أكد البروفيسور رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، أن المناعة الجماعية، لا يمكن اكتسابها سوى من خلال أخذ أحد اللقاحات المضادة لكوفيد- 19، سيما في ظل استمرار الارتفاع المستمر في مؤشر عدد الإصابات الجديدة في بلادنا، بسبب السلالة المتحورة دلتا شديدة العدوى.
ودعا الخبير في علم الفيروسات، في تصريح للنصر، المشككين والمتخوفين من اللقاح المضاد لكورونا إلى التوقف عن استقاء المعلومات « المغلوطة والمضللة » حول السلالات المتحورة، التي تتدفق بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مصادر غير موثوقة ومضللة، والاقتناع بأن التلقيح والانضباط في اتباع تدابير الصحة العامة ومختلف إجراءات الوقاية هو السبيل الوحيد لفرملة هذا الانتشار المقلق لفيروس كورونا، سيما المتحورة دلتا.
وقال البروفيسور « إن التزايد المستمر في منحى الإصابات بوباء كورونا، مقلق، وينذر بالخطر مستقبلا، ويتطلب حذرا أكثر وسرعة أكبر في عملية التلقيح»، وحث محدثنا الجميع خاصة الرافضين للتلقيح والمشككين في مدى فعالياته، إلى ضرورة الاكتفاء في استقاء المعلومات من القنوات الرسمية، سيما تلك التي تنشرها اللجنة العلمية لرصد ومتابعة كورونا، مبرزا بأن الوباء موجود في أغلب ولايات الوطن، وهذا بسبب الفيروس الجديد ( المتحور دلتا )، الأكثر نشاطا.
وأكد بأن التحلي باليقظة و الالتزام الصارم بالتدابير والإجراءات الوقائية والرفع من نسبة التلقيح هو سبيلنا الوحيد للحد من انتشار الفيروس»، مبرزا بأن اللقاح ضد كوفيد-19 متوفر في كل الولايات وفي كل العيادات، وأضاف « إن معركتنا اليوم تنصب على مواجهة المتحورة دلتا والحد من انتشارها، من خلال أنواع اللقاح التي وفرتها الدولة، مشيرا إلى أن كل المعطيات الميدانية تؤكد أن تلقي جرعتين من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 المتوفرة لدينا، تحميان من المتحورة دلتا سريعة الانتشار، والذي تتوقع عدة دوائر صحية في العالم بأن يصبح دلتا السلالة المهيمنة (من كورونا) الأكثر انتقالاً في الأشهر المقبلة.
وبعد أن أشار إلى أن السلالة المتحورة دلتا من فيروس كورونا المستجد تعتبر أكبر مستهلك للأكسجين، أبرز مهياوي بأن السلطات العمومية في البلاد تسهر حاليا على تسخير كل وسائل إنتاج و نقل الأكسجين السائل من أجل إيصاله إلى كل المستشفيات»، لكي لا تقع أي ندرة مستقبلا في هذه المادة الحيوية.
كما أشار إلى الجهود والعمل الكبير الذي يجري على قدم وساق من أجل الشروع في صناعة اللقاحين الروسي والصيني المضادين لفيروس كرونا بالجزائر، في الآجال المحددة.
وفي ردّه على سؤال متعلق بما يتردد حول السلالة المتحورة من فيروس كورونا «إبسيلون» التي ظهرت في الولايات المتحدة، وما يشاع عن كونها « تملك القدرة على الهروب والتخفي من الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات المضادة لكورونا، أوضح مهياوي بأن المعلومات العلمية عن هذه السلالة الجديدة التي ظهرت في كاليفورنيا قليلة، ولا يمكن الوثوق من ما هو متداول سيما في الجانب المتعلق بـ « عدم فعالية اللقاح ضدها » أو بالقول « أنها تتطلب جرعة ثالثة »، مجددا التأكيد بأن « التلقيح يعد الحل الأكثر نجاعة لمجابهة جائحة كورونا وسلالاتها المتحورة».
تجدر الإشارة إلى أن نقاشات واسعة تدور حاليا على نطاق واسع ومن بينها تلك التي يشارك فيها إعلاميون حول «مدى نجاعة اللقاح ضد كورونا » وحول ما ينسب من تصريحات لخبراء خارج أرض الوطن حول متحورة إبسيلون التي ظهرت في كاليفورنيا وما يدور حول مقاومتها للقاح». ع.أسابع