سجل وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد أمس ارتفاعا في نسبة استهلاك المضادات الحيوية من بدء جائحة كورونا، رغم التحذير من خطورتها على جسم الإنسان، لأنها تؤدي مع مرور الوقت إلى مقاومة مضادات الميكروبات، إلى جانب إطالة فترة المرض والعلاج.
نبه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في كلمة ألقاها خلال إحياء الأسبوع العالمي للاستعمال السليم للمضادات الحيوية، إلى خطورة الإفراط في تناول المضادات الحيوية للوقاية من فيروس كورونا، لأن ذلك يترتب عنه تكوين مقاومة لمضادات الميكروبات بجسم المريض، ويؤدي إلى رفع تكلفة العلاج وإثقال كاهل الأسر، فضلا عن إطالة فترة المرض.
وأوضح بن بوزيد بأن وزارة الصحة قامت بإنشاء إطار تنظيمي لتقييم الوضع، من خلال تنصيب لجنة متعددة التخصصات للوقوف على مدى استهلاك المضادات الحيوية، إلى جانب تنصيب خلية على مستوى الصيدلية المركزية، بهدف جمع المعطيات والمعلومات الكافية لتقييم الوضع، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الصحة العامة.
وجدد الوزير التحذير من المبالغة في استهلاك المضادات الحيوية في إطار الوقاية من فيروس كورونا، قائلا إن اللجنة المكلفة بهذا الملف تعمل بالتنسيق مع لجان أخرى من أجل إعداد دليل خاص بالاستعمال السليم للمضادات الحيوية، كما يعد معهد باستور وفق المصدر، مخبرا مرجعيا في مراقبة ومتابعة استهلاك المضادات الحيوية.
وشدد المتدخل كذلك على ضرورة تنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة الاستهلاك غير العقلاني والسليم للمضادات الحيوية، وترجمتها على أرض الواقع لحماية صحة الأفراد وتخفيف تكلفة العلاج، وذلك بالتنسيق مع قطاعات أخرى حماية للأجيال القادمة، على غرار وزارة الفلاحة.
وفي سياق آخر، لم يستبعد منسق اللجنة العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا جمال فورار الدخول في موجة رابعة لكوفيد 19 ، بالنظر إلى ما تشهده كثير من الدول انتشار للعدوى، قائلا إن الوضع الصحي مستقر حاليا، وسيتم اتخاذ القرارات المناسبة للوقاية من الجائحة.
وأفاد جمال فورار في تصريح اعلامي على هامش فعاليات الأسبوع العالمي للاستعمال السليم للمضادات الحيوية، بأن اللجنة العلمية تسهر على متابعة تطورات الحالة الوبائية لفيروس كورونا لاتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بتدابير الحجر الصحي لمنع انتشار الوباء، كاشفا عن تسجيل حوالي 150 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوميا.
وأكد منسق اللجنة العلمية بأن الفصل في حقيقة الدخول في الموجة الرابعة لكوفيد 19 غير ممكن الآن، رغم تسجيل حالات جديدة يوميا، بالنظر إلى الوقوف على استقرار واضح في أعداد المصابين والوفيات، قائلا إن اللجنة العلمية تسهر على دراسة المستجدات بصفة يومية، استعدادا لاتخاذ تدابير وقائية جديدة في حال استفحال الفيروس.
وأوضح جمال فورار بأن ما يحدث في كثير من بلدان العالم التي تعيش بالفعل الموجة الرابعة للمتحور الهندي دلتا، ليس ببعيد عن الجزائر، التي تستعد بدورها لمواجهة الحالات الطارئة، غير مستبعد العودة مجددا إلى الحجر الصحي في حال تعقد الوضعية الوبائية، لكنه نفى اتخاذ أي قرار بشأن العودة إلى الغلق التام أو الجزئي طالما أن المعطيات اليومية لا تبعث على القلق.
لطيفة بلحاج
