انطلقت أمس التسجيلات الجامعية الأولية لفائدة حوالي 400 ألف ناجح في شهادة البكالوريا عبر الموقف الإلكتروني لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لاختيار التخصص المرغوب فيه، على أن تكشف الوزارة يوم 5 نوفمبر المقبل عن معدلات القبول في قائمة التخصصات لا سيما التي يكثر الطلب عليها.
وفتحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأرضية الرقمية الخاصة بالتسجيلات الأولية بداية من زوال أمس، لتمكين الحائزين على شهادة البكالوريا من سحب بطاقة الرغبات عبر الأرضية الرقمية وانتقاء التخصص الذي يرغب فيه الطالب، بما يتناسب مع المعدل العام المحصل عليه في الشهادة، وكذا طموحات الحائزين على الشهادة وميولاتهم الشخصية.
وسارع جل الطلبة إلى تصفح الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي للتعرف على قائمة التخصصات وعلى كيفية التسجيل، ومنهم من توجه إلى نوادي الأنترنيت بصحبة الأولياء لمباشرة التسجيلات الأولية، التي تعد أول خطوة يخطوها الطلبة الجدد قبل ولوج مقاعد الجامعة، حاملين معهم كشوف النقاط ورقم التسجيل الشخصي، لإتمام هذه المرحلة التي ينصح المختصون بأن يترك الأولياء المجال لأبنائهم للاختيار بكل حرية دون الضغط عليهم أو محاولة التأثير على قراراتهم.
وتتضمن بطاقة الرغبات مجموع التخصصات المتوفرة، يتم ملؤها عبر الخط بترتيبها وفق رغبات الحاصلين على الشهادة، ومن أجل تسهيل هذه العملية بادرت مختلف المؤسسات الجامعية إلى فتح أبوابها أمام الطلبة الجدد وتمكينهم من الربط المجاني بالأنترنت لتسهيل العملية عليهم، ومساعدتهم في انتقاء التخصصات في أريحية، مع الاستفادة من الاستشارة التي يقدمها أساتذة جامعيون أو طلبة سبق لهم وأن مروا على هذه التجربة، حتى يتم الاختيار بناء على معطيات موضوعية وعلمية مدروسة، ولا يضطر الطالب لإعادة السنة بعد أن يجد نفسه يزاول مسارا جامعيا لا يستجيب لتطلعاته.
ودعا في هذا السياق مدير التعليم العالي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي جمال بوكزاطة الأولياء إلى عدم التأثير على أبنائهم، والتدخل في انتقاء التخصص، كما نصح الحائزين على شهادة البكالوريا بضرورة التحلي بالواقعية وملء بطاقة الرغبات بناء على الأرقام والمعدلات المحصل عليها، مع مقارنتها مع معدلات القبول في مختلف التخصصات التي حددتها الوزارة السنة المنصرمة، حتى لا يجد الطالب نفسه في وضع لا تقبل فيه كل رغباتها، أو ما يسمى لدى الوزارة بوضعية «صفر رغبات»، وتائها وسط عديد التخصصات دون أن يتمكن في النهاية من اختيار ما يناسبه.
وسيتم خلال الفترة الممتدة ما بين 27 و28 أكتوبر الجاري إتمام مرحلة تأكيد التسجيل، وخلالها تمنح وزارة التعليم العالي فرصة ثانية أمام الطلبة للتفكير مجددا والتشاور مع محيطهم الأسري قبل ولوج الأرضية الرقمية مجددا لتثبيت التسجيل الأولي أو مراجعته، مع إمكانية تغيير ترتيب قائمة التخصصات التي تم اختيارها من طرف الحائز على البكالوريا، لأن البرمجية التي وضعتها الوزارة تأخذ بعين الاعتبار بطاقة الرغبات التي يتم ملؤها خلال المرحة الثانية من التسجيل، ويتم اعتمادها بشكل نهائي في توزيع الطلبة الجدد على المؤسسات الجامعية الموزعة عبر مختلف المناطق.
وتتوقع مصادر مقربة أن تضطر الوزارة إلى رفع معدلات القبول في بعض التخصصات، بالنظر إلى تحسن نتائج البكالوريا لدورة 2020، وارتفاع عدد الحاصلين على درجتي الامتياز وجيد جدا مقارنة بالدورة السابقة، ومن بين هذه التخصصات العلوم الطبية والصيدلة وجراحة الأسنان، وكذا المدارس العليا بمختلف فروعها، التي يكثر الطلب عليها بالنظر إلى أهمية المسار التكويني الذي تمنحه للطالب، وكذا قيمة الشهادة التي تتيح للمتخرج فرص العمل في أهم المجالات، وتجدر الإشارة إلى أن معدل القبول أو معدل التسجيل الأدنى يحدده عدد المقاعد والاختيارات ، بحيث ارتفاع الطلب على تخصص ما يرفع معه معدل القبول، لأن الترتيب ينطلق من أعلى معدل وينتهي عند آخر مقعد بيداغوجي متوفر على مستوى التخصص المعني، لذلك يتباين معدل القبول من سنة إلى أخرى. لطيفة بلحاج
