شرعت دوائر حكومية وإدارات عمومية وعدة هيئات رسمية في تجسيد التدابير التي أعلنت عنها الحكومة لمواجهة وباء كورونا، وتقرر تفعيل دور اللجان الطبية الولائية المكلفة بالتحقيقات في المناطق الموبوءة، وتجنيد الخلايا المحلية لمتابعة تنفيذ القرارات، خاصة ما يتعلق بتعقيم الأحياء والمؤسسات التعليمية، وكذا متابعة الوضع على مستوى المستشفيات التي تعاني الاكتظاظ بسبب الارتفاع المسجل في عدد المصابين بكورونا.
يجمع الخبراء على أهمية التدابير الوقائية التي أعلنت عنها الحكومة، الأحد، لمواجهة تفشي وباء كورونا، خاصة بعد الزيادات الأخيرة في عدد الإصابات، ويؤكد المختصون أن الوضع الوبائي يستدعي التحرك من خلال تدابير عملية، بالموازاة مع إطلاق حملة تحسيسية في أوساط المجتمع لتحسيس الجزائريين بخطورة الوضع وضرورة الالتزام بإجراءات التباعد والوقاية لكسر حلقة العدوى.
وأكد رئيس الخلية العملياتية لتحري ومتابعة التحقيقات الوبائية البروفيسور محمد بلحسين، أن الوضعية الوبائية بالجزائر أصبحت مقلقة نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وهو ما يفسر حسبه التدابير والقرارات التي اتخذت من قبل السلطات للحد من إنتشار هذه الجائحة.
وأرجع البروفيسور بلحسين في تصريح إذاعي، زيادة الإصابات إلى ثلاثة عوامل أولها المناخ الذي يعرف انخفاضا في درجة الحرارة وهو ما يسهل من إنتشار الفيروس. ثانيا استئناف الأنشطة التجارية والرياضية وعودة التلاميذ إلى المدارس والذي يعتبر مناخا مناسبا لانتشار العدوى. والعامل الثالث والذي يعتبر أكثر أهمية هو التخلي عن تطبيق التدابير الوقائية الأساسية».
من جانبه أرجع رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي، أسباب ارتفاع عدد المصابين بكوفيد 19 في الأسبوع الماضي إلى التراخي في الإجراءات الاحترازية مع رفع الحجر التدريجي واستئناف الحياة اليومية والاقتصادية وكذا الدخول المدرسي، ويرى البروفيسور كمال صنهاجي، أن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا ليس مؤشرا على دخولنا موجة ثانية من الجائحة.
وأوضح البروفيسور صنهاجي لدى حلوله ضيفا على فوروم الإذاعة بالقول “لست موافقا على تسمية ما نشاهده الآن موجة ثانية وبصفة علمية كي تكون هناك موجة ثانية يجب أن يكون الفيروس مطورا ويكتسب طفرات جينية وإذا تغيرت صفاته بطريقة معتبرة سينظر إليه الجهاز المناعي كأنه فيروس جديد لذلك سيقوم بردود مناعية جديدة “.
تفعيل لجان المراقبة المحلية
ومباشرة بعد إعلان الحكومة عن التدابير الجديدة للحد من تفشي كورونا، شرعت السلطات المحلية في تجسيد القرارات التي جاء بها بيان الوزارة الأولى، فيما يتعلق بالنقل والأسواق الأسبوعية وأسواق السيارات، حيث وجه الولاة تعليمات إلى المصالح المختصة لتكثيف المراقبة واستئناف عمليات التعقيم والتطهير تمس الشوارع الرئيسية للمدن والأحياء الفرعية ومناطق الظل بالولايات.
وتم عقد اجتماعات على مستوى الخلايا الولائية لمتابعة الوباء، بناء على تعليمات رسمية من وزير الداخلية، لضبط خارطة طريق حول كيفية تسيير المرحلة القادمة، لا سيما و أن أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا آخذة في الارتفاع، بسبب التراخي و عدم التقيد بالتدابير الوقائية من هذا الوباء الخطير، وتم التركيز على ضرورة الإسراع في تخصيص مصالح طبية لاستقبال الأشخاص المصابين بفيروس كورونا، واستدراك النقائص عبر الهياكل الاستشفائية الخاصة بالتكفل بالمصابين بالفيروس، مع توسيع قدرات الاستيعاب بتوفير أسِرّة إضافية للإنعاش و كذا تسريع إجراءات اقتناء العتاد الطبي اللازم.
كما وجهت تعليمات لتسريع إجراءات بدء تشغيل جهاز الكشف عن الفيروسات بالتنسيق مع الجهات المركزية، و توفير مخزون احتياطي كاف من وسائل الوقاية لفائدة الأطقم الطبية و شبه الطبية، إضافة إلى الحرص على توفر الأوكسجين.
غلق أماكن النزهة والترفيه وحظر كلي للتجمعات
وأعلنت عديد الولايات اتخاذ الترتيبات الضرورية لغلق كلي أو جزئي لأماكن النزهة والاستراحة وفضاءات الترفيه والتسلية، وكذا كل مكان من شأنه أن يستقبل تدفقا كبيرا للجمهور. و ضرورة رفع كل الطاولات و الكراسي بالمقاهي والمطاعم و الفنادق ابتداء من يوم أمس، والاكتفاء بتقديم خدمة الوجبات المحمولة.
وكشفت ولاية الجزائر، أمس، عن جملة من الإجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في ظل تفاقم الوضع الوبائي بالولاية. حيث تقرر غلق كافة الحدائق العمومية وفضاءات التسلية والاستجمام، وإلزامية سحب أصحاب المقاهي والمطاعم للطاولات والكراسي سواء بداخلها أو خارجها. وأضافت الولاية في بيانها أنه سيتم تعزيز مدى تطبيق البروتوكول الصحي على مستوى المساجد، وتعزيز الرقابة على الأنشطة التجارية مع الغلق الإداري للمحلات التي يعاين فيها إهمال في تدابير الوقاية.
كما ذكرت الولاية في بيانها بالإجراءات المتخذة من طرف الوزارة الأولى والتي تشمل ولاية الجزائر وهي تعديل توقيت الحجر المنزلي الذي سيبدأ من الثامنة ليلا إلى الخامسة صباحا ابتداء من 10 نوفمبر، تعليق نشاط النقل الحضري أيام العطل الأسبوعية، غلق أسواق المركبات المستعملة وحظر أي نوع من التجمعات العائلية خاصة حفلات الزواج والختان والولائم وكذا التجمعات في المقابر.
تعليق النقل وتدابير وقائية في الإدارات والهيئات العمومية
و أعلنت المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري «إيتوزا «لولاية الجزائر العاصمة جميع مستعملي خطوطها، أنها ستتوقف عن النشاط في عطلة نهاية الأسبوع إلى غاية إشعار آخر. ودعت المؤسسة جميع المسافرين إلى احترام الإجراءات الوقائية خاصة ما تعلق باحترام التباعد الجسدي داخل الحافلات وفي مواقف الحافلات، كما يمنع ركوب المسافرين دون ارتداء القناع الواقي منعا باتا.
بدورها أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، عن اتخاذ 7 تدابير للوقاية من فيروس كورونا عبر مكاتب البريد. ودعت الوزارة في بيان لها، المواطنين إلى التحلي باليقظة والالتزام بالإجراءات الاحترازية لحماية صحتهم، وشددت على ضرورة تجنب الاكتظاظ و احترام مسافات التباعد الاجتماعي، لدى التوافد على مكاتب البريد والوكالات التجارية. و ارتداء الكمامات و الأقنعة الواقية، مع الاستعمال المنتظم لمحلول تطهير الأيدي.
ع سمير