبليدة ووهران وقسنطينة وعنابة، بهدف ضمان الوفرة والسماح للمواطنين باقتناء هذه المادة التي يكثر الطلب عليها خلال الشهر الفضيل بأسعار معقولة.
كما خصص الديوان إلى جانب نقاط البيع الثابتة، نقاط بيع متنقلة بواسطة شاحنات تنتقل بين الأحياء السكنية عبر كافة التراب الوطني لبيع لحوم الدجاج، بالأسعار المحددة من قبل الديوان المقدرة بـ250 دج للكلغ، ويعد متوسط سعر الدجاج المعتمد من قبل الديوان مناسبا لغالبية الأسر التي تقبل على اقتناء هذه المادة خلال رمضان، بسبب الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم الحمراء.
ومن المزمع أن تشهد أسعار هذه المادة استقرارا خلال هذه الأيام التي تسبق إحياء مناسبة عيد الفطر، التي تشهد بدورها إقبالا على اقتناء لحوم الدجاج، مما سيخفف على الأسر أعباء التهاب الأسعار كلما تزامن الظرف مع الاحتفال بمناسبات دينية، كما سيحول دون تلاعب المربين بالأسعار بحجة تراجع النشاط بسبب ظروف الحجر الصحي.
وقفزت أسعار لحوم الدجاج خلال بضعة أيام فقط من حوالي 200 دج للكلغ عند بداية الشهر الفضيل، إلى ما يفوق 340 دج للكلغ عبر كثير من الولايات، وأثار هذا الارتفاع قلق المستهلكين الذين تعودوا على اقتنائه بأسعار جد معقولة في الأشهر القليلة، معبرين عن خشيتهم من أن يزيد هذا الارتفاع من فاتورة مصاريف رمضان المعروف بنمطه الاستهلاكي المغاير تماما لطبيعة الاستهلاك في الأيام العادية.
وبرر من جهته رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج طاهر بولنوار هذا الارتفاع بتراجع نشاط المربين الذين تكبدوا حسبه خسائر فادحة بعد انهيار أسعار الدجاج إلى 180 دج للكلغ مؤخرا، مؤكدا «للنصر» بأن متوسط السعر الذي يضمن استمرار نشاط المربين ويساعد ميزانية الأسر، ينبغي أن يتراوح ما بين 250 و300 دج.
كما سجل المصدر تراجعا في استهلاك اللحوم خلال منتصف شهر رمضان، بعد أن أعدت جل الاسر مخزونا من المواد الأساسية لإعداد مائدة رمضان، ويعد هذا العامل أيضا من بين أسباب تقليص نشاط المربين، خشية تكبد خسائر أخرى بعد انهيار الأسعار خلال فقرة الحجر الصحي، موضحا بأن تكلفة الإنتاج أضحت تضاهي وتفوق أحيانا سعر البيع، لذلك قرر الكثير من أصحاب المداجن تخفيض النشاط إلى غاية عودة الاستقرار إلى السوق.
وأضاف بولنوار بأن عودة الأمور إلى طبيعتها سيكون خلال الاسابيع القليلة القادمة، مستحسنا الخطوة التي قام بها الديوان الوطني لأغذية الأنعام وتربية الدواجن، لأنها ستغطي على نقص التموين بلحوم الدجاج جراء تراجع نشاط المربين، وستوفر هذه المادة خلال ما تبقى من شهر رمضان بنفس السعر في كافة أنحاء الوطن.
علما أن توزيع لحوم الدجاج عن طريق نقاط البيع المتنقلة سيساهم في الحد من حركة التنقل لاقتنائها على مستوى نقاط البيع الثابتة، تماشيا مع إجراءات الحجر الصحي الرامية إلى منع التجمعات والاكتظاظ على مستوى المحلات والفضاءات التجارية، للتحكم في انتشار العدوى بفيروس كورونا.
وكان المدير العام للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن أكد في بداية شهر رمضان بأن سعر الدجاج لن يتجاوز250 دج للكلغ، مطمئنا بضمان الوفرة وباستقرار الأسعار، عن طريق اتخاذ إجراءات استثنائية باقتناء هذه المادة من عند المنتجين وتخزينها وتوزيعها عبر 45 نقطة للبيع لتجنب المضاربة والوسطاء.
لطيفة بلحاج
