أكد أمس المؤرخ والباحث موسى لوصيف أن أطباء استعماريين قد شاركوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق الجزائريين، حيث روى قصة طبيب في سطيف سمّم رضيعا في الثانية من العمر انتقاما من والده.
وجاءت مداخلة المؤرخ موسى لوصيف خلال الاحتفال بعيد الاستقلال في قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث افتتحها بالإشارة إلى أنه جاء بمقاربة جديدة باعتباره باحثا في الثورة، من خلال تطرقه إلى جرائم أطباء الاستعمار في حق الجزائريين، موضحا أنها متعددة. واختار المتدخل قصة الطبيب فانسان مازوكا، وهو من أصل إيطالي، تجند في صفوف الجيش الفرنسي عام 1932 وتدرج في الرتب إلى أن صار يحمل رتبة رائد، كما أوضح نفس المصدر أنه باحث في مجال الصيدلة وله عدة اكتشافات مسجلة باسمه، لكنه قتل العشرات من الجزائريين العزل خلال مجازر 8 ماي 1945، عندما كان يعمل بالبلدية المختلطة المسماة «تاغيتونت» التي كانت تضم بلديات عموشة والعين الكبيرة وتيزي نْبشار والبابور، مثلما قال.
وأضاف المؤرخ أن الطبيب الاستعماري قام باغتيال ابن جزائري يسمى لمنور لعليوي، حيث جمع تفاصيل القصة من خلال شهادته، كما قال أنه يعتبر من المعتقلين السياسيين الذين قضوا فترة عقوبة قاسية في العالم، فقد دخل السجن منذ 1945 ولم يخرج منه إلى غاية الاستقلال، بعد أن سعى إلى الانتقام من الطبيب فانسان مازوكا بسبب اغتياله للجزائريين، لكنه نجا بعد أن اختبأ في المدخنة، وتمكن لعليوي ورفيقاه من اغتيال الرماة الذين كانوا مكلفين بحراسة الطبيب.
ونبه الباحث إلى أن ابن لعليوي البالغ من العمر سنتين قد أصيب بالتهاب اللوزتين ما بين شهري ماي وجوان في نفس العام، حيث حملته والدته إلى الطبيب المذكور، الذي سألها عن اسم والده، ليقدم لها بعد أن أخبرته قنينة مغلقة بقفل من الفلين، ثم قال لها أنها دواء وطلب منها أن تعطي منها لابنها ملعقتين قبل النوم. وقد امتثلت الأم لأمر الطبيب، مثلما يروي المؤرخ، لتفاجأ بعد الملعقة الأولى برغوة تخرج من فم الرضيع ثم من أنفه قبل أن يتوفى. وقد سكبت الأم بعد ذلك مباشرة كمية من السائل الموجود في القنينة على التربة فوجدت أنها تتآكل، في حين سألت في اليوم الموالي أحد أقربائها وأكد لها أن السائل عبارة عن «حمض البطاريات».
سامي .ح