تعطى عشية اليوم، بالعاصمة المصرية القاهرة إشارة انطلاق النسخة السابعة والعشرين لبطولة العالم لكرة اليد، في ظروف استثنائية، جراء المخاوف الكبيرة من تحول هذا العرس الرياضي العالمي إلى بؤرة لإنتشار فيروس كورونا، الأمر الذي دفع بالمنظمين إلى اتخاذ قرار، يقضي بإجراء المباريات في غياب الجمهور عن مدارج القاعات، وسط تدابير وقائية صارمة للحد من تفشي الوباء.
هذا الحدث العالمي، يجعل أنظار المتتبعين تتجه صوب الأراضي المصرية التي ستستضيف مونديال «الكرة الصغيرة» للمرة الثانية في تاريخها، بعد نسخة 1999، وهي المرة الثالثة التي تقام فيها بطولة العالم لكرة اليد في القارة الإفريقية، على اعتبار أن تونس كانت قد استضافت إحدى الدورات.
وتم اتخاذ قرار منع دخول الأنصار إلى القاعات، بعد سلسلة من الاجتماعات الماراطونية للسلطات المصرية مع لجنة التنظيم، وكذا رئيس الإتحاد الدولي للعبة حسن مصطفى، حيث تقرر الترخيص فقط بالدخول للإعلاميين المعتمدين لتغطية الحدث أو الحائزين على الدعوات الرسمية، في الوقت الذي تم فيه ضبط مخطط وقائي لكل منتخب، يدخل حيز التطبيق بمجرد حط الرحال بمطار القاهرة الدولي، مع تشديد الإجراءات الوقائية على مستوى مرافق الإقامة وكذا قاعات التدريبات وتلك المخصصة لاحتضان المباريات الرسمية.
إلى ذلك، فقد عمدت لجنة التنظيم إلى تقليص مدة حفل الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة، والأداء سيكون للمغني تامر حسني، في حفل سيحاول فيه المنظمون إظهار عراقة تاريخ الحضارة الفرعونية وامتدادها عبر العصور، كما كان عليه الحال في افتتاح النسخة الأخيرة من «كان» كرة القدم، لأن السلطات المصرية أصرت على ضرورة إبهار العالم في هذه التظاهرة، وكسب رهان النجاح في التنظيم مرة أخرى، مع تبديد مخاوف الكثير بخصوص الوضعية الوبائية وانعكاساتها على سير المنافسة، وكذا الجانب التنظيمي.
هذه الدورة الاستثنائية، والتي تفتح اليوم بلقاء البلد المنظم مصر ونظيره من منتخب الشيلي، ستتواصل فعالياتها إلى غاية 31 جانفي الجاري ستكون «إستثنائية» على جميع الأصعدة، لأنها الطبعة الأولى التي ستشهد مشاركة 32 منتخبا، بعد الموافقة على رفع عدد منشطي المونديال من 24 إلى 32، بنفس إجراءات بطولة العالم لكرة القدم، مع استحواذ منتخبات القارة الأوروبية على حصة الأسد من تذاكر المشاركة، بحصولها على نصف المقاعد، بحكم أن اللقب يبقى دائما من نصيب الأوروبيين، بينما استفادت القارة الإفريقية من هذا الإجراء، بحيازتها على 7 تأشيرات، واحدة منها كانت جراء استفاضة مصر للحدث العالمي، كما تم رفع حصة القارة الآسيوية إلى 4 مقاعد، وهي نفس حصة أمريكا الجنوبية، مقابل حيازة الشطر الشمالي للقارة الأمريكية على تذكرة واحدة، وهي التدابير التي عبدت الطريق أمام بعض المنتخبات، لتسجيل تواجدها لأول مرة في المونديال، على غرار الرأس الأخضر والكونغو الديمقراطية عن القارة السمراء، مع نجاح الممثلين التقليديين لإفريقيا في التأهل لتنشيط هذا العرس، في صورة تونس والجزائر، وبدرجة أقل المغرب وأنغولا.
