ينتظر أن تتوج، اليوم السبت بوهران، أشغال الملتقى الثامن رفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، بتوصيات نابعة من محاور أشغال الأيام الثلاثة لهذه الندوة، وأبرزها تقوية وتعزيز دور الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن الأممي، والحوكمة وكذا تنسيق الجهود للتصدي لتنامي الإرهاب خاصة في دول الساحل.
و ستخصص الجلسة الختامية لأشغال الملتقى الثامن رفيع المستوى للأمن والسلم في إفريقيا الذي احتضنته وهران على مدار ثلاثة أيام، لقراءة والمصادقة على التوصيات التي خلص إليها الوزراء الأفارقة خلال أشغالهم والتي ركزت أساسا على دعم وتعزيز دور الأعضاء الجدد في مجلس الأمن بالأمم المتحدة لتوحيد كلمتهم وصوتهم لإسماعه للعالم من خلال هذا المنبر، كما ركزت الأشغال على ضرورة إيجاد آليات مواكبة لواقع الدول الإفريقية لتمكينها من الحوكمة وبلوغ تسيير شؤونها في إطار الحكم الراشد وضمان حقوق الإنسان، لمواجهة التحديات التي لازالت تواجه القارة بل وعادت بقوة لتخلط أوراقها. وينتظر أن تشمل التوصيات، تحسين ميكانزمات مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية المتجددة، وكيفية النهوض بالتنمية وتجاوز الظروف الوبائية خاصة مع تنامي انتشار كورونا وعودة الإيبولا.
بن ودان خيرة
وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة
إبعاد الخطر عن إفريقيا مرتبط بالالتزام الجماعي للأعضاء
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة، أول أمس الخميس، أنه يجب تجديد الارتباط بالقيم والأفكار الإفريقية و بالالتزام والتحرك جماعيا لإبعاد عوامل الخطر على وحدة منظمة الاتحاد الإفريقي، موضحا بأنه لا يوجد خيار آخر سوى «الحديث بصوت واحد قوي ومقرر» على مستوى كل الهيئات.
وقال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أشغال الملتقى الثامن رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا الجارية أشغاله بوهران، إن الجزائر تستعد لتولي مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ما بين 2024 – 2025، والمشاركة باسم الاتحاد الإفريقي وأيضا التنسيق مع النظراء الأفارقة في المجلس ومواكبة قرارات الأجهزة ذات الصلة بالاتحاد الإفريقي، مركزا على أن الجزائر ستلتزم بالقيام بالأفضل خلال عهدتها القارية، و وجه لعمامرة بالمناسبة شكره لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي الذين دعموا وساندوا ترشيح الجزائر للعضوية الأممية، كما بلغ الحاضرين، تحيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي عبر عن تمنياته بنجاح أشغال الملتقى رفيع المستوى الذي يوليه أهمية كبرى.
يذكر أنه خلال أشغال الدورة الـ 38 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي تم التأكيد على مصادقة الاتحاد الإفريقي على ترشيح الجزائر لمنصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي لفترة 2024-2025، ويجدر الذكر، أن الجزائر لديها تزكية ودعم من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والكثير من الدول الأوروبية.
وأوضح وزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن الملتقى الثامن رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، هو فرصة لإبراز الالتزام المشترك لدعم الأعضاء الأفارقة الملتحقين الجدد بعضوية مجلس الأمن الأممي بهدف تعزيز الصوت الإفريقي في الساحة الدولية، مذكرا الحضور، أنه منذ الدورات السابقة للملتقى التي احتضنتها وهران، أصبح هذا الموعد يقام دوريا بغرض التشاور والتفكير الجماعي وتبادل وجهات النظر وتقاسم الخبرات والدروس من أجل إبراز روح التماسك والوحدة بين الأعضاء الجدد في مجلس الأمن للأمم المتحدة.
وقال لعمامرة، إن موضوع الملتقى الذي تمحور حول «ضرورة ضمان دعم ومساندة ملائمة للأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن للأمم المتحدة»، من أجل تمكينهم من طرح ومناقشة قضايا السلم والأمن الإفريقي، يترجم التزام الأعضاء بمضاعفة الجهود من أجل «إسماع صوت إفريقيا على المستوى الدولي»، حتى يتم الأخذ بعين الاعتبار و الاعتراف بالمجهودات المضاعفة والاهتمامات الإستراتيجية وتوجيه الاهتمام للانشغالات الكبرى للقارة وآفاقها الواقعية.
