- توفير 7 ملايين كمامة أسبوعيا للمواطنين
- لدى الجزائر كل الإمكانيات للتكفل بالمصابين بالوباء
أعلن الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس الثلاثاء من وهران، عن تمديد إجراءات الحجر الصحي المعمول بها لأسبوعين إضافيين، إلى غاية نهاية ماي الجاري، كما كشف عن توفير 7 ملايين كمامة أسبوعيا، في إطار مساعي توفيرها لكل المواطنين، إلى غاية القضاء نهائيا على الوباء.
وأبرز السيد جراد خلال تدخله عبر أمواج إذاعة وهران الجهوية في إطار زيارته إلى الولاية، أنه وبعد استشارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قررت الحكومة تمديد الحجر الصحي لمدة 15 يوما إضافية، ابتداء من يوم 15 مايو الجاري.
وذكر الوزير الأول أن هذا الإجراء يدخل في إطار التدابير المتخذة للقضاء على الوباء، مشيرا إلى أن ذلك يصب في مصلحة المواطنين، وأكد أن الوضعية الوبائية إلى غاية اليوم "تبشر بالخير لأننا نتحكم في هذا الوباء وفي تطوره"، ليضيف قائلا "صحيح أن عدد الحالات في تزايد لكن توجد كفاءات تقف بالمرصاد وهو الشيء الذي جعل الجزائر من أوائل البلدان التي أدخلت منهجية صحية مكنت بالرد وبسرعة على الوباء".
وأعرب الوزير الأول عن تفاؤله فيما يخص الوضعية المتعلقة بتفشي وباء فيروس كورونا، غير أنه حذر بالقول "نحن لسنا في نهاية الوباء" مما يتعين التقيد بالتدابير الوقائية و"تفادي بعض السلوكات التي قد ترجعنا إلى الوراء".
وكشف جراد كذلك عن توفير 7 ملايين كمامة أسبوعيا في إطار مساعي توفيرها لكل المواطنين، حتى يتسنى للبلاد تجاوز الأزمة الصحية، داعيا في ذات السياق المواطنين ليحافظوا على أنفسهم، من أجل تسهيل العمل ضد الوباء لغاية اختفائه، وقال السيد جراد خلال وجوده بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران "الحكيم بن زرجب"، إن "الدولة ستوفر 7 ملايين كمامة واقية أسبوعيا"، مشددا على أن "هذه الوسيلة الوقائية تمثل حماية من التعرض للإصابة بفيروس كورونا".
وحث بالمناسبة كافة المواطنين على "ضرورة مواصلة استعمال هذه الكمامات الواقية إلى غاية الخروج من هذه الأزمة الصحية منتصرين"، واعتبر الوزير الأول أن الأمر هو "قضية مسؤولية فردية وجماعية أين يتحتم على الجميع العمل بالتدابير الوقائية لحماية أنفسهم وعائلاتهم"، منوها في ذات الصدد بالجيش الأبيض، الذي قال إنه بفضل عمله الجبار عبر كل التراب الوطني، شرف الجزائر في هذه المرحلة الصعبة، مما سيمكن البلاد، حسب تأكيده، من التخلص من الوباء في المستقبل القريب.
وأكد الوزير الأول، لدى إشرافه على لقاء مع الطواقم الطبية للمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، أنه يجب أخذ العبرة من المرحلة الوبائية التي تمر بها البلاد، على غرار باقي دول العالم، ومنها أن المحاور الأساسية لإعادة النظر وإصلاح المنظومة الصحية، يجب أن ترتكز على الموارد البشرية أي الكفاءات الوطنية، سواء المتواجدة داخل أو خارج الوطن، وهي الكفاءات التي أثبتت، مثل ما قال، جدارتها منذ بداية الوباء بأسس علمية وليست عشوائية، ما أدى بالسلطات، يضيف الوزير، لطرح تصور مستقبلي من أجل بناء منظومة صحية عصرية أسسها وطنية.
وبمقر الإذاعة الجهوية نشط السيد جراد حصة خاصة، تطرق فيها لعدة نقاط، منها ضرورة النهوض بصناعة صيدلانية وطنية بعد أن أظهرت الوضعية الوبائية جانبا إيجابيا، من خلال هبة تصنيع بعض المواد الصيدلانية، مؤكدا بأن إصلاح المنظومة الصحية "التي تعاني حاليا من بعض النقائص"، سيشمل كل المستويات بما فيها الصناعة الصيدلانية.
أما المحور الثاني الذي ركز عليه الوزير الأول في كلمته أمام الجيش الأبيض، فيتمثل في إعادة النظر في القدرات التنظيمية للأنساق التربوية والسياسية والإدارية والاقتصادية، مضيفا أن كل الدول التي تقدمت لم تعتمد فقط على قدراتها المالية أو الطاقوية، بل على رفع مستوى المنظومتين التربوية والصحية لأعلى الدرجات، وهذان المحوران هما ركيزتا المستقبل، حسبه، مبرزا أنه على المدى المتوسط، من الضروري الانطلاق على أسس صحيحة لبناء قاعدة متينة في المجال الصحي على جميع المستويات، معتبرا كذلك أن النسق التربوي هو قاعدة أساسية لتنمية كل بلد، كاشفا عن إعادة النظر فيها مباشرة بعد انتهاء الوباء وعودة الحياة لطبيعتها، من أجل عصرنة هذه المنظومة لتكون في مستوى الجزائر التي تستحق أن تكون لها مكانة قوية وريادية على المستوى العالمي.
وأضاف جراد أن هناك عدة قرارات اتخذها رئيس الجمهورية، لإعادة النظر في المنطق الاقتصادي الذي كان سائدا، مشيرا إلى أنه على الجميع العمل من أجل ربط اللحمة بين الجزائريين، الذين أظهروا في هذه الظروف تضامنا وتآزرا وتعاونا أدى لتقوية الروح الوطنية وحب الوطن، وهذا ما هو أصيل، كما قال الوزير، في جينات الشعب الجزائري، الذي يحترم قيمه والشهداء الذين ضحوا من أجل أن تنعم الأجيال بالاستقلال في هذا البلد.
وذكر الوزير الأول، بأنه منذ أن أبلغه وزير الصحة بوجود أول حالة للإصابة بكورونا والمتمثلة في الرعية الإيطالي، الذي كان في زيارة عمل لحاسي مسعود، بدأ العمل بحكامة جعلت الدولة الجزائرية تتكفل مباشرة بتنظيم نسق إداري وآخر صحي ونسق سياسي أيضا واقتصادي لتسيير الوضعية الوبائية.
للتذكير، فقد كان للوزير الأول والوفد المرافق له المتكون من مستشار رئيس الجمهورية، وزير الصحة، وزير الصناعة ووزيرة الثقافة، لقاء ثانيا مع الأطقم الطبية بمستشفى بن زرجب.
ولدى زيارته إلى ولاية غليزان، جدد الوزير الأول تأكيده بأن للجزائر كل الإمكانيات للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا المستجد.
وقال الوزير الأول لدى تدخله عقب تلقيه عرضا بمستشفى "محمد بوضياف" لغليزان حول الحالة الوبائية للولاية، "لدينا كل الإمكانيات لاستعمالها واستغلالها لمعالجة المصابين بالوباء وسنتغلب تدريجيا على هذا الفيروس وتكون الجزائر في الطليعة كما كانت دائما في الطليعة في المجالات الأخرى".
وأكد السيد جراد أن "كل المستشفيات في الجزائر لها دور مهم وأساسي" في محاربة هذا الوباء، و"ليس هناك مستشفى كبير وآخر صغير بدليل الدور الذي يقوم به مستشفى غليزان"، كما أضاف.
وأشار إلى أن هذه التجربة التي تمر بها البلاد "ستمكننا في المستقبل من استعمال كل قدراتنا من أجل النهوض ببلادنا في المجالات الصحية والاقتصادية والتربوية وغيرها".
كما أشاد بالجهود التي تقوم بها الأطقم الطبية لمواجهة فيروس كورونا و حيا أيضا دور أعوان الدولة والإدارات المحلية وأسلاك الأمن وكل المواطنين الذين يلتزمون بالانضباط حفاظا على أنفسهم.
وتأسف السيد جراد من جهة أخرى لاستهزاء بعض المواطنين في بعض الأحيان الذين ليس لديهم وعي كامل وكاف بخطورة هذا الوباء، داعيا إياهم إلى الالتزام بالتدابير الوقائية حفاظا على أنفسهم وعائلاتهم.
بن ودان خيرة/واج