أعرب وزير الدفاع الأمريكي، مارك توماس إسبر عن إرادة بلده في تعزيز التعاون مع الجزائر في المجال العسكري و مكافحة الإرهاب. وأبرز إسبر خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر الأولى من نوعها منذ 2006، الدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في مجال الأمن الإقليمي، مشيدا بطبيعة العلاقات طويلة الأمد التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر.
أكد وزير الدفاع الأمريكي, مارك توماس إسبر رغبة واشنطن في دعم علاقات التعاون والشراكة مع الجزائر في المجال العسكري و مكافحة الإرهاب، في تصريح له عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون أوضح السيد إسبر قائلا «لقد تطرقنا إلى السبل و الوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون بين جيشي البلدين».
كما تم التطرق إلى مواضيع أخرى على غرار «احترام سيادة الدول و الحريات و كذا المسائل ذات الاهتمام المشترك». وأضاف السيد إسبر «كان لي أيضا شرف زيارة مقام الشهيد لوضع إكليل من الزهور ترحما على أرواح شهداء الثورة الجزائرية, مليون و نصف مليون شهيد الذين ضحوا بأنفسهم من أجل استقلال الجزائر». و بهذه المناسبة تقدم وزير الدفاع الأمريكي بالشكر لرئيس الجمهورية على «حفاوة الاستقبال و كرم الضيافة» الذي حظي به خلال زيارته للجزائر.
وكان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد استقبل, السيد مارك طوماس إسبر, وزير الدفاع الأمريكي، وجاء في بيان عن رئاسة الجمهورية «استقبل رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.. السيد مارك طوماس إِسبِر, وزير الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يقوم بزيارة عمل للجزائر».
وأوضح المصدر ذاته أن «المقابلة جرت بحضور الوفد المرافق للوزير و القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالجزائر, ومن الجانب الجزائري الفريق السعيد شنقريحة, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, ومدير الديوان برئاسة الجمهورية, السيد نور الدين بغداد دايج, واللواء محمد بوزيت, مدير عام التوثيق والأمن الخارجي بوزارة الدفاع الوطني».
وقد تناولت المحادثات «استعراض العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في مجالات عديدة, كما بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا والساحل الإفريقي واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة في إطار احترام وحدة وسيادة دولها». وبعد هذا اللقاء المثمر, أقام رئيس الجمهورية مأدبة غداء بمقر الرئاسة على شرف الضيف ومرافقيه, كما تبادل الطرفان بهذه المناسبة هدايا رمزية.
قبل ذلك، تنقل وزير الدفاع الأمريكي, إلى مقام الشهيد حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية. وقد صرح الوزير إسبر بمقام الشهيد: «إن الولايات المتحدة الأمريكية والجزائر صديقتان وشريكتان منذ سنوات عديدة. آمل أن تسهم زيارتي ولقائي مع الرئيس، ومحادثاتي مع القيادة العسكرية في تعزيز هذا التعاون وأن تستمر مصالحنا المشتركة وهذا التاريخ المشترك الذي يجمعنا».
وتعد زيارة إسبر الثانية لمسؤول في المؤسسة العسكرية الأميركية، بعد أسبوع من زيارة قائد قيادة القوات الأميركية لأفريقيا «أفريكوم» ستيفن تاونساند إلى الجزائر، لدعم علاقات التعاون في المجالَين العسكري والأمني، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والأمن في منطقة شمال أفريقيا والساحل، والتهديدات الأمنية المتأتية من تداعيات الأزمة الليبية، والوضع غير المستقر في مالي، وتحركات التنظيمات الإرهابية في النيجر وعلى طول الساحل.
ع سمير