أكد أمس، سفير النمسا لدى الجزائر على اهتمام بلاده بالاستثمار في عدة قطاعات في الجزائر وفتح مشاريع مشتركة، خصوصا في مجال السياحة، في حين أكد المستشار التجاري للسفارة أن الجزائر تعتبر ثاني أكبر سوق للنمسا في القارة الإفريقية، بقيمة تبادلات تجاوزت نصف مليار أورو العام الماضي.
وصرح السفير النمساوي بيتر إلستر ماكاي خلال لقاء مع ممثلي غرفة التجارة والصناعة لولاية قسنطينة، أن الجزائر تُمثل السوق الثانية من حيث الحجم على المستوى الإفريقي بعد جنوب إفريقيا فضلا عن أنها ذات أهمية بالغة بالنسبة لبلاده، حيث تصدر لها الجزائر أكثر من 220 مليون أورو من المنتجات سنويا، تتصدرها المحروقات بنسبة 95 بالمئة، في مقابل استيراد ما يعادل حوالي 300 مليون أورو من المنتجات النمساوية، من بينها الخشب المقطّع بحجم 47 مليون أورو، بحسب حصيلة السنة الماضية المعروضة من طرف المستشار التجاري في السفارة، الذي أوضح أيضا أن 14 مؤسسة نمساوية تنشط في الجزائر، وخصوصا في الولايات الشمالية، فضلا عن 70 مؤسسة جزائرية تمثل مؤسسات نمساوية.
وذكر المستشار التجاري أن بلاده تواصل بحثها لفتح استثمارات جديدة مع الجزائر من خلال أيام دراسية رقمية حول صناعة الورق والسكك الحديدية ونشاط المؤسسات الناشئة، في حين نبه السفير أن النمسا دعمت الجزائر منذ استقلالها، مذكّرا أنها ساهمت في السبعينيات في تطوير البنية التحتية للجزائر وجزء كبير من السكك الحديدية، في حين أوضح أن العديد من القطاعات تهم بلاده في ولاية قسنطينة، مؤكدا أنه تحادث مع الوالي خلال زيارته له حول هذه القطاعات الرئيسية المتمثلة في التطهير والنقل والصناعات الغذائية، كما أعلن عن العمل على لجنة مشتركة بين الجزائر والنمسا تضم المستثمرين، وتختص بعدة مجالات، خصوصا النقل بالسكك الحديدية والفلاحة، حيث ستجسد اللجنة على أرض الواقع خلال الخريف المقبل، مثلما أكد معبرا عن تفاؤله بها.
وشمل اللقاء الحديث حول بعض العراقيل التي تحول دون استقطاب مستثمرين أجانب من طرف الجزائر، على غرار بعض الإجراءات الإدارية الثقيلة التي ما زالت مفروضة والتغير في القوانين، التي أكد أنها من العوامل التي تجعل المستثمرين الأجانب يتخوفون، في حين أوضح رئيس غرفة التجارة والصناعة أن العديد من الجهود تبذل لتشجيع الاستثمار من طرف السلطات العمومية، على غرار مراجعة قانون 51/49 في بعض القطاعات والإصلاحات البنكية وانتهاج سياسات جديدة في الاقتصاد وغيرها من الإصلاحات الجارية، معتبرا أن المستقبل واعد في الجزائر، فيما اقترح رئيس الغرفة عقد لقاء بين مستثمرين من النمسا ونظرائهم من الجزائر. وشارك في اللقاء ممثلون عن مؤسسات عمومية وخاصة، على غرار ممثل شركة "أليمو" الذي ذكر بعض الصعوبات المسجلة في الحصول على المواد الأولية في مجال الصناعة الميكانيكية.
من جهة أخرى، أكد السفير النمساوي أن الجزائر تمتلك مقومات مهمة في مجال السياحة، حيث يمكن الاستثمار فيها، في حين أكد مستشاره التجاري أن تنظيم رحلات سياحية جماعية لفائدة السياح النمساويين يمكن أن يدر أموالا ضخمة للمتعاملين في القطاع، في حين نبه رئيس غرفة التجارة والصناعة أن الجزائر قد وضعت إستراتيجية لتنمية هذا القطاع من خلال إنجاز 3 آلاف فندق، بنيت منها 800 إلى غاية اليوم، كما أوضح أنه ينبغي تحديد المجالات الأكثر خصوبة في السياحة من منظور الاستثمار، فضلا عن توفير التكوين.
سامي .ح