مردفا في هذا السياق، أنه يمكن القول بأن الالتزام الجماعي بدأ يؤتي ثماره مع مجموعة الأعضاء الثلاثة غير الدائمين في مجلس الأمن الأممي، من خلال المرافعات التي يقومون بها و كذا اكتساب القدرات الدبلوماسية وأيضا إيجابية التحالف الذي بدأ تجسيده منذ السنة الماضية مع دعم ومساندة عضو من جزر الكراييبي «سان فانسون وغرينادين» لهم، وأنه لازال هناك مساحة أكبر من أجل التحسين لبلوغ الأهداف المشتركة لإفريقيا متحدثة بصوت واحد وقادرة على تشكيل ضغط على القرارات داخل مجلس الأمن بهيئة الأمم المتحدة.
وقال لعمامرة، إن هذه الندوة تنعقد أيضا في ظروف يشهد فيها العالم تدهورا لمظاهر السلم والأمن، والقارة الإفريقية بحاجة لأن يلعب الاتحاد الإفريقي دورا هاما في التوعية وحل النزاعات، مشيرا أن محاور الملتقى الثامن أولت أهمية لضرورة تطوير أكثر لهندسة الحوكمة الإفريقية للسلم والأمن من أجل رفع التحديات المتزايدة والتي تواجهها حاليا دول القارة السمراء، ففي الوقت الذي توجه فيه المجهودات للمستوى العالمي، وفق وزير الخارجية، يجب أن تتضافر الجهود وتصبح أكثر نفعا لإفريقيا التي هي مطالبة بالتحلي بالقوة للمضي نحو وضع حد لتهميش القارة في المنظومة الدولية، ولكن مثلما أضاف لعمامرة، يجب أولا الاعتراف بالخلافات البينية ومضاعفة الجهود قبل وبعد، لترجمة الرؤية إلى أفعال تندرج ضمن أجندة 2063 من أجل «إفريقيا متكاملة، مزدهرة وسلمية، يتولى أبناؤها زمام أمورها وتشكل قوة ديناميكية على المستوى العالمي»، علما أن مهمة اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063، تكمن في السهر على تطبيق القرارات المختلفة للهيئات السياسية للاتحاد الإفريقي في مجال ترقية السلم والأمن والتنمية ووحدة القارة طبقا للمحاور الاستراتيجية التي حددتها الأجندة.
ب/ خ
المدير العام بالاتحاد الإفريقي المكلف بتسيير النزاعات
الاتحاد الإفريقي ملتزم بملف الصحراء الغربية
أكد المدير العام بالاتحاد الإفريقي المكلف بتسيير النزاعات «الحاجي سرجو باه»، أن الاتحاد الإفريقي ملتزم بملف الصحراء الغربية الذي «يحظى باهتمام كبير من قادة الدول الإفريقية»، مثمنا في الوقت نفسه مساهمة الجزائر في القضاء على نظام التمييز العنصري بجنوب إفريقيا.
وقال المدير العام بالاتحاد الإفريقي المكلف بتسيير النزاعات «الحاجي سرجو باه»، أول أمس الخميس، في تصريح صحفي على هامش أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، أن الالتزام الكبير للجزائر من أجل دعم إفريقيا وتنميتها لازال لافتا خاصة مع تواصل دورها الإستراتيجي في الهيئات الإفريقية.وأوضح المدير العام بالاتحاد الإفريقي المكلف بتسيير النزاعات «الحاجي سرجو باه» في كلمة قرأها نيابة عن محافظ الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي السفير «بانكولأدييوي» في اليوم الأول من أشغال الدورة الثامنة لمجلس السلم والأمن الإفريقي، أن القارة السمراء اليوم تشهد عودة النزاعات العميقة وتصلب المواقف والتطرف والأخطر وهو التهديدات الأمنية بعودة المرتزقة وتواجد المقاتلين الأجانب وتداول و انتشار الأسلحة غير المرخصة.
وأشار في هذا الصدد، لدور الجزائر وباسمها وزير الخارجية رمطان لعمامرة في العمل على ملف إسكات صوت البنادق في إفريقيا منذ سنوات، كما دعا إلى ترسيخ روح الدفاع المشترك بين الأفارقة لمجابهة هذه التهديدات التي تضاف إليها مخاطر تأثيرات التغييرات المناخية و انتشار الأوبئة مثل الإيبولا وتفشي كورونا، وهي «تهديدات بشرية لا تعرف الحدود وتنتقل بسهولة»، وعليه وفق المتحدث، يجب تضافر جهود الجميع على المستوى الجهوي والقاري والدولي، منوها أن هذه الندوة هي وليدة فكرة جزائرية ومن خلالها السيد لعمامرة عندما كان محافظا للسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، والذي من خلال الندوة وضع أسس مجموعة الثلاثة «وهم أعضاء إفريقيا غير الدائمين في مجلس الأمن بالأمم المتحدة»، مشيرا لمجهودات الجزائر المتواصلة منذ استضافتها الدورة الأولى للملتقى رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا في ديسمبر 2013، مضيفا أن الأعضاء الجدد في مجلس الأمن الأممي من شأنها مواصلة مسار الدفاع عن القارة في هذه الهيئة الدولية وتعزيز المكاسب المنجزة لغاية اليوم .
