دعا مشاركون في الأيام الدولية حول السكن الهش في إفريقيا التي انطلقت فعالياتها أمس بكلية الهندسة المعمارية و التعمير بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3 ، إلى وضع سياسات فعالة و تطبيقية من أجل امتصاص مشكل السكن الهش في مدن إفريقيا، خاصة و أن أغلبية الكثافة السكانية التي تقدر اليوم ب 270 مليون ساكن في إفريقيا، تتمركز بأحياء متدهورة و غير صحية.
مهندسون معماريون من الجزائر، أكدوا أن 50 بالمئة من النسيج العمراني بالجزائر، عبارة عن سكنات هشة و فوضوية، ناجمة عن الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية غير المستقرة التي عاشتها البلاد منذ سنوات، فأزمة السكن الحادة دفعت بالسواد الأعظم من الجزائريين، إلى إنشاء توسعات فوضوية و غير قانونية.
المتدخلون قالوا أن هذه التوسعات تحولت بمرور الوقت، إلى جزء هام من النسيج العمراني، و تشهد هذا الوضع الكثير من دول إفريقيا، و تبقى لهذه الأنماط السكنية خصوصيتها الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية، لكنها تفتقر إلى بنى تحتية قاعدية، و سكنات لائقة، فيحرم سكانها من الفرص الاقتصادية الحقيقية التي ترقى بهم إلى مستوى أفضل، للقضاء على مختلف أنواع الأمراض و التلوث و المخاطر الاجتماعية، و بمرور الوقت أصبح السكن الهش، مشكلا حقيقيا يطرح على السلطات العمومية .
أكد المتدخلون في اليوم الأول من الأيام الدراسية التي تعرف مشاركة السنيغال و تشاد و الكاميرون و البنين و المغرب و تونس، إلى جانب الجزائر، أن السياسات المنتهجة للارتقاء بهذه الأحياء، لم تنجح و بقيت غير فعالة في الكثير من الدول الإفريقية، و نسبية في البعض الآخر منها، و رغم النتائج المحققة من خلال برنامج» «مدن دون أكواخ قصديرية» ، التابع لصندوق المانحين المتعددين الذي أنشأه البنك العالمي، الرامي إلى منع إنشاء أحياء هشة جديدة ، و ما تتبعه من عمليات لإعادة هيكلة لهذه الأحياء القديمة ، غير أن الأهداف المسطرة لا تزال بعيدة المنال ، و اليوم هناك عشرات، بل مئات الأحياء الهشة المنتشرة في كل الدول الإفريقية، و عجزت سياسات الدول و الحكومات، على احتواء السكن الهش.
اليوم الأول عرف حضور بعض المختصين من الجزائر، إلى جانب التحاضر عن بعد، بتقنية»زوم» لبعض الأساتذة من جامعة بجاية و السنيغال و تونس، و عرض نماذج لدراسات ميدانية لتاريخ تطور البناء الهش في إفريقيا، و إبراز العراقيل التي واجهت سياسات هيكلة المدن الفوضوية، و أهم الحلول المقترحة.
و من المنتظر أن يضع المشاركون اليوم الثلاثاء، في ختام الأيام الدراسة الدولية حول «السكن الهش في إفريقيا»، توصيات حول الطرق السوسيو ـ اقتصادية و التقنية، لامتصاص مشكل الأحياء الهشة في القارة السمراء، بعد تقديم مجموعة من الدراسات الميدانية في الجزائر حول هذا النمط العمراني، من بينها» دراسة استكشافية للسياسات المسطرة و المبادرات المتخذة اتجاه أحياء الصفيح في بجاية»، و دراسة أخرى حول «سياسة إزالة البنايات الهشة بين الواقع و التطلعات لمدينة حديثة و عصرية « مدينة قسنطينة أنموذجا.
وهيبة عزيون