تسببت موجة الحرائق التي اجتاحت ولاية تيزي وزو مؤخرا، في إتلاف مساحات واسعة من الغطاء النباتي و آلاف الأشجار المثمرة أغلبها أشجار الزيتون ، كما ألحقت خسائر جد معتبرة في الممتلكات.
وفي حصيلة أوّلية لمخلفات الحرائق، كشف الأمين العام للولاية ورئيس خلية الأزمة التي تم تنصيبها لمتابعة تطورات حرائق الغابات السيد فلاحي ميلود، عن تضرر 752 مبنى على مستوى البلديات التي تم جردها منذ يوم السبت الماضي، بالإضافة إلى 42 مؤسسة تربوية و832 مبان فلاحية، بينما تتواصل عملية تقييم الخسائر عبر مختلف المناطق المتضررة من النيران.
وفي ذات السياق، أشار فلاحي ميلود إلى أن حرائق الغابات التي اندلعت منذ التاسع أوت في إقليم ولاية تيزي وزو، مسّت 20 دائرة من أصل 21 دائرة التي تضمها تيزي وزو بالإضافة إلى 45 بلدية.
من جهته، قال مدير محافظة الغابات يوسف ولد محند، أن الأولوية في المخطط الاستعجالي الذي تم إرساله إلى وزارة الفلاحة لمعاينته، هو فتح المسالك الفلاحية والغابية وغرس الأشجار لاستدراك ما أتلفته الحرائق التي كبدت الولاية خسائر جد جسيمة في الثروة الغابية.
وفي ذات الصدد، تم تسجيل حوالي 80 حريقا ضخما منذ التاسع أوت، ويرتقب أن يصل حجم الخسائر التي خلّفتها هذه الحرائق إلى 25 ألف هكتار من الغطاء النباتي كتقييم أولي، ويمكن لهذا العدد أن يكون أكبر أو أقل بعد الانتهاء من عملية جرد الخسائر.
وتشير الإحصائيات الأولية لمديرية المصالح الفلاحية، إلى أن شعبة الزيتون أكثر تضررا من حرائق الغابات التي دمّرت الولاية، بحيث أتلفت النيران 31 ألف و856 شجرة زيتون بمساحة إجمالية قدرها 8 ألاف هكتار مع العلم أن المساحة المزروعة من أشجار الزيتون على المستوى الولائي بلغت 38 ألف هكتار ، كما أتلفت النيران ألفي هكتار من الأشجار المثمرة الأخرى على غرار التين والكرز والخوخ والكروم والبرقوق والحمضيات واللوز وغيرها، وتسببت الحرائق في نفوق أكثر من 200 رأس من الابقار ، و 300 رأس من الأغنام ، و 380 ماعز ، و 100000 من الدواجن، وتعتبر بلديات الأربعاء ناث ايراثن وعين الحمام وواسيف وواضية وآث يني الأكثر تضررا، حيث بلغت نسبة الخسائر في بعض البلديات نحو 80 بالمائة.
جدير بالذكر، أنّ الوحدات المشتركة للتدخل المتكونة من مصالح مديرية محافظة الغابات والحماية المدنية و الجيش الوطني الشعبي ومختلف المؤسسات والمصالح البلدية، سخرت كل وسائلها البشرية والمادية لإخماد الحرائق المندلعة عبر قرى و بلديات تيزي وزو، ووصلت تعزيزات الحماية المدنية من تسعة ولايات من الوطن إضافة إلى الطائرات المروحية للسيطرة على الحرائق، فضلا عن الهبة التضامنية للمواطنين الذين ساهموا في إخماد النيران ومنع انتشارها بسرعة، كما قاموا بإجلاء العائلات التي حاصرتها النيران في القرى التي حاصرتها الحرائق.
للإشارة، فقد غادر أمس الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات لولايات سطيف، وباتنة، والأغواط ولاية تيزي وزو، بعد انتهاء مهمتهم المتعلقة بإخماد الحرائق، بينما تتواصل الهبات التضامنية القادمة من مختلف ولايات الوطن تصل إلى تيزي وزو .
سامية إخليف