دفع الإقبال الكبير على الترشح للانتخابات التشريعية المقررة يوم 12 جوان القادم الأحزاب السياسية إلى استقطاب مترشحين من خارج قواعدها النضالية و الاستعانة بكفاءات وأسماء من غير المناضلين المهيكلين، فيما استقطبت فئة من الأحزاب مناضلين من تشكيلات أخرى لم يسعفها الحظ في تجاوز عقبة جمع التوقيعات لخوض غمار الاستحقاق المقبل.
الأمر الذي جعل عشرات القوائم الحزبية تعج بأسماء جديدة خاصة منها الشباب لا علاقة هيكلية لهم بالتشكيلات السياسية التي ترشحوا تحت عناوينها، بل اقتحموها تحت مبررات خلقتها الاوضاع الجديدة.
وقد سبق لرئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أن أكد في تصريح له نهاية شهر مارس الماضي أن أزيد من 65 من المائة من الذين ترشحوا ضمن قوائم الحركة ليسوا من مناضليها، وقال أن هذه النسبة تمثل العديد من الفئات منهم الإعلاميين والفنانين، والضباط السامين المتقاعدين والفلاحين والعمال، في حين رشحت فئة قليلة من مناضلي الحزب على حد قوله.
وهذه الظاهرة أكدها أيضا ،جمال بن عبد السلام، رئيس جبهة الجزائر الجديدة الذي أكد في تصريح للنصر أمس أن المرشحين ضمن قوائم حزبه من غير المناضلين المهيكلين "بالعشرات" مضيفا بأن هناك إقبال كبير خاصة من الشباب على الترشح ضمن قوائم جبهة الجزائر الجديدة.
وتحدث بن عبد السلام عن استقطاب مناضلين من أحزاب أخرى أيضا، واعتبر أن القوة الضاربة في قوائم حزبه هي الشبيبة التي تجاوزت نسبتها في الكثير من الولايات نسبة الـ 50 من المائة التي ينص عليها القانون.
وبالنسبة للمتحدث فإن هذا الاستقطاب مرده العمل الميداني الذي قام به الحزب منذ عامين، كما قال أن هناك آخرين وجهوا الشباب نحو جبهة الجزائر الجديدة ونصحوهم بالترشح ضمن قوائمها.
من جهته يؤكد، الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد أن حزبه استقطب ضمن قوائمه بعض المترشحين من غير المهيكلين وخاصة منهم الشباب، وقال في تصريح "للنصر" أمس أن هذه الفئة ليست كبيرة وتتمثل في مجموعة من الشباب اختاروا صفوف الفجر الجديد لخوض تجربة الانتخابات التشريعية.
مضيفا بأن هؤلاء التحقوا اليوم بالحزب وسيصبحون مناضلين فيه بعد الانتخابات، وقد قدموا تبريراتهم الخاصة التي جعلتهم يختارون حزب "الفجر الجديد" دون غيره للترشح للاستحقاق الانتخابي القادم.
وكان قادة أحزاب سياسية قد عبروا قبيل انطلاق الحملة الانتخابية وحتى قبل الشروع في جمع التوقيعات أن أبواب أحزابهم مفتوحة لمن يرغب في الترشح للانتخابات التشريعية خاصة من الشباب والنساء والكفاءات، لكن شريطة توفر فيهم النزاهة وحسن السيرة والابتعاد عن كل الشبهات خاصة منها شبهة العلاقة بأوساط المال الفاسد.
وقد ركزت الأحزاب السياسية في هذا الشأن على فئة السباب وذوي الشهادات الجامعية والنساء، وفي الواقع فإن أحكام القانون الجديد لنظام الانتخابات دفعت الكثير من التشكيلات السياسية للاستعانة بمترشحين من خارج قواعدها النضالية المهيكلة، فتحقيق المناصفة بين النساء والرجال في القوائم كان صعبا على الكثير من الأحزاب، ولذلك سمحت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات لمن لا يستطيع تحقيق تلك المناصفة بتوجيه رسالة لها وإعفائه من هذا الشرط. وساهم الإقبال الكبير من طرف كل فئات المجتمع على الترشح للانتخابات القادمة في خلق نوع من الندرة في المترشحين خاصة فئة الشباب والنساء التي خصها القانون بشرط خاص، وهو ما جعل العشرات بل المئات من الشباب يقتحمون قوائم أحزاب سياسية وهم لا تربطهم أي علاقة نضالية أو هيكلية بها. إلياس -ب