الأربعاء 2 أفريل 2025 الموافق لـ 3 شوال 1446
Accueil Top Pub

نقابات تحذر وتحمل المسؤولية للأولياء: المدارس الخاصة تتحول إلى دور للحضانة وانتعاش للدروس الخصوصية


 حملّت نقابات التربية الوطنية أولياء التلاميذ مسؤولية النتائج الوخيمة التي ستترتب عن اللجوء المفرط إلى الدروس الخصوصية، واستغلال فترات الفراغ الناجمة عن الدراسة بالتناوب، لتلقين التلميذ ما لا يتلقاه في القسم، اعتمادا على مدرسين من خارج القطاع ليس لديهم أي خبرة في المجال.
حذر مزيان مريان رئيس نقابة السنابست من الانتشار المقلق للدروس الخصوصية خلال هذا الموسم الدراسي، الذي يجري في ظروف صحية استثنائية، مسجلا إقبالا متزايدا للأولياء على تسجيل أبنائهم في هذه الدروس، واستغلال فترات الفراغ المترتبة عن الدراسة بالتفويج أو بالتناوب المعتمدة من قبل الوزارة للوقاية من الوباء، في ظل تجاهل تام للإجراءات الصحية الوقائية، ولطبيعة تكوين الأساتذة الذين يقدمون هذه الدروس.
وعبر المصدر « للنصر» عن قلقه من الظروف التي تجري فيها هذه الدروس، قائلا إن كثيرا منها تتم في مرائب وقاعات تفتقد إلى التهوية والإضاءة، وتعتمد أغلبها على أساتذة ليس لديهم خبرة و تجربة في المجال، تخرجوا من الجامعة ولجأوا إلى هذا النشاط إلى حين العثور على منصب عمل قار في مجال التخصص، منهم المهندسين والصيادلة.
ودعا مريان الأولياء إلى ضرورة توعية الأبناء بأن الامتحانات الفصلية والرسمية ستتعلق فقط بما تم تلقيه داخل القسم مع الأستاذ المدرس، وأن النقائص المترتبة عن النظام الدراسي الجديد الذي اعتمدته الوزارة للتكيف مع الوضع الصحي الطارئ، سيتم معالجتها تدريجيا خلال المسار الدراسي التلميذ، موضحا بأن الطالب الذي يدرس مثلا في السنة الأولى ثانوي سيصل إلى السنة الثالثة ثانوي وهو ملم بكامل البرنامج.
ويرى رئيس نقابة السنابست بأننا نعيش ظروفا طارئة على مختلف الأصعدة بسبب وباء كورونا، يجب أن نعيشها كما هي ولا نبحث عن حلول غير مدروسة يمكن أن تكون نتائجها عكسية، لان لأن الأهداف البيداغوجية التي تسعى إلى تحقيقها الأسرة التربوية ستتحقق على المدى البعيد، مع تنفيذ البرامج الدراسية للأطوار الثلاثة.
وأظهر المتحدث استياء من إقحام مدرسين دخلاء عن القطاع، من بينهم طلبة ما يزالوا يدرسون في الجامعة وخريجين يحملون شهادات ليس لها صلة بالتدريس لتقديم الدروس الخصوصية، قائلا إن المسؤولية تعود هنا للأولياء، لأن الدروس الخصوصية على غرار الدروس العادية يجب أن تخضع لنفس المعايير البيداغوجية.
ووصف مزيان مريان الدروس الخصوص بالظاهرة الاجتماعية التي ينبغي البحث عن حلول لها، عبر رفع قيمة الساعات الإضافية التي تقدم داخل المؤسسات التربوية، عوض أن يلجأ التلميذ إلى أستاذ من خارج القطاع قد يلقنه معلومات مغلوطة، أو يعتمد على منهجيات تخلى عنها القطاع، وأعطى على سبيل المثال استعمال المنطق أو الدالة العكسية في مادة الرياضيات.
مدارس خاصة لاستقبال أطفال الموظفين خلال أيام الفراغ
وإلى جانب تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية خلال جائحة كورونا، سجل رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة، ظاهرة جديدة أخرى، وهي تحول عديد من المدارس الخاصة إلى ما يشبه دور للحضانة، من خلال استقبال تلاميذ الابتدائي المسجلين في المؤسسات التابعة للقطاع العام في أيام الراحة المترتبة عن الدراسة بالتناوب التي تخصص لكل فوج تربوي أياما محددة في الأسبوع.
وبحسب المصدر فإن هذه الصيغة تم استحداثها خصيصا لفائدة الآباء الموظفين الذين واجهوا صعوبات في إيجاد مكان آمن لأبنائهم خلال الأيام التي لا يدرسون فيها، مقابل استغلال القطاع الخاص لهذا الظرف لتحقيق أهداف تجارية بغض النظر عن التداعيات النفسية على الطفل.
كما عبر السيد عمورة عن قلقه من تفشي الدروس الخصوصية خلال وباء كوفيد 19، قائلا إن بعض الأساتذة يتغيبون عن الأقسام لتقديم هذه الدروس لأنها تقدم رواتب مغرية، رغم أن نتائجها غير مضمونة، فكثير من التلاميذ حققوا التفوق والامتياز دون أن يستفيدوا يوما من الدروس الخصوصية.
واعترف من جانبه رئيس منظمة أولياء التلاميذ خالد أحمد «للنصر» بالإقبال على هذه الدروس، وهو يعتقد بأنها تساعد نوعا ما التلميذ على الاستيعاب والفهم، لكنه حذر من إمكانية تأثيرها على مبدأ تكافؤ الفرص ما بين التلاميذ، إذ ليس بإمكان كافة الأولياء تسديد أسعارها الباهظة.
وحمل خالد أحمد الأولياء مسؤولية مراقبة الفضاءات التي تقدم فيها الدروس الخصوصية ومعاينتها قبل تسجيل أبنائهم، مع التأكد أيضا من احترام الإجراءات الوقائية منها التباعد والتعقيم والنظافة والتهوية ومساحة القسم، إلى جانب ضرورة اعتمادها على أساتذة ذوي خبرة وتجربة.
  لطيفة بلحاج    

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com