فتحت مصالح الأمن بعنابة تحقيقا في قضية نصب واحتيال على عشرات الضحايا، من قبل وكالة مختصة في السياحة والسياحة العلاجية، كائن مقرها بمدينة اسطنبول التركية، يسيرها جزائري ينحدر من الجزائر العاصمة، قدّم عروض عمل وهمية مقابل 1500 أورو للشخص الواحد، إلى جانب فرض مبالغ مالية إضافية على مرضى جزائريين اصطحبهم للعلاج في تركيا، لم تكن ضمن الاتفاق الأولي.
وقائع القضية تعود لشهر ماي الماضي عندما قدم محامي يقيم بولاية عنابة شكوى لمصالح الأمن، مفادها تعرضه هو و زوجته للنصب والاحتيال متبوع بالتهديد، من قبل مدير عام وكالة سياحية بتركيا، عرض عليه منصب مستشار قانوني بالوكالة، بوساطة سيدة جزائرية (ن.ن) من ولاية مستغانم تقيم في تركيا، تعرف عليها عبر موقع التواصل الاجتماعي « فايس بوك». واستنادا لتصريحات الضحية أمام الضبطية القضائية، تنقل هو وعائلته إلى تركيا في رحلة للخطوط الجوية الجزائرية باتجاه مطار « اتترك» باسطنبول بتاريخ 2015.01.21 حيث كانت في استقبالهم (ن.ن) بالمطار، ورفقتهم إلى مقر الوكالة للتعرف على مسيرها، الذي عرض على المحامي منصب مستشار قانوني وبموافقته وقع معه عقد عمل، واشترط عليه جلب جزائريين للعمل والعلاج في تركيا، مقابل حصة مالية للوكالة تقدر بـ 1500 أورو. وأضاف الضحية خلال التحقيق معه بأنه عرف بوقوعه ضحية لدى صاحب الوكالة خلال اصطحابه لأحد المصحات على أساس التعرف على طبيعة العمل في السياحة العلاجية، فقدمه للأطباء على أساس أنه مصاب هو وزوجته بالعقم يريد العلاج، وبقي يحتجز جواز سفره وكامل الوثائق مع تجريده من المال، وبقي يهدده في كل مرة يحاول العودة للجزائر، حيث اهتدى في الأخير إلى حيلة وادعى مرض أمه للهروب.وقدم الضحية ملفا كاملا لمصالح الشرطة حول النشاط المشبوه للوكالة، تتعلق بنقل ليبيين وتونسيين إلى تركيا، انقطعت الاتصالات مع عائلاتهم ولا يزالون مفقودين لحد الآن، وتشير الوثائق المقدمة إلى توقعه اتفاقية شراكة مع وكالة سياحية في ليبيا سنة 2014، لجب الليبيين إلى تركيا رغم الأعمال العنف الدائرة هناك. واستنادا لتحريات مصالح الأمن تجاوز عدد الضحايا الجزائريين 30 ضحية ينحدر أغلبهم من ولايات عنابة، وهران، الجزائر العاصمة، تيزي وزو، بالإضافة إلى مرضى تم نقلهم للعلاج من عدة أمراض، منها تساقط الشعر، العقم، السرطان، كانت تفرض عليها الوكالة مبالغ إضافية للتنقل وإجراء التحاليل والإقامة، رغم تسديد جميع التكاليف، وفي الأخير تتخلى عنهم وترفض المصحة المتعاقدة معها، تسريح المرضى حتى يتم دفع كامل المبلغ المالي.كما أوقفت مصالح شرطة الحدود الجوية بمطار هواري بومدين بالعاصمة شابين كانا متوجهين إلى اسطنبول التركية، عن طريق هذه الوكالة، بعد وضع نشاطها في الجزائر تحت مجهر الأجهزة الأمنية، لاشتباه عملها مع شبكاك تجنيد الشباب للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية بالعراق وسوريا. وبيت تحريات مصالح الأمن حول هوية المدير العام للوكالة الجزائري الأصل بأنه مسبوق قضائيا في قضايا نصب واحتيال، وتزوير والاستعمال المزور، كما كان يقيم بالمملكة المغربية لمدة 5 سنوات، كما لديه أعمال تجارية في إسرائيل.
حسين دريدح