ومهما تعددت المنتخبات، التي ستشارك في هذه النسخة من القارات الخمسة، فإن القاعدة المسلم بها أن البطل سيكون من القارة الأوروبية، إلا إذا حصلت «المعجزة» بانفجار مفاجأة مدوية، لأن منتخب الدانمارك يستهل رحلة الدفاع عن لقبه من المجموعة الرابعة، وهو اللقب الوحيد لكتيبة «الفايكينغ»، بينما يبقى المنتخب الفرنسي الأكثر تتويجا، باعتلائه المنصة في 6 مناسبات، متفوقا على السويد، وكذا رومانيا التي كانت قد استحوذت على التاج في الطبعات الأولى، لكن مستواها انهار كلية، وأصبح منتخبها غير قادر على البروز في أوروبا، وهذه الدورة ستشهد تنافسا كبيرا بين منتخبات إسبانيا، روسيا، فرنسا، الدانمارك، ألمانيا وكرواتيا، وتعديل القوانين الخاصة بالمنافسة، يجعل الدور ربع النهائي بمثابة العتبة التي قد تتوقف عندها طموحات منتخبات باقي القارات. ص / فرطاس
رئيس اتحادية كرة اليد لحبيب لعبان للنصر
هدفنا محور «آثار» مونديال قطر
يرى رئيس اتحادية كرة اليد لحبيب لعبان، أن التشكيلة الحالية قادرة على تقديم دورة مشرفة، تليق بسمعة كرة اليد الجزائرية، الباحثة عن استعادة الأمجاد الضائعة، وقال لعبان في تصريحات للنصر، قبيل شد الرحال نحو مصر بأنه يراهن على خبرة المدرب آلان بورت في مثل هذه المواعيد الكبرى، كما يعول على التركيبة الحالية للخضر، والمشكلة من مزيج بين لاعبي الخبرة والشباب.
وأضاف الرجل الأول على مستوى كرة اليد الجزائرية، بخصوص مدى استعدادات المنتخب للمحفل العالمي:» قمنا بتحضيرات جيدة، رغم كافة المشاكل التي صادفتنا جراء جائحة كورونا، حيث برمجنا تربصا قويا في بولونيا، مكّن الطاقم الفني من الوقوف على النقائص، على أمل النجاح في الظهور بالمستويات المطلوبة خلال مونديال مصر، الذي نطمح فيه لمحو خيبة آخر بطولة عالمية شاركنا فيها، وهنا أقصد قطر 2015، حينما أنهينا الدورة في المرتبة الأخيرة، على العموم التفاؤل كبير، والرغبة تحدو الجميع لتقديم صورة جيدة، تليق بسمعة كرة اليد الجزائرية».
وعن رأيه في حظوظ الخضر، فقد قال لعبان:» المجموعة قوية على عكس ما يعتقده البعض، ولو أن حظوظ العبور للدور الثاني وفيرة، في ظل تأهل ثلاث منتخبات عن كل مجموعة، وبالتالي سنبحث عن انتصار وحيد على الأقل، ولن أجد أفضل من المنتخب المغربي الذي نعرفه جيدا، وسبق لنا أن فزنا عليه في الكثير من المناسبات، لعّل آخرها خلال البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس، لقد حفزنا اللاعبين، ولمسنا لديهم رغبة كبيرة في التألق، خاصة العناصر الشابة التي تخوض لأول مرة بطولة من هذا الحجم، ولو أن شباننا كان لهم شرف المشاركة في مونديال أقل من 21 سنة، الذي أقيم قبل سنوات من الآن في الجزائر».
واختتم رئيس الاتحادية تصريحاته، بإبداء ثقته في الناخب الحالي آلان بورت، ومساعديه الطاهر لعبان وهشام بودرالي، وهنا أردف قائلا:» ثقتي كبيرة في الطاقم الفني المشكل من المدرب الفرنسي آلان بورت الذي يعرف خبايا مثل هذه البطولات، نظير مشاركاته الكثيرة فيها، ولئن كنا لا نربط مستقبله بالنتائج المنتظرة، فهذا المدرب سيواصل معنا، حتى وإن ودعنا البطولة بنتائج مخيبة، لأن لدينا أهداف أكبر معه، وتتمثل في الدرجة الأولى في استعادة الثقة المفقودة، أنا متفائل في وجود آلان بورت، ومساعديه الطاهر وهشام بودرالي، كونهما يعرفان البيت جيدا، ويحظيان بثقة كبيرة من قبل لاعبي المنتخب الوطني». مروان. ب
الصحفي المتخصص خليفاوي مصطفى للنصر
دورة مصر فرصة تلميع الصورة والحل في العودة للتكوين
يعتبر الصحفي الجزائري خليفاوي مصطفى، المُتخصص في رياضة كرة اليد، بحكم أنه لاعب في الدوري الممتاز، بأن تشكيلة آلان بورت مقبلة على دورة خاصة لعديد الاعتبارات، مبديا ثقته في مقدرة المجموعة الحالية على البصم على نتائج طيبة، وهنا قال في تصريحات للنصر:» المنتخب الوطني مُقبل على المشاركة في بطولة عالمية خاصة، لعدة أسباب لعّل أبرزها تذبذب التحضيرات، والذي سيُلقي بظلاله دون شك على مسيرة الخضر في المونديال، خاصة في ظل بقاء العديد من اللاعبين المحليين خارج المنافسة لفترة طويلة، بسبب توقف الدوري المحلي، ولو أن الآمال معلقة على جاهزية المحترفين، في صورة أيوب عابدي، المتألق مع ناديه فينكس تولوز في الدوري الفرنسي والمنافسة الأوروبية، بالإضافة إلى مصطفى الحاج صدوق المنتظر تألقه في هذه الدورة، بعد المستويات الكبيرة التي يقدمها مع ناديه الوكرة في دوري قطر للمحترفين، بالإضافة إلى التعويل على خبرة عبد القادر رحيم، ومستوى خليفة غضبان، حتى وإن كان منصب الحراسة يطرح أكثر من علامة استفهام، بعد استقرار الطاقم الفني للخضر على اختيار عبد الله بن مني، الذي غاب عن المنافسة لمدة طويلة ولم يلعب طيلة الموسم، بسبب الإصابة وخضوعه لعملية جراحية، وكذا الاستنجاد بحارس أولمبيك عنابة زموشي، الذي فاجأ الجميع بوجوده في القائمة، ولئن كنت أعتبر الحارس بوشطيط الأفضل في الدوري المحلي دون منازع».
وفيما يخص مجموعة الخضر، قال صحفي جريدة «بولا»:»أتمنى أن يظهر المنتخب بوجه قوي في أول ظهور أمام المنتخب المغربي، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، خاصة وأنها ستكون افتتاحية للبطولة، ولكن كلي ثقة في بركوس ورفاقه من أجل خطف تأشيرة التأهل للدور المقبل، بعد ملاقاة العملاق الأيسلندي والبرتغال القادم بقوة في سماء الكرة العالمية، بعد تقديمه مستويات كبيرة، ولئن كنت واثقا في مقدرة الخضر على مجاراة البرتغاليين، بتقديم مباراة كبيرة إن شاء الله».
وعن مدى تفاؤله في البصم على نتائج استثنائية، قال محدثنا:»في حال التأهل للدور الثاني سيكون الخضر في مجموعة أخرى، ستضم بنسبة كبيرة فرنسا، النرويج والنمسا بدرجة أقل، كل هذا يؤكد أن المنتخب سيكون أمام الواقعية والعالمية، إن شاء الله ستكون فرصة لتحسين الترتيب العالمي بعد غياب لدورتين كاملتين، بالإضافة إلى مشاركة كارثية في آخر ظهور عالمي، كانت في قطر سنة 2015، وعليه أتمنى أن يضع آلان بورت سياسة جديدة، ويبصم على خارطة طريق لتركيبة جديدة للمنتخب الوطني يعود من خلالها للواجهة، بدعم من الفئات الصغرى للمنتخب وفق عمل قاعدي في النوادي المحلية، يضخ قوة إضافية في الدوري الممتاز».
وتابع:» بطولة العالم في مصر ستكون فرصة للعودة للمحافل العالمية، وحتى لو تألق الخضر في أرض الكنانة، فإن ذلك لن يخفي الواقع المرير للكرة الصغيرة الجزائرية، في شكل التهميش الكبير الذي تعانيه، وهشاشة المنظومة، بالموازاة مع قطع أشواط كبيرة للغاية من طرف البلدان المجاورة، وأخصّ بالذكر المنتخب المصري الذي يعول على الذهاب بعيدا في هذه الدورة، وهناك حتى طموح بدخول المربع الذهبي، بعد التحضير الجيد لهذه البطولة من كل النواحي سيما الرياضية منها، حيث سيدخل الفراعنة بتركيبة رهيبة من الناشئين، الذين حققوا بطولة العالم مؤخرا بتأطير من الأيقونة أحمد الأحمد والطيار الهنداوي وآخرون، وهذا ما يجعلنا نأمل في نسخ التجربة المصرية على كرة اليد الجزائرية، لاستعادة مكانتها العالمية، والسيطرة على القارة.»
مروان. ب