شهدت مراكز الاقتراع بولاية سكيكدة، أمس، إقبالا لا بأس به من طرف المواطنين لأداء واجبهم الانتخابي و اختيار من يمثلهم في المجلس الشعبي الوطني القادم و جرت العملية في ظروف عادية و تنظيم محكم و تغطية أمنية مكثفة للحدث، فيما سجلت بعض التجاوزات في عدد من المراكز الانتخابية، بينما تفاوتت نسبة احترام البروتوكول الصحي من مركز إلى آخر عبر بلديات إقليم الولاية.
و سجلنا في الفترة الصباحية إقبالا محتشما للمواطنين على مراكز التصويت، حيث لم تتجاوز نسبة التصويت في حدود الحادية عشرة 4 في المائة، قبل أن ترتفع في حدود الواحدة زوالا إلى 11.08 بالمائة و لعل ارتفاع درجة الحرارة، كان سببا في انخفاض الإقبال على مراكز الاقتراع، مثلما أكده لنا العديد من المواطنين و المواطنات، لاسيما فئة المسنين و المرضى.
و انطلاقا من الساعة الثانية، لاحظنا بداية حركية المواطنين، لاسيما المواطنات نحو مراكز الاقتراع لأداء واجبهم الانتخابي و هي الفترة التي يفضلها العنصر النسوي عادة في مثل المواعيد الانتخابية و بدأت النسبة في الارتفاع لتبلغ في حدود الرابعة 16.82 بالمائة و هذا ما وقفنا عليه بكل من مكتب رقم 3 بمركز التصويت محمد بوحوش بالحروش و كذا مركز صبوع محمد الذي تم تحويله إلى المدرسة القرآنية الإمام ورش بحي 460 مسكنا و رغم تأثر نسبة التصويت بفعل قرار التحويل جراء تضرر المتوسطة الناجم عن زلزال نوفمبر 2020 و قد وقفنا على العديد من الحالات التي لم يجد أصحابها أسماءهم في سجل قوائم المصوتين، قبل أن يتم إرسالهم إلى مركز بن غرس الله لكن في الفترة المسائية لاحظنا إقبالا متزايدا مثلما هو الحال لمركز الإخوة بوعافية بوسط مدينة سكيكدة، حيث تم تسجيل أزيد من 200 مصوت من مجموع 389 و مسجل بالمكتب رقم92، قبل أن ترتفع النسبة لتبلغ 30.30 بالمئة عند غلق الصناديق في الساعة الثامنة مساء.
و حسب ما صرحت به المنسقة الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات نسرين عموشي للنصر، فإن هيئتها سجلت العديد من التجاوزات و بالتحديد ممارسات قديمة لبعض المترشحين من الأحزاب و من القوائم الحرة و تم إخطار النائب العام و وكلاء الجمهورية للحد من أي تشويش للعملية الانتخابية، كما أكدت على أن جميع المراكز الانتخابية احترمت البروتوكول الصحي.
و اقتربت النصر من بعض المواطنين لرصد انطباعاتهم، فأكدوا على أن توجههم لمراكز الاقتراع من أجل أداء واجبهم الانتخابي، كان على قناعة تامة لأن الجزائر تحتاج، لاسيما في الوقت الرهن، إلى مواطنيها من يمثلهم في البرلمان القادم و هو الحل الكفيل بطي صفة الماضي و المرور إلى الجزائر الجديدة.
المسنون من جهتهم لم يتخلفوا عن الموعد و التحقوا بأعداد هائلة بركب المتوجهين إلى مراكز الاقتراع و كلهم عزيمة و حماس من أجل المساهمة في اختيار فرسان البرلمان، مؤكدين على أن المشاركة القوية في هذا الموعد الانتخابي الهام، هي الوحيدة التي تمنع أعداء الجزائر من تنفيذ أجندتهم.
من جهتهم سكان مناطق التوسع الجديدة بوزعرورة و مسيون 1 و 2 الذين رحلوا حديثا إلى هذه المناطق التي تبعد عن عاصمة الولاية بعدة كيلومترات كما هو الحال لمناطق الظل، لكن ذلك لم يمنعهم من التوجه إلى مراكز الاقتراع و المشاركة في هذا الموعد الانتخابي الذي اعتبروه محطة مفصلية في تاريخ الجزائر، حيث تنقلوا بأعداد كبيرة إلى مراكز التصويت لأداء واجبهم الانتخابي، معتبرين ذلك واجبا تجاه البلد و قيمة الرهان في مستقبل الجزائر الجديدة.
و تبلغ الهيئة الناخبة بالولاية، 318 ألفا و 798 رجلا و 300 ألف و 674 نساء، بينما بلغ عدد مراكز التصويت، 364 مركزا و 1729 مكتبا.
كمال واسط