اعتبر الطيب زيتوني الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الانتخابات التشريعية القادمة فرصة لبناء مؤسسة تشريعية قوية لا تزول بزوال السياسات والرجال وفرصة لتقوية مؤسسات الدولة ورص الصفوف والسير بالبلاد نحو وضع آخر، ودعا إلى بناء طبقة سياسية صلبة واعية بالتحديات التي تواجهها البلاد في الوقت الحاضر.
في اليوم السابع عشر من عمر الحملة الانتخابية حط الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، الطيب زيتوني، الرحال بالجزائر العاصمة حيث نشط تجمعا شعبيا لمناضلي ومناصري حزبه من بلديات العاصمة بمشاركة إطارات حزبية من ولايات أخرى.
و تطرق زيتوني في بداية كلمته للتحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجه البلاد في الوقت الحالي، فقال إنها تمر بوضع جيو أمني وجيوسياسي خطير جدا جراء مواقفها من مختلف القضايا العادلة في العالم، مجددا التأكيد بالمناسبة على وقوف الجزائر الدائم شعبا ودولة مع القضية المركزية الأبدية العقائدية، قضية الشعب الفلسطيني.
ومنه دعا المتحدث الحضور إلى ضرورة أن يتحمل كل واحد مسؤولية ما قد ينجر عن هذه المواقف المشرفة، كما تحدث عن لوبيات فرنسية تتربص بالجزائر سواء هنا في الداخل أو في فرنسا وتحاول كسر وحدة الشعب الجزائري وضرب استقراره.
ومن التحديات الأخرى أيضا التي تحدث عنها زيتوني وجود الكيان الصهيوني على حدودنا ومعاداة الجزائر من قبل قوى دولية ألفت دعم الظلم.
أما على المستوى الداخلي فهناك تهديدات الحركات الإرهابية و الانفصالية ، ونهب المال العام من طرف العصابة وتآكل رصيدنا المالي و مخزوننا الأمني، ليخلص إلى أن رسالة الشعب الجزائري كانت واضحة للجميع و هي انه "شعب واحد موحد لايقبل القسمة على اثنين".
وألح الأمين العام للأرندي على ضرورة أن تلعب الطبقة السياسية دورها وتكون واعية والتحرشات والمؤامرات وأن ترفع من خطابها السياسي إلى مستوى التحديات سالفة الذكر، مؤكدا أن هذه التحديات تفرض على الطبقة السياسية أن تضع اليد باليد وأن تتكاتف لتواجه من يريدون ضرب الجزائر، وأن تتحمل مسؤولية عدم قبول الذل والخضوع.
ورافع المتحدث من أجل عدم الاكتفاء بالتغني بالثورة التحريرية وبتاريخنا الحافل بالبطولات بل ينبغي كما قال- الذهاب نحو فتح ورشات كبرى كما يعتزم حزبه فعله في المستقبل، ورشات من أجل بناء طبقة سياسية حقيقية وبناء اقتصاد قوي وتحقيق الاستقرار السياسي، مشددا على أن الجزائر بذكاء أبنائها وبمقدراتها وإمكانياتها قادرة على الانتقال إلى وضع سياسي واقتصادي يخرجنا من الأزمة الحالية، وعلى الالتفاف حول بناء جزائر جديدة.
وقال بهذا الخصوص" يجب أن نتخذ القرارات الحاسمة ونتحلى بالشجاعة السياسية ونضع الثقة في أبنائنا وفي قدراتنا ونسير بها نحو المستقبل"، قبل أن يضيف" الساحة السياسية بحاجة إلى برامج ومشاريع للبناء وإلى أفكار وتجنيد طاقات المجتمع وليس للمزايدات السياسية".
وعدد زيتوني المحاور الخمسة التي يحملها التجمع الوطني الديمقراطي الجديد للمرحلة القادمة، وهي، تحرير الاقتصاد من بيروقراطية الإدارة، ثانيا الانتقال إلى سياسات جديدة في نظام الحكم تعطي نوعا من الحكم المحلي في القضايا الاقتصادية، ثالثا وضع قوانين قارة وشفافة لتحقيق الاستقرار، رابعا الذهاب نحو إصلاح جبائي ومالي، والمحور الخامس والأخير وضع نظام تكوين وطني يستجيب لمتطلبات سوق العمل وللنظام الاقتصادي المرجو.
وأبدى المسؤول الأول عن الأرندي استعداد حزبه لمناقشة هذه المحاور مع الطبقة السياسية، ورافع من أجل تغيير قانوني البلدية و الولاية الحاليين لأنهما غير مواكبين لتطوير البلاد، ودعا للاهتمام بوضع عاصمة البلاد.
وخلص الطيب زيتوني في التجمع الشعبي الذي عقد بالقاعة المتعددة الرياضات بالشراقة إلى ضرورة الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 12 جوان القادم من أجل انتخاب برلمان تكون له الشجاعة لوضع قوانين قارة لخدمة مستقبل البلاد وليس لخدمة الاشخاص كما كان في وقت سابق.
واعتبر في السياق الانتخابات التشريعية التي ستجري السبت القادم رسالة واضحة للمتربصين بالبلاد المطالبين بمرحلة انتقالية، وهي أيضا فرصة للشعب الجزائري لانتخاب مؤسسة تشريعية قوية بنسبة مشاركة قوية تفرز برلمانا قويا لا يسير تحت قبة الإدارة، وبناء مؤسسة تشريعية قوية لا تزول بزوال السياسات و الرجال، مضيفا أن هذه الانتخابات فرصة لرص الصفوف وتقوية مؤسسات الدولة وترسيمها والسير بالبلاد نحو وضع آخر.
إلياس -ب