أرجع رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين حسين بورابة أمس التدافع على حافلات النقل الحضري "إيتوزا" والترامواي التي استأنفت نشاطها يوم الأربعاء، إلى تعطل عودة الناقلين الخواص، في ظل التحاق جل الموظفين بمناصبهم، متوقعا تحسن الوضع بداية من غد الأحد بفضل استئناف النقل الخاص.
شهدت عربات التراموي على مستوى المدن الكبرى لا سيما العاصمة تدافعا واكتظاظا بسبب إقبال عدد من الركاب عليها دون الاكتراث للشروط الوقائية التي فرضتها وزارتي النقل والصحة مقابل عودة نشاط النقل، وتدافع المسافرين على امتطاء عربات الترامواي وكذا حافلات النقل الحضري وشبه الحضري "إيتوزا" فور أن استأنفت نشاطها الأربعاء الماضي، إلى درجة صعب على السائقين التحكم في الوضع، فقد واجه كثير منهم مشاكل في إقناع الركاب بالتريث، للتمكن من غلق أبواب عربات التراموي والحافلات لمغادرة المحطات، والسماح بقدوم أخرى جراء التدافع.
وأثارت الصور التي تم تداولها بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وهي تظهر عربات الترامواي مكتظة بالركاب بعضهم وقفوا عند أبوابها، مخاوف من تسجيل موجة ثانية من العدوى بفيروس كورونا في حال عدم التحلي بالحيطة والحذر، لا سيما وأن الترخيص بعودة النقل العمومي تم مقابل وضع إجراءات وقائية صارمة، وبعد مناقشات مستفيضة مع الشركاء الاجتماعيين واللجنة العلمية لرصد ومتابعة تطور الجائحة، وعقب حملة توعوية للتحسيس بالسلوكات الواجب التقيد بها عند ركوب وسائل النقل العمومي.
شركة تسيير «الترامواي» تدعو المسافرين للتقيد بالشروط الصحية
وسارعت من جهتها شركة تسيير الترامواي "سيترام" إلى إصدار بيان توضيحي يوم الخميس، بعد تداول صور التدافع على عربات ترامواي بالعاصمة، داعية زبائنها إلى ضرورة الامتثال لقواعد الوقاية وتعليمات السلامة الصحية والتباعد الاجتماعي، مؤكدة بأن أعوان المؤسسة سيسهرون على خدمة الزبائن وتوفير ظروف نقل أفضل، مع العمل على العودة التدريجية للخدمة لدعم المسافرين وحركة السير، مذكرة المواطنين بسرعة انتشار الفيروس، وهو ما يفرض على الجميع التحلي بالحيطة لعدم المساهمة في نقل العدوى وتعريض حياة الآخرين إلى الخطر.
نقابة الناقلين: تأخر عودة النقل الخاص من بين أسباب التدافع
وأوعز من جانبه رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين حسين بورابة في تصريح "للنصر" ظاهرة التدافع على الترامواي وحافلات "إيتوزا" في ظل تجاهل تام لخطورة هذه السلوكات على سلامتهم وأمنهم الصحي، بعدم تزامن قرار الترخيص بعودة نشاط النقل العام أي التابع للقطاع العمومي مع استئناف نشاط الناقلين الخواص في إطار الرفع التدريجي للحجر الصحي، رغم عودة نسبة 50 بالمائة من الموظفين والعمال بعد إحالتهم على عطلة مؤقتة لمدة قاربت الأربعة أشهر للوقاية من انتشار العدوى، وفي تقديره فإن خدمة النقل التي تم السماح بها لم تكن كافية لتلبية طلبات الزبائن خاصة العمال والموظفين.
