قلة مكاتب البريد وراء مشكل الطوابير
أوضح وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال إبراهيم بومزار أمس من وهران، أنه سيتم تقديم تسهيلات تقنية لمتعاملي الهاتف النقال خاصة توفيرالعقارات من أجل وضع أجهزة الاستقبال والإرسال مما سيساهم في تخفيف الضغط على الشبكة السابقة وبالتالي توسيع التغطية وتسريع وتحسين التدفق وترقية الخدمات، وانتقد الوزير خدمات متعاملي الهاتف النقال الثلاثة، الذين اعتبر تغطيتهم للأنترنيت ضعيفة لكون عدة مناطق عبر الوطن محرومة من خدماتهم مما يعطل عدة مصالح للمواطنين، كما أوعز مشكل التغطية بشبكة الأنترنيت لعدة أسباب من بينها اهتراء وقدم الشبكة النحاسية التي كان يجب أن يتم تعويضها بالألياف البصرية لعصرنة الخدمات على المستوى الوطني.
وقال وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال إبراهيم بومزار أمس خلال تصريح صحفي في اختتام زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، أنه بناء على ما جاء به القانون 18/04 والذي يسمح بتقاسم البنية التحتية وبالنظر أنه لا يمكن الاعتماد فقط على إمكانيات بريد الجزائر من أجل عصرنة شبكة التغطية بالأنترنيت،سيتم إشراك الشباب الحامل للمشاريع والمؤسسات الناشئة في هذه العملية لتسريع الوتيرة وترقية الخدمات من أجل المرور لنموذج اقتصادي خاص، وهذا بإلزام هؤلاء الشباب باحترام دفتر شروط صارم يرتكز أساسا على ضرورة جودة ونوعية معايير الخدمات والأجهزة وكذا على احترام آجال التسليم، وسيتم مرافقتهم وتقديم لهم الحلول التقنية من أجل تسريع تنفيذ مشاريعهم، مشيرا لوجود بوابة إلكترونية خاصة بهذه العملية وهي بوابة "صفقتي" والتي لم يتفاعل معها إلا نسبة قليلة بلغ عددهم حوالي 3 آلاف شاب، مثلما أشار الوزير، مبررا هذا الإقبال المحتشم بعدم فهم الشباب لمضمون وخطوات التعامل مع تدابير الاستفادة من مشاريع في هذا الإطار، وهي النقطة الأساسية التي تمحور حولها أمس لقاء الوزير بالشباب الحامل للمشاريع وأصحاب المؤسسات الناشئة الناشطة في قطاع الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة، بمسجد ابن باديس بوهران، أين تم تقديم لهم تفسيرات وشروحات حول المنصة وأهدافها وكيفية الاستفادة من المشاريع بالإضافة لكيفية طرح مقترحاتهم على الوزارة لدراستها خاصة من أجل شبكة الهاتف الثابت الذي يأخذ العمل به وقتا طويلا لتحديث الشبكة وتحسين الخدمات.وأسدى الوزير تعليمات لضرورة أن ترافق عملية مد الألياف البصرية، لأشغال التهيئة في الأقطاب السكنية الجديدة حتى لا تضطر المصالح المعنية لإعادة الحفر بعد سنوات من تسليم السكنات.
من جهة أخرى، ركز الوزير خلال زيارته الميدانية أمس لوهران، على إلزامية تسريع وتيرة الدفع الإلكتروني، حيث انتقد ما جاء في عرض مديرة البريد بالولاية والتي قالت أن المستفيدين من أجهزة الدفع على مستوى الولاية فقط 41 متعاملا اقتصاديا، وهي نسبة ضعيفة جدا مقارنة بالنسيج الاقتصادي والتجاري الذي تتميز به الولاية، وهنا أيضا تطرق الوزير لضرورة إشراك المؤسسات الناشئة في العملية من أجل جلب المتعاملين وتزويدهم بأجهزة الدفع الإلكتروني من أجل تسريع الوتيرة، وعرج المتحدث على دور الصحافة أيضا في الترويج للعملية من خلال تغطيتها للنشاطات وأخبارها حول الدفع الإلكتروني وأهميته البالغة في ترقية الاقتصاد الرقمي والانتقال بالبلاد لمرحلة أخرى من نموها في مختلف المجالات، كما دعا من وهران مدراء البريد عبر التراب الوطني لتوزيع البطاقات الذهبية الجاهزة على أصحابها والسعي لإنجاز أخرى وجلب زبائن آخرين.
وعند استعراضه لوضعية قطاع البريد بوهران، عبر الوزير عن استيائه من التغطية الضعيفة بمكاتب البريد على مستوى الولاية التي تعد قطبا اقتصاديا وطنيا، حيث اكتشف الوزير أن التغطية بها تعادل مكتب واحد لكل 30 ألف نسمة وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف المعدل الوطني، وأمر الوزير بالإسراع في فتح المكاتب الجاهزة وأنه ليس بالضرورة انتظار تدشينها، وأن يتم التركيز على مناطق الظل لفتح مكاتب إضافية بها، علما أن أغلبها حاليا بوهران يتم تغطيتها بواسطة مكتبين متنقلين.
وخلال زيارته، أولى الوزير بومزار أهمية للصحافة ودورها في مرافقة قطاع البريد وتكنولوجيات الاتصال، حيث كشف أنه سيتم اليوم الثلاثاء بالعاصمة عقد لقاء موسع لعدة قطاعات وزارية مع إشراك الصحافة عن طريق التحاضر المرئي عن بعد، معتبرا إياه انطلاقة لسلسلة تكوينات خاصة بالصحفيين ستتم عن بعد، كما أعلن الوزير على الاتفاق مع متعامل عالمي من أجل ضمان تكوين الصحفيين عبر الوطن حول الأخبار الكاذبة وكيفية التحقق من صحتها، مشيرا أن التكوين سيكون على دورات تضم كل دورة 25 صحفيا.
بن ودان خيرة