عادت حملات التحسيس بخطر فيروس كورونا إلى الشوارع وعبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بعد تسجيل تصاعد لافت في عدد حالات الإصابة بالوباء في الأيام الأخيرة وتسجيل عدد معتبر من المصابين بالسلالات المتحورة.
مع تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المدة الأخيرة و تسجيل تراخي ملحوظ من قبل عموم المواطنين اتجاه الوباء عادت حملات التحسيس بخطورة هذا الوباء إلى الواجهة للفت انتباه المواطن إلى أن الوباء لا يزال موجودا وخطورته قائمة، وهو يحصد يوميا المزيد من الضحايا. وبعد تشديد الحكومة قبل أيام على ضرورة التزام المواطنين بتدابير الوقاية الموصى بها على غرار ارتداء الكمامة وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي، دخلت مؤسسات أخرى على الخط في حملات لتوعية المواطنين وتحسيسهم بخطورة الوباء على غرار الحملات التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية والشرطة في العديد من الولايات في هذا الإطار، خاصة ليلا بما أننا في شهر رمضان، والتي دعت من خلالها المواطنين في الشوارع و أمام بعض المؤسسات إلى احترام البروتوكول الصحي الموصى به والوقوف على مدى احترامهم تدابير الحجر الصحي أيضا. وبالموازاة مع ذلك عادت أيضا حملات التحسيس عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام بقوة لتحذير المواطنين من عواقب التراخي المسجل في احترام تدابير الوقاية من وباء كورونا والتحذير في هذا الشأن من موجة ثالثة محتملة في بلادنا في حال استمرت حالة التراخي واللامبالاة من قبل العديد من المواطنين، بعد تسجيل تحكم واضح في الوضعية الوبائية في الأشهر الأخيرة.
وقد تفاعل الكثير من المواطنين بإيجابية مع هذه الحملات مؤكدين دعمهم للإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات العمومية لمواجهة الوباء ومنها الاستمرار في غلق المجال الجوي والبري والبحري الوطني إلى حين، خاصة مع الأرقام المرعبة التي تسجل في بلدان أخرى للمصابين بالسلالات المتحورة من كوفيد 19. من جهتهم يكثف الأطباء والخبراء في المجال الصحي من تدخلاتهم عبر وسائل الإعلام الوطنية بمختلف أشكالها للتوعية بخطورة الفيروس وخطورة السلالات الأخرى المتحورة عنه، وقد دق المختصون ناقوس الخطر ووصل الأمر ببعضهم إلى حد وصف الحالة الوبائية الحالية بالمقلقة بالنظر إلى أن السلالات الجديدة لا تترك أعراضا على الكثير من المصابين و هي سريعة الانتشار، وأنه في حال الاستمرار على هذا المنوال فعلى الجميع الاستعداد لموجة ثالثة كما يحصل اليوم في العديد من بلدان العالم. إلا أن هؤلاء الخبراء أكدوا في نفس الوقت أنه بإمكان بلادنا تجنب موجة ثالثة للفيروس في حال تقيد المواطنون بتدابير الوقاية بشكل جيد كما جرى الأمر في الأشهر الماضية. وإذا كانت المؤسسات متمسكة بتدابير الوقاية من الوباء فالملاحظ أن الغالبية من المواطنين غير مبالية بخطورته، بل والكثير منهم يعتقد أنه لم يعد موجودا، وهو ما يلاحظ يوميا في الأسواق والمقاهي وأماكن التجمعات رغم تحذيرات المختصين والسلطات العمومية، فالكثير من المواطنين أصبحوا لا يلبسون القناع الواقي وتخلوا بشكل نهائي عن أدنى تدبير للوقاية من الفيروس. والأهم في كل هذا هو أن الارتفاع المسجل في حالات الإصابة بكوفيد 19 في المدة الأخيرة قد بدأ يخلق نوعا من الخوف والوعي لدى المواطنين والإحساس بالمسؤولية في هذا المجال.
إ -ب