تعيش الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة حالة من الترقب في انتظار الكشف عن النتائج، وما ستحصل عليه من مقاعد لضبط علاقاتها مع الكتل الفائزة، في وقت أكدت تشكيلات محسوبة على التيار الوطني استعدادها للتحالف والتنسيق من أجل الصالح العام.
واتفقت عديد التشكيلات على السير العادي للعملية الانتخابية، رغم تسجيل تحفظات بسبب عدم تمكنها من استلام المحاضر في بعض المكاتب الانتخابية، وأكد في هذا الشأن الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي الصافي لعرابي "للنصر" بأن الانتخابات سارت في أجواء عادية رغم بعض الصعوبات، لأن العملية تزامنت مع فصل الصيف، وفي إطار نظام انتخابي جديد، مقابل نقص حملات التحسيس عبر وسائل الإعلام الثقيلة بشأن مجريات العملية، مما قد ينعكس حسبه على النتائج.
وأفاد المتحدث بأن التأطير كان دون المستوى في بعض المكاتب بسبب قلة الخبرة والتجربة لدى فئة من المؤطرين، لكنه رأى بأن الانتخابات مرت على العموم في أجواء هادئة ولم تتخللها مشاكل، وأن التجاوزات التي وقعت كانت معزولة ولم تؤثر على العملية، بعد أن تم احتواؤها من قبل المندوبيات الولائية. وبالنسبة لمعدل نسبة المشاركة الوطنية في الانتخابات المقدرة بـ 30.20 بالمئة، قال الصافي لعرابي إنها مقبولة، رافضا القراءات التي قدمتها أحزاب سياسية، ومقارنة النسبة مع ما تم تسجيله في انتخابات سابقة، كانت تعرف تضخيما في النتائج، وفي تقديره فإن الجزائر لم تخالف الديمقراطيات العريقة، التي تتراوح فيها نسبة المشاركة الإجمالية ما بين 25 إلى 30 بالمئة. وتوقع من جانبه العضو القيادي في حركة مجتمع السلم نعمان لعور تقدم التيار الوطني من حيث النتائج، وهو ما ذهب إليه أيضا المتحدث باسم الأرندي، مؤكدا بأن حمس لا تستبعد التنسيق والتحالف مع الجميع لتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد على مختلف الأصعدة. وقال نعمان لعور في حديثه مع "النصر" إن المرحلة القادمة تتسم بالصعوبة، لذلك ليس من مصلحة أي حزب أن يديرها بمفرده، مؤيدا الذهاب نحو حكومة وحدة وطنية لتجاوز الوضع الصعب لا سيما من الناحية الاقتصادية، وعن مجريات العملية الانتخابية، قال العضو القيادي في حمس إنها تمت في ظروف مقبولة، عدا تسجيل بعض المشاكل بسبب قلة خبرة بعض المؤطرين، لا سيما أثناء حساب الأصوات. وأفاد المتدخل بخصوص نتائج الانتخابات التي تستعد السلطة الوطنية للإعلان عنها في غضون بضع ساعات، بأن حركة حمس لا تستبعد توزع أصوات الناخبين بين المترشحين بطريقة قد تقضي على الأغلبية، وتقلص عدد الأصوات التي تمكن المترشح من الفوز بمقعد في البرلمان مقابل عدد محدود من الأصوات المعبر عنها، بالنظر إلى العدد الهائل للقوائم المشاركة في الانتخابات الأخيرة. ومن جهته، قال رئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني إن ما يهم تشكيلته السياسية التي خاضت الانتخابات التشريعية من أجل تقديم البديل للساحة السياسية، هو صيانة أصوات الناخبين حتى تذهب إلى أصحابها، ولم يظهر المتحدث اهتماما باستقراء النتائج التي ستسفر عنها العملية الانتخابية، بقدر ما انشغاله بضمان شفافية ونزاهة العملية، متفقا مع عدة أحزاب بشأن السير العادي للاستحقاقات. وبحسب المتحدث فإن المشاكل الطفيفة التي وقف عليها حزب صوت الشعب أول أمس عبر بعض المراكز، والتظلمات التي رفعها إلى الجهات المخولة قانونا، لا يمكنها أن تؤثر على مجريات العملية الانتخابية، مضيفا بأن التوقعات تبدو جد صعبة ولا يمكن الخوض فيها، بالنظر إلى تعدد قوائم الترشيحات التي فاقت 50 قائمة ببعض الولايات.كما أجل المصدر الخوض في التحالفات التي قد ينضم إليها صوت الشعب، إلى غاية الحصول على النتائج الرسمية والنهائية، قائلا إن كل شيء سيتم في أوانه. وقال أيضا رئيس حركة النهضة يزيد بن عائشة، إن توقع النتائج ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى خصوصية الانتخابات التي شهدت مشاركة قياسية، وفي نظره فإن التحدي الذي تواجه الطبقة يكمن في إعادة علاقة الثقة بين المواطن ومؤسساته، وأن نسبة المشاركة في الانتخابات سواء كانت مرتفعة أو منخفضة لا تهم، مقارنة بضمان مصداقية العملية الانتخابات.
لطيفة بلحاج