* اقتناء عدد معتبر من أجهزة تكثيف الأكسجين
أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد أمس أن الوضع الصحي الذي تمر به البلاد أصبح مقلقا، جراء عودة منحنى الإصابات بالفيروس إلى الارتفاع، قائلا إن الحل الوحيد للخروج
من الأزمة الصحية الحالية هو التلقيح.
وشدّد الوزير في ندوة صحفية عقدها عن بعد بمشاركة مدراء المستشفيات للوقوف على ظروف التكفل بالمصابين بكوفيد 19 وعلى الوسائل التي تم تسخيرها لمواجهة موجة العدوى بالفيروس، على ضرورة المضي قدما في تنفيذ حملة التطعيم للحد من انتشار الوباء، وتحصين أكبر فئة ممكنة من المواطنين ضد المرض، وصولا إلى تحقيق مناعة جماعية.
وأكد وزير الصحة بأن التلقيح هو الحل الوحيد لتجاوز الوضع الصحي الذي وصفه بالمقلق، مناشدا جميع المواطنين للتعاون مع المصالح المختصة لإنجاح العملية، عبر الالتحاق بالحملة وإجراء اللقاح للتغلب على الوباء، الذي يحصد يوميا مزيدا من الأرواح، لاسيما من المرضى المزمنين.
واستغل عبد الرحمان بن بوزيد المناسبة ليعلن عن استحداث خلية أكسجين من قبل مصالح الوزارة الأولى، تكمن مهمتها في مراقبة إنتاج وتوزيع واستهلاك هذه المادة، التي زاد الطلب عليها مؤخرا بالموازاة مع تفشي العدوى بالفيروس، ويهدف الإجراء إلى تزويد مصالح الإنعاش بطريقة منتظمة بالأكسجين، لتفادي الوقوع في حالة عجز أو نقص.
وتتمثل مهمة هذه الخلية القطاعية وفق المصدر في مراقبة إنتاج وتوزيع واستهلاك الأكسجين، وفق قاعدة بيانات تم إعدادها لهذا الغرض، داعيا المواطنين إلى التحلي باليقظة والالتزام بالتدابير الاحترازية لعدم الضغط على المصالح الاستشفائية.
كما حث المتدخل مدراء المستشفيات على التجند أكثر لمواجهة الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي الفيروس، مع العمل باستمرار على تحيين المعلومات المتعلقة بالحاجة إلى مادة الأكسجين عبر الأرضية الرقمية المخصصة لهذا الغرض، من أجل تزويد المصالح الاستشفائية بهذه المادة الحيوية في الوقت المناسب.
وأعلن بن بوزيد عن اقتناء عدد معتبر من أجهزة تكثيف الأكسجين من دولة الصين، سيتم استلامها نهاية الأسبوع الجاري، فضلا عن إقحام متعامل خاص في إنتاج الأكسجين، لتغطية الطلب المتزايد عليه بسبب ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة المسجلة يوميا، ما يسببه الفيروس من مضاعفات خطيرة بالنسبة للفئات الهشة، كالمسنين والمرضى المزمنين والنساء الحوامل.
وتوقع المتحدث أن يزداد الإقبال على حملة التلقيح بداية من الجمعة القادم، الذي سيشهد استلام جرعات جديدة من اللقاح من الصين الشعبية، في إطار صفقة تهدف إلى اقتناء 4 ملايين جرعة جديدة، لتوسيع عملية التلقيح على أكبر عدد ممكن من الافراد تحسبا للدخول الاجتماعي المقبل.
وكشف الوزير عن الإجراءات المتخذة لمواجهة الحالات الطارئة، والمتمثلة أساسا في تجهيز فضاءات ومرافق لاستقبال المرضى المتضررين من أعراض الفيروس، من ضمنها تخصيص فندق كبير في كل ولاية متضررة للتكفل بالمصابين الذي يعانون من نقص في الأكسجين.
كما قام الجيش الشعبي الوطني وفق الوزير، بتخصيص فندق بابن عكنون بالعاصمة يضم 120 سريرا، تم تدعيمه بأجهزة توليد الأكسجين لاستقبال المرضى الذين لا تتعدى حاجاتهم لهذه المادة 10 لترات يوميا، وتهدف المبادرة إلى تدعيم جهود قطاع الصحة لمواجهة الوضعية الوبائية.
ووجه عبد الرحمان بوزيد تعليمات صارمة لمدراء لصحة بالولايات لمضاعفة عدد أطباء الإنعاش، والاتصال المباشر بالخلية التابعة للوزارة الأولى عبر الأرضية الرقمية في حال الوقوف على أي نقص، لاسيما في مادة الأكسجين، مع ضرورة الحرص على عقلنة استعمال أجهزة توليد هذه المادة، ومضاعفة عدد الأسرة لاستقبال الحالات المعقدة.
وأفاد من جهته جمال فورار الناطق باسم لجنة متابعة تفشي فيروس كورونا، بأنه سيتم استلام شهريا 3 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا شهريا، بغرض ضمان ديمومة حملة التلقيح وإجرائها في ظروف مريحة.
وتسعى وزارة الصحة بالتنسيق مع لجنة رصد تفشي فيروس كورونا إلى توسيع عملية التلقيح، عبر تشجيع المواطنين على التوجه إلى المراكز الصحية المختصة لتلقي اللقاح، من خلال توفير كل الظروف والوسائل لضمان حسن الاستقبال، كما تعمل على تعميم الحملة على الإدارات و المؤسسات، لتسهيل العملية على الموظفين، وتحصين أكبر نسبة من المواطنين ضد الفيروس لتجنب الدخول في موجة أخرى قد تكون أخطر و أصعب.
لطيفة بلحاج