غرداية تشيع ضحاياها في هدوء
عادت الحياة إلى طبيعتها أمس بولاية غرداية بشكل تدريجي وعاشت المدنية بمختلف أحيائها هدوء حذرا لم تسجل خلاله أي مناوشات، فيما تم تشييع الضحايا الذين سقطوا قبل أيام إلى مثواهم الأخير في جو جنائزي مهيب وفي هدوء تام خاصة بمدنية لقرارة.
شيّع سكان مدينة لقرارة وغرداية أمس ضحايا المواجهات التي اندلعت قبل أيام بالمدينة والتي خلفت العديد من القتلى، وبمدينة لقرارة شيع المئات من المواطنين 14 ضحية سقطت نتيجة المواجهات الني اشتعلت بين الشباب الأربعاء الماضي في جو جنائزي مهيب وفي هدوء تام على الرغم من مشاركة عدد كبير من المواطنين من جهات أخرى في تشييع الضحايا، بينما كان طرف آخر قد شيع أربع ضحايا بالمدينة قبل يومين.
على مستوى آخر وجه مجلس أعيان قصر غرداية أمس دعوة عامة لجميع المواطنين للعودة إلى العمل وممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي، وجاء في الدعوة «نطلب من كل مواطن العمل بجدية و إحسان كما كان دوما كل واحد في مكانه..نحن كلنا ثقة في الله وفي مؤسسات الدولة الساهرة على النظام العام.. الجزائر واحدة موحدة إلى الأبد»، وقال رئيس هذا المجلس والنائب بالمجلس الشعبي الوطني عن التجمع الوطني الديمقراطي قارة عمر بكير في اتصال بالنصر أمس أن النداء عام و موجه لكل المواطنين ، للتاجر أو الموظف أو العامل أو المواطن البسيط في ولاية غرداية من أجل العودة إلى العمل وممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي. وأضاف «نحن لابد أن نقلب الصفحة ونسير إلى الإمام»، وعن الوضعية التي سادت المدينة أمس قال أن هدوء حذرا خيم عليها وهو ليس هدوء طبيعيا، لكن ذلك شيء عاد ومفهوم لأن الجو لا يزال مشحونا ومع مرور الوقت ستعود المياه إلى مجاريها.
وعن التعزيزات الأمنية في المدينة قال محدثنا أنها عادية، هناك قوات الدرك والشرطة في المدينة تمارس مهامها بشكل طبيعي، وقائد الناحية العسكرية الرابعة يقوم بعمله على أحسن ما يرام، وهو موجود كل يوم تقريبا في المدينة للاطلاع على الأوضاع بها.
لكن محمد دحو عضو المجلس الشعبي الولائي و أحد أعيان المالكية قال من جهته أنه لاحظ أمس دورية للجيش الوطني الشعبي تجوب ناحية «ضاية» دون أن تتوقف قبل أن تختفي، وواصل يقول في تصريح «للنصر» أمس أن الأجواء عادية تماما بمدينة غرداية وأن الحياة طبيعية وكل شيء على ما يرام، وعن عودة التجار إلى فتح محالهم أوضح أن المالكية لم يغلقوا متاجرهم وأن ذلك وقع عند الإباضيين فقط، ووصف ملاحقة قوات الأمن للمطلوبين الذين زرعوا الرعب في المدينة وضواحيها في السابق «بالعملية الجراحية» التي لابد منها للتخلص من هذا الداء.
و قال محدثنا أيضا أن مواطني الولاية يستبشرون خيرا بالقرارات الجريئة التي اتخذها مجلس الوزراء المصغر المجتمع الأربعاء الماضي تحت رئاسة عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، وتلك التي اتخذها الوزير الأول خلال زيارته المدنية نهار الخميس الماضي، ودعا الى تطبيقها بصرامة لوضع حد للأزمة التي تعصف بهذه الولاية منذ أشهر.
من جهة أخرى عاد أمس العديد من التجار المزابيين الذين أغلقوا محالهم التجارية الأربعاء الماضي احتجاجا على ما وقع في غرداية إلى مباشرة عملهم على مستوى الجزائر العاصمة ومدن أخرى، كما عقد مساء أمس عقلاء المدينة اجتماعا لهم لبحث القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية خلال المجلس الوزاري المصغر لإعادة الامن الى المدينة، وكذا تلك التي اتخذها الوزير الاول عبد المالك سلال ونتائجها على مواطني الولاية.
محمد عدنان