اجتاز يوم الأحد المترشحون لامتحانات شهادة البكالوريا عبر التراب الوطني أول عقبة من خلال امتحانهم في مادتي اللغة العربية والعلوم الاسلامية، والتي جرت في ظروف وصفت بـ "الحسنة" بالرغم من الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19).
وقد حظيت هذه الدورة الاستثنائية بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حيث أعطى الوزير الأول، السيد عبد العزيز جراد، اشارة انطلاق هذا الامتحان المصيري من ولاية عنابة بحضور وزير التربية الوطنية، السيد محمد واجعوط.
وقام السيد جراد بفتح أظرفة مواضيع اختبار مادة اللغة العربية بمركز الإجراء بمتوسطة شعيب العربي بعاصمة الولاية، حيث وقف على الظروف التي يجري فيها هذا الاستحقاق الدراسي.
واعتبر الوزير الأول أن امتحانات البكالوريا تجري هذه السنة في "حالة وبائية خاصة ولا بد من توعية الأولياء والتلاميذ" بهذا الخصوص.
وأعرب عن تفاؤله للسير "الحسن" لهذا الامتحان، مؤكدا أن عملية التحسيس وجهت للمترشحين وأوليائهم لمساعدتهم "قدر الإمكان" على الاستعداد والتحضير لهذا الاستحقاق الدراسي.
من جانبه، أكد وزير التربية أن القطاع وفر "جميع الشروط التنظيمية والصحية لإنجاح هذا الموعد"، مشيرا إلى وضع أربعة بروتوكولات صحية صادقت عليها اللجنة العلمية لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لضمان سلامة المترشحين والمؤطرين والعمال.
ويتعلق الأمر بتوفير 6 ملايين و500 قناع واقي يلزم المترشحين والمؤطرين والعمال بارتدائها، زيادة على كميات كبيرة من المحلول الكحولي لتعقيم الأيدي مع توفير قاعة احترازية في كل مركز امتحان لعزل الحالات المشتبه بها، ويوجد بها طبيب يقرر مصير الحالة المشتبه بها إن وجدت.
وقد شملت التحضيرات أيضا الوقاية من الغش، حيث اتخذت بشأنه ترتيبات قضائية جديدة بعد أن كان يتم النظر فيه اداريا، مثلما أوضح الوزير الذي عبر عن امله في ألا يتم تسجيل أية حالة غش خلال هذه الامتحانات.
كما طمأن المترشحين وأوليائهم بأن الأسئلة ستكون فقط من الدروس التي تلقاها التلاميذ حضوريا خلال الفصلين الأول والثاني من السنة الدراسية 2020/2019.
وبولاية الجزائر العاصمة، اجتاز أزيد من 57 ألف مترشح أول يوم من امتحانات شهادة البكالوريا في أجواء ميزها "الهدوء والاطمئنان" رغم حالة الارتباك التي بدت على البعض منهم، حسب ما لاحظته وأج على مستوى بعض مراكز الإجراء.
وخضع المترشحون بمجرد دخولهم الى مركز الامتحان الى سلسلة من الاجراءات، بدءا باستبدال الكمامة الواقية التي كانوا يرتدونها بأخرى جديدة سلمت لهم كخطوة احترازية ثم توجيههم إلى قاعة الامتحان بمجرد تقديم الاستدعاء والتخلص من المحافظ والهواتف النقالة.
وقد اتخذت الجهات المعنية في ذات الشأن إجراءات تجريم الغش بجميع أنواعه في الامتحانات المدرسية مع إدراجها في قانون العقوبات والتي أصبحت تتجاوز العقوبات الإدارية والتربوية وتتعداها الى العقوبات القضائية.
وبولاية البليدة، شهد اليوم الأول لهذا الامتحان التزاما صارما بالإجراءات الصحية المقررة بهدف تجنب انتشار وباء كوفيد -19.
وبالنظر لكون ولاية البليدة من بين الولايات الأكثر تضررا من انتشار الفيروس، فقد شهدت خلال دورة البكالوريا الحالية تنصيب لجنة على مستوى مديرية التربية لتطبيق البروتوكول الصحي الذي أقرته الوزارة الوصية بالتنسيق مع اللجنة العلمية لمتابعة انتشار الوباء، حسب ما أكدته مديرة التربية لهذه الولاية، غنيمة آيت براهيم.
أما بمنطقة غرب البلاد فقد اجتاز المترشحون امتحانات اليوم الاول وسط إجراءات احترازية صارمة وضمن بروتوكول صحي للوقاية من فيروس كورونا.
جدير بالذكر أن عدد المترشحين لامتحانات بكالوريا هذا العام فاق 637 ألف تلميذ ما بين متمدرسين وأحرار.
وكان مجلس الوزراء قد قرر في اجتماعه يوم 10 مايو المنصرم برئاسة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تأجيل امتحان شهادة البكالوريا إلى سبتمبر الجاري بالنظر إلى الوضع الصحي القائم في البلاد الذي "لا يسمح بتنظيم امتحان شهادة البكالوريا في موعده المحدد".
ولضمان السير الحسن لهذه الامتحانات، سخرت المديرية العامة للأمن الوطني 15379 شرطي بقطاع اختصاصها عبر كافة التراب الوطني لتأمين هذه الامتحانات التي تجري في الفترة من 13 إلى 17 سبتمبر 2020.
للتذكير، فقد بلغت نسبة النجاح في امتحان شهادة البكالوريا للعام الماضي 54،56 بالمائة.
وأج