الإعتداء الإرهابي على الجيش بعين الدفلى عملية استعراضية لتحقيق الصدى الإعلامي
• الشعب الجزائري أظهر مساندته للجيش وتضامنه مع عائلات الضحايا
قال الخبير الأمني، أحمد ميزاب، أن العملية الارهابية التي استهدفت عناصر من الجيش بولاية عين الدفلى،” كان يراد من خلالها التسويق الاعلامي لهذه الجماعات الارهابية بأنها موجودة وأنها مازالت تتحرك و تنشط وبأنها تملك خلايا نشطة وليست خلايا نائمة” و أضاف بأنه من الناحية العملياتية ومن التحليل الأمني والعسكري، فإن العملية لم تكن مؤثرة بقدر ما كانت كردة فعل أو محاولة انتقام من جملة الاجراءات والعمليات التي قام بها الجيش ومن أبرز هذه العمليات عملية “فركيوة “ التي تمت قبل شهر رمضان.
وأوضح ميزاب، في تصريح للنصر، أنه قبل صدور بيان وزارة الدفاع الوطني، حول العملية الإرهابية بعين الدفلى، كان هناك تسويق خاطئ ومغلوط لبعض المعلومات الأمنية، مؤكدا في هذا الصدد، على ضرورة أن يتحلى الإعلام بالتدقيق في المعلومة وتسويقها في إطارها ومكانها الصحيح وتفويت الفرصة على هذه الجماعات الإرهابية. وقال «أن التسويق الاعلامي الذي أراد هؤلاء الارهابيون أن يكسبوه من خلال هذه العملية لم يحقق الهالة التي تصوروا تحقيقها»، منوها بالذكاء الذي تحلت به وزارة الدفاع الوطني، حينما تريثت في إصدار بيان وقيامها بإصدار بيان وصفي لمجريات العملية وأوضح ميزاب، أن هذه العملية الإرهابية ، قد جاءت في إطار احتكاك بين الجيش الوطني الشعبي وهذه المجموعات الاجرامية، في إطار عملية تمشيط ،كان ينفذها الجيش أيام العيد وبالتالي كان من نتائج هذه العملية - كما قال- سقوط ضحايا في انتظار، أن يرد بيان آخر من وزارة الدفاع الوطني، يعطينا أرقاما أخرى لعدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم، باعتبار أن عملية التمشيط لازالت قائمة ومتواصلة، حسب بيان وزارة الدفاع وهناك أكيد نتائج لهذه العملية، وبالتالي ـ يضيف الخبير الأمني أحمد ميزاب ـ فإن هذه العملية الإرهابية فاشلة بكل المقاييس، وأن هؤلاء الارهابيين لم ينجحوا في تنفيذ عمليتهم، لأن الشعب الجزائري كله قام بهبة مساندة للجيش وتضامنا وتآزرا مع عائلات وأسر الضحايا الشهداء وأضاف قائلا : صحيح أن فقدان جندي واحد من جنودنا هو خسارة كبيرة ووجع كبير، لكن في ظل أننا في حرب ضد الارهاب، يمكن أن نتكبد خسائر و هؤلاء شهداء ومن حماة الوطن.
و في المقابل أشار ميزاب، إلى نجاح الاستراتيجية الأمنية العسكرية المتبعة و النتائج التي تم تحقيقها من طرف الجيش، خلال سنة 2015، حيث تمكن من القضاء على أكثر من 107 إرهابيا بالإضافة إلى توقيف العشرات واستسلام العشرات الآخرين وحجز كميات معتبرة من السلاح والعتاد وإحباط عديد المحاولات لارتكاب عمليات إجرامية وإرهابية
من جانب آخر، يضيف ميزاب، أن العملية لا يمكن أن تنقص من انتصارات الجيش ولا يمكن لها أن تؤثر على ريادة الجزائر في مجال الحرب على الإرهاب ولا يمكن أن تؤثر على وحدة وتماسك وسلامة الشعب الجزائري لأن هذه المقومات الأساسية خطوط حمراء، ولن يتنازل عنها الشعب الجزائري. واعتبرالخبير، أن الكل اليوم يجمع على مسألة واحدة و هي أن العودة إلى الوراء أو العودة إلى العشرية السوداء لن تكون بأي حال من الأحوال.
من جهة أخرى، فالعملية جاءت أيضا -يضيف ميزاب- في إطار صراعات التنظيمات الإرهابية فيما بينها، لا سيما بعد الرسالة التي وجهها تنظيم «داعش» للجماعات الإرهابية في الجزائر من أجل الإنضمام إليه، لكن تنظيم القاعدة يأبى ذلك «وبالتالي فإن الفرصة سانحة للجيش ليقضى على هذه الخلايا النائمة، لأنها في حالة صراع وفي حالة تناحر داخلي وهذه فرصة لا يجب تفويتها».
و أوضح الخبير أن، وزارة الدفاع الوطني تعمل بأسلوب الإعلام الأمني، لا تنشر المعلومة إلا بعد الحصول على كل المعطيات وتقديم المعلومة مفصلة من كل جوانبها.
و قال نحن في حرب، وفي الحرب هناك كرّ وفر و قتلى يسقطون وهذا أمر يحدث، لكن في ذات الوقت ما يتحقق في الميدان هو نجاح الجيش الوطني الشعبي.
وأوضح ميزاب، أن الفلول الارهابية المتبقية، عبارة عن خلايا نائمة معزولة تحاول أن تبعث النشاط في نفسها ولكن بعمليات استعراضية، وقال أن كل تنظيم يحاول أن يفتك مكانة له في الميدان وأن يجلب مبايعة خلايا نائمة موجودة عبر مناطق مختلفة ولكن في ظل هذا الصراع والتصادم بين التنظيمات الإرهابية يمكن تحقيق نتائج إيجابية تحسب للجيش لأنها فرصة للقضاء بشكل نهائي على هذه الفلول وعلى هذه الخلايا المعزولة في مناطق جبلية
.مراد ح