وتوقع المتحدث تحسن الأوضاع وعودة الأمور إلى نصابها ابتداء من غد الأحد الذي سيشهد رجوع حافلات النقل الخاص تحت شروط وقائية صارمة، ستشمل كذلك سيارات الأجرة التي تم إلزامها من قبل وزرة النقل والأشغال العمومية بنقل مسافرين اثنين فقط، والتقيد بوضع القناع الواقي وتوفير السائل المطهر من قبل السائق، في حين تم إسقاط شرط وضع الحاجز البلاستيكي ما بين السائق والركاب بسبب ارتفاع ثمنه المقدر بـ 5000 دج، بطلب من الشركاء الاجتماعيين، بحجة الضائقة المالية التي يشتكي منها أصحاب سيارات الأجرة جراء التوقف عن النشاط طيلة الأشهر الماضية.
كما ألزمت الوصاية حافلات النقل الخاص بعدم نقل أكثر من 50 بالمائة من العدد المسموح به، ومنع وقوف أي راكب داخل الحافلة والاكتفاء بملء نصف المقاعد وإلزام الركاب بوضع الكمامة، وستبقى هذه الإجراءات الوقائية مستمرة إلى حين تحسن الوضع الصحي وتراجع حالات الإصابة بالفيروس، ولا ترفع إلا باقتراح من اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة انتشار الجائحة، وفق المصدر.
مصطفى زبدي: ما زلنا في مرحلة الجائحة والخروج
لا ينبغي أن يكون إلا لضرورة
كما استهجن رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين مصطفى زبدي التدافع على وسائل النقل، مؤكدا بأن عودة النشاطات التجارية خلال الأسبوع الماضي جعل الكثير يعتقد بأن الجائحة زالت، مما يفسر التوافد على بعض المساحات الخضراء تزامنا مع عودة خدمة الترامواي والنقل الحضري، لكنه برر أيضا التزاحم الذي شهدته هذه الوسائل في اليومين الأخيرين بعودة 50 بالمائة من العمال والموظفين إلى مناصبهم بعد عطلة مؤقتة، دون إطلاق كافة خدمات النقل الحضري وشبه حضري، بسبب استمرار منع نشاط سيارات الأجرة والنقل الخاص.
وفي نظر زبدي فإن المواطنين كانوا مجبرين إما على التدافع للوصول إلى مقر العمل في الموعد، أو الانتظار لساعات في المحطات إلى غاية وصول مركبات أخرى، وهذا كان سيجعلهم يلتحقون متأخرين إلى عملهم، متوقعا بدوره تحسن الوضع بداية من هذا الأسبوع بفضل استئناف نشاط الناقلين الخواص لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الركاب.
ونبه المصدر إلى استمرار الظرف الصحي الحساس بسبب انتشار فيروس كورونا، مذكرا عامة المواطنين بعدم الخروج من البيت إلا للضرورة، وعدم التمادي في التنقل ما بين المحلات والفضاءات التجارية والأسواق تجنبا للعدوى.
وزير الأشغال العمومية والنقل: رفع تسعيرة النقل غير وارد حاليا
وفي سياق ذي صلة، أكد وزير النقل والأشغال العمومية فاروق شيالي يوم الخميس أن مراجعة تسعيرة النقل غير ورادة حاليا، وذلك في رده على مطالب رفعتها نقابة الناقلين بمراجعة التسعيرة بحجة الزيادة الأخيرة في أسعار المازوت.
وقال الوزير خلال زيارة قادته إلى ولاية المدية إن مشاورات أجراها القطاع مع منظمة الناقلين الخواص بخصوص هذا الملف، دون أن يتم إقرار مراجعة تسعيرة النقل، لأنه سابق لأوانه، مؤكدا استمرار المشاورات مع الشركاء الاجتماعيين على إثر ارتفاع أسعار الوقود، وأن الكثير منهم أبدى تفهه للوضعية الحالية للبلاد. وتعهد وزير الأشغال العمومية والنقل بأنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار انشغالات منظمة الناقلين من قبل مصالحه، وباستمرار المشاورات للنظر في كافة المقترحات في إطار هادئ ومسؤول، قائلا إن الوفود التي استقبلتها الوزارة تفهمت الوضع، بعد أن تم إقناعها بتأجيل أي زيادة مع مواصلة النظر في هذا المطلب.
ق/و