قررت مديرية التربية لولاية قسنطينة خلال الأيام الماضية، غلق متوسطة ولد علي “التاريخية” بالمدينة القديمة، حيث تضم ضريح سيدي الجليس ودرست فيها شخصيات وطنية كبيرة، بعد أن بنيت عام 1851، فيما يرفض أساتذتها وأولياء تلاميذها الأمر مؤكدين أن بنايتها ما زالت قوية ولا تنطوي على أية مشاكل.
وذكر لنا أساتذة أن تلاميذ متوسطة محند العربي ولد علي سيحولون إلى متوسطة محمد الزاهي برحبة الصوف، رغم أن ولد علي تضم خمسة عشر قسما، تستغل منها عشرة لدراسة ما بين مئة وثلاثين إلى مئة وأربعين تلميذا، في حين تضم متوسطة الزاهي ستة أقسام فقط ويتتلمذ فيها حوالي ثمانين طفلا. وأضاف الأساتذة أنهم قدموا طلبا لمديرية التربية من أجل مراجعة قرارها، مشيرين إلى أن الأولياء قدموا نفس الطلب أيضا، بسبب رفضهم لتنقل أبنائهم إلى المتوسطة الأخرى المحاطة ببنايات مهدمة، كما أوضح الأساتذة أن تلاميذ ولد علي من سكان طريق جديدة وحي طاطاش بلقاسم و”الشارع”، وهي تجمعات ما زالت آهلة بالعائلات ولم تتأثر كثيرا بالترحيلات الأخيرة.
وركز الأساتذة على الجانب التاريخي للمؤسسة واعتبروها “معلما ثقافيا”، حيث كانت تسمى في عهد الاستعمار جول فيري، ودشنت شهر أفريل من عام 1851، أي قبل 169 سنة وبعد 24 سنة فقط من دخول الاستعمار الفرنسي إلى قسنطينة، في حين مرت عليها العديد من الشخصيات التاريخية والثورية والثقافية، على غرار عضو مجموعة 22 رابح بيطاط والكاتب مالك حداد والشهيد توفيق خزندار والفنان الراحل محمد الطاهر فرقاني، وغيرهم فضلا عن أنها تضم ضريح الولي الصالح سيدي الجليس وما زال من السكان من يزورون مكانه. وأكد الأساتذة أن بنيان المؤسسة ما زال قويا، فضلا عن أنهم لا يعانون فيها من أي مشاكل متعلقة بتسرب المياه أو أي نوع من المشاكل الأخرى الخاصة بالتهيئة، فيما أكدوا على مطلبهم بأن تراجع مديرية التربية قرارها.
وأكد لنا مدير التربية لولاية قسنطينة الأمر، موضحا أن قرار الغلق يعود إلى تناقص عدد التلاميذ في المؤسسة التربوية بسبب الترحيلات الأخيرة للسكان، فيما اعتبر أنه من غير المعقول بقاء متوسطة بستين تلميذا فقط، مضيفا أن الأمر يشمل غلق متوسطة أخرى بوسط مدينة قسنطينة.
سامي.ح