• الرئيس يوصي باختيار شخصية تتمتع بالكفاءة لتسيير الصرح وشركة كبرى للسهر عليه
أعلن رئيس الجمهورية السيد،عبد المجيد تبون، أن التدشين الرسمي لجامع الجزائر الأعظم سيكون في الفاتح نوفمبر القادم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 66 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
وجاء إعلان رئيس الجمهورية عن موعد التدشين الرسمي لجامع الجزائر الأعظم خلال الزيارة التي أداها إلى هذه المنشأة الدينية والعلمية والثقافية أول أمس الخميس، رفقة كبار المسؤولين في الدولة على غرار الوزير الأول عبد العزيز جراد، رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق سعيد شنقريحة وعدد من الوزراء و المسؤولين، والتي تزامنت والاحتفال برأس السنة الهجرية وذكرى اليوم الوطني للمجاهد، وقال بهذا الخصوص «مبدئيا فإن تدشين الجامع الأعظم سيكون أول نوفمبر المقبل، وذلك تبركا بهذا الشهر باعتبارنا نوفمبريين».
وقد تابع عبد المجيد تبون شريطا مصورا حول مختلف مراحل إنجاز الجامع، قبل أن يطوف بمختلف مرافقه أين قدمت له شروح وافية عن مسار إنجاز الجامع و عن كل مرفق من المرافق والمصالح التي يحتوي عليها.
نظام خاص مضاد للزلازل يحوي 264 عازلا
وتفقد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في بداية الزيارة النظام المضاد للزلازل للجامع، وهو نظام خاص أقيم لحماية المنشأة ومرتاديها من احتمال وقوع زلزال ما، ويقع النظام الخاص هذا على وجه الخصوص تحت القاعة الكبيرة المخصصة للصلاة والتي تسع 36 ألف مصل.
ويعمل النظام المضاد للزلازل هذا حسب الشروح التي قدمت للرئيس من طرف القائمين على الجامع بنظام الدعائم و العوازل حيث توجد به 246 عازلا، وأيضا بنظام مخفف الصدمات، وهي بعدد 80، ويمكن لهذه المخففات أن تشتغل في كل الاتجاهات حتى تتمكن من امتصاص قوة الزلزال.
وبحسب الشروح المقدمة فإن النظام المضاد للزلازل الذي زودت به هذه المنشأة الثقافية والعلمية والدينية يمكنه تخفيف الشعور بالهزات الأرضية إلى نسبة 70 من المائة، وهو قادر على مقاومة زلزال بدرجة 7.3 على سلم ريختر، كما يمكن لهذا النظام الصمود وحماية الجامع لمدة 80 سنة.
وحسب القائمين على هذا النظام دائما فإنه يخضع لمراقبة دروية من طرف المختصين والخبراء للوقوف على مدى جاهزيته.
قاعة صلاة بـ 36 ألف مصلّ وأطول منارة في العالم
ومن بين المرافق الأخرى التي تفقدها الرئيس عبد المجيد تبون خلال الزيارة قاعة الصلاة الكبرى للجامع التي تسع 36 ألف مصل بينما تصل طاقة استيعاب الجامع بحساب الساحة إلى 120 ألف مصل.
وبالمناسبة صلى تبون ركعتين داخل قاعة الصلاة تيمنا وتبركا بهذا الصرح الديني والثقافي الكبير، وأوصى بأهمية الحفاظ على هذه القاعة المنجزة بمواد محلية الصنع والتي تتضمن ايضا زخرفات نقشت بأياد جزائرية، كما تضم قاعة الصلاة ثريا بقطر 12 مترا وبوزن يصل إلى 9.5 طن وهي مزينة بآلاف البلورات الأنفس في العالم وقد صنعت بين الصين وإيطاليا.
و تفترش قاعة الصلاة الكبرى أفخم أنواع السجاد المصنوع محليا والذي يتضمن زخرفات وخطوط تعكس ثقافة وتراث كل مناطق الجزائر.
وزار رئيس الجمهورية في ذات السياق منارة الجامع التي تعتبر أطول وأكبر منارة في العالم بـ265 مترا وهي تضم 43 طابقا، 15 منها خصصت للمتاحف و10 لمركز بحث ومحال، فضلا عن تخصيص طوابق للزوار كي يتمكنوا من رؤية خليج وساحل ومدينة الجزائر عبر منظار خاص، وطابق خاص بكبار الشخصيات.
هيئة علمية وشركة على أعلى مستوى لتسيير الجامع
وقبل أن ينهي الرئيس عبد المجيد تبون زيارته للجامع الأعظم كلف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بضرورة إنشاء «هيئة علمية على أعلى مستوى» تتكفل بالجانب العلمي في هذا الصرح، داعيا إلى الاستعانة بالمعاهد الكبرى في العالم، شرط احترام المرجعية الدينية الوطنية الوسطية وكذا الاستعانة بإسهامات دولية من العالم الإسلامي, ماعدا ما يتعارض توجهاتنا.
وفي ذات السياق أسدى تعليمات بالتنسيق مع الوزير الأول بالتعاقد مع شركة كبرى للقيام بأعمال صيانة مختلف المرافق، مشيرا أن أكبر ثالث مسجد في العالم يتطلب شركة تكون في مستوى الشركة التي تسير الحرمين.
وأوضح أن مهام هذه الشركة التي «ينبغي أن يكون في استطاعتها الاعتناء ب30 هكتارا بما فيها من مرافق»، ستخص «الأمن والصيانة والتعليم»، مع منحها إمكانية المناولة مع شركات ناشئة» للقيام بمختلف المهام وفق عقود.
وبشأن العميد، أو الشخصية التي سترأس هذا الصرح الديني الكبير فقد أوصى عبد المجيد تبون بضرورة أن تكون «شخصية تتمتع بالكفاءة الدينية والعلمية»، لأن الأمر يتعلق -كما قال ب»مجمع كبير يتضمن مسجدا ومعهدا ومكتبة ومصلحة لاستغلال وترميم المخطوطات وسيعرف استقطابا كبيرا، و في هذا الصدد أمر رئيس الجمهورية بأن يشمل الصرح العلمي على «تكوين ما بعد التدرج بالنسبة للجامعات الجزائرية والدول الإفريقية مع تكوين الأئمة في مستوى عال.
وبالنظر لحجم الجامع فإنه من المتوقع أن يضم ترسانة كبيرة من المؤطرين و مجلسا علميا يضم كبار العلماء والشخصيات العلمية والمثقفة.
إلياس –ب