أعلن وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد يوم الخميس عن إلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي ابتداء من السنة الجارية، وذلك استجابة لانشغالات طرحها أولياء التلاميذ والمختصون في الشأن التربوي، كاشفا عن التحضير لإجراءات تكميلية أخرى.
وأوضح وزير التربية الوطنية في مداخلة ألقاها يوم الخميس في إطار الندوة الوطنية لتقييم الدخول المدرسي 2020/2022، بأن إلغاء امتحان نهاية الطور الابتدائي، اتخذ عقب دراسة معمقة ومستفيضة للجدوى البيداغوجية والتعليمية والتقييمية لهذا الامتحان الرسمي، الذي كان محطة انتقالية إلى مرحلة التعليم المتوسط.
وأضاف عبد الحكيم بلعابد بأن القرار كان يمثل انشغالا تعليميا وتربويا لمختصين في الشأن التربوي ولأولياء التلاميذ، الذين سبق وأن أثاروا هذا الملف، كاشفا عن التحضير للإعلان عن تدابير تكميلية، تتعلق بعضها بمراجعة تواريخ امتحانات الفصل الثالث لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي، التي كانت تجري بداية شهر ماي من كل سنة.
ويذكر بأن وزارة التربية الوطنية اضطرت إلى إلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي، خلال الموسم الدراسي 2019/ 2020 في إطار التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا، بقرار من مجلس الوزراء بإنهاء الموسم الدراسي قبل موعده المحدد، واحتساب معدل الفصلين الأول والثاني للانتقال إلى الطور المتوسط، وتخفيض معدل القبول في السنة الأولى متوسط إلى 4.5 من 10.
وكانت عديد التنظيمات النقابية، وكذا جمعيات أولياء التلاميذ طالبت منذ عدة سنوات بإلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي، والاكتفاء باحتساب معدلات الفصول الثلاثة للانتقال إلى الطور المتوسط، للقضاء على هاجس الخوف والقلق الذي كان يشعر به التلاميذ عند اجتياز هذه الشهادة، بالنظر إلى صغر سنهم.
ووصف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد إلغاء الامتحان بالقرار الصائب والشجاع، قائلا في تصريح «للنصر» إن الإجراء يعد استجابة لمطالب رفعها التنظيم منذ العام 2010، بسبب ما كان يشكله الامتحان من عائق بسيكولوجي للتلاميذ دون سن 12 عاما.
ويرى المصدر بأنه من غير المنطقي إلزام التلميذ بدراسة 12 مادة خلال الطور الابتدائي، ثم إلزامه باجتياز ثلاثة مواد فقط خلال شهادة التعليم الابتدائي، معتقدا بأن القرار سيساهم في تعزيز الثقة بين الأساتذة والأولياء والتلاميذ، ليصبح الانتقال إلى الطور المتوسط يجري في طمأنينة وسكينة.
وأفاد من جهته رئيس النقابة المستقلة للأساتذة بوعلام عمورة بأن الإجراء المعلن عنه من طرف وزير التربية الوطنية ينسجم مع مقترحات النقابة، بل يعتبر تلبية لمطلب تم رفعه قبل 10 سنوات، معتبرا بأن تنظيم امتحان شهادة التعليم الابتدائي لم يكن يمثل أي جدوى، طالما أن نسبة النجاح الوطنية لم تكن تقل عن 97 بالمائة سنويا.
ويضيف بوعلام عمورة بأن نقابته سارعت إلى تثمين هذا القرار الذي وصفته بالصائب، لكنها اقترحت تعزيزه بتدابير تكميلية أخرى في سياق إصلاح مرحلة التعليم الابتدائي، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة ونوعية، من ضمنها العودة إلى النظام القديم باعتماد ست سنوات في هذا الطور، بما يسمح بتخفيف ثقل المحفظة. كما ساندت نقابة الكنابست الإجراء المعلن عنه من قبل وزير التربية الوطنية، ورأى رئيس التنظيم مسعود بوديبة بأن الانتقال إلى الطور المتوسط بناء على المعدل السنوي، إجراء معمول به في عديد الدول، معتقدا بأن إضفاء صفة الرسمية على الامتحان وإخضاع التلميذ لنفس إجراءات شهادة البكالوريا لا يخدم التلميذ نفسيا وعمليا، لأن المتمدرس في هذه المرحلة ليس بحاجة إلى امتحان انتقائي، بقدر ما هو بحاجة إلى تأطير ومرافقة. ورأى من جانبه الأمين العام لمجلس الثانويات الجزائرية زبير روينة، بأن إلغاء شهادة التعليم الابتدائي سيقضي على هاجس الخوف لدى التلاميذ، مقترحا بدوره إدراج تدابير جديدة لتحفيز التلميذ على المثابرة والاجتهاد، من أجل تحسين مستواه العلمي وليس لأجل تحقيق نتائج دراسية جيدة في الامتحانات الرسمية.
لطيفة بلحاج