وأبرز المتحدث، أنه من أهداف الملتقى الثامن رفيع المستوى للسلم والأمن بإفريقيا، هو تعزيز التعاون بين أعضاء المجلس والأعضاء الثلاثة من أجل منظومة الحوكمة الراشدة في القارة والسلم التآزر بينهم، حيث «شكل ملف الحوكمة والحكم الراشد محورا مهما في أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا، مع التركيز على ترقية حقوق الإنسان على ضوء المستجدات التي تواجهها القارة على عدة مستويات وخاصة الجيوسياسية، وبالتالي فهي مطالبة اليوم بمطابقة النصوص القانونية المعمول بها مع واقع الدول الإفريقية».
ب/ خ
المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى
على الأفارقة ضمان استمرار المكاسب المحققة منذ 2013 بالجزائر
قالت المبعوثة الخاصة المكلفة بالشراكات الدولية الكبرى ليلى زروقي، إن الجزائر تحضر نفسها لتولي مقعد في مجلس الأمن في الأمم المتحدة للفترة 2024- 2025، مؤكدة بأنه على الأفارقة اليوم الحرص على استمرارية العمل الجبار الذي بدأ في الجزائر سنة 2013 في إطار الملتقى رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا، مشيرة إلى وجوب المحافظة على المكاسب المحققة لحد الآن، لأن التهديدات موجودة ومن شأنها التأثير على النتائج الإيجابية المنجزة لغاية اليوم لصالح القارة الإفريقية.
وأوضحت المبعوثة الخاصة لرئيس الجمهورية المكلفة بالشراكات الكبرى ليلى زروقي في تصريح إعلامي، أول أمس الخميس، على هامش مشاركتها في الملتقى الثامن للسلم والأمن في إفريقيا والجارية أشغاله بوهران، أن التهديدات الأساسية التي تواجه القارة هي أن يتواجد الأعضاء الأفارقة في هيئة مجلس الأمن للأمم المتحدة وكل عضو يصوت لوحده على القرارات، فذلك «يفقد الأفارقة قوة الضغط و وزنهم على المستوى الدولي، والتهديد أيضا أن يفقد الأفارقة التنسيق والتكامل بينهم داخل كل الهيئات سواء الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة ويفقدوا توحيد مواقفهم وقراراتهم».
و أبرزت ليلى زروقي، أنه في كل العالم يوجد خلافات بين الدول، فـ «العالم اليوم يعيد تشكيل نفسه، والضغوطات العالمية متعددة حتى بين أكبر القوى، وبناء على هذا يجب على الأفارقة العمل لإخراج النزاعات من القارة وليس استقدامها، لأن الحروب اليوم لم تعد مباشرة، لذلك يجب العمل معا وسويا مهما كانت الاختلافات، فأوروبا خرجت من حربين عالميتين واليوم يجمعها فضاء مشترك دون حدود، وهذا ما ينتظر القيام به من طرف الأفارقة».
و الهدف البارز من الندوة الثامنة للسلم والأمن وفق السيدة زروقي، هو تزويد ممثلي القارة السمراء بكل الآليات والمعطيات كي يتحدثوا بصوت واحد، وهم اليوم، تضيف المتحدثة، ثلاثة أعضاء من إفريقيا فتونس والنيجر يغادران مجلس الأمن وكينيا التحقت هذا العام أما الغابون وغانا فهما الوافدان الجديدان، مردفة أنه في بعض المرات هناك عضو رابع ينضم للمجموعة عندما يكون الملتحق بمجلس الأمن من الدول المغاربية، وبالتالي فهو من إفريقيا ويضاف إليهم العضو الخامس من جزر الكراييب «سانفانسونو غرانادينا»، الذي تم ضمه العام الماضي لصفوف الأعضاء الأفارقة كونهم من أصول إفريقية وبالتالي تصبح في بعض المرات الأصوات الخمسة غير دائمة مقابل الخمسة الدائمة، وهنا يكمن التحدي، حسب زروقي، لفرض كلمة الأفارقة بقوة في قرارات مجلس الأمن وأن يلتفو حول التحديات المشتركة التي لا اختلاف حولها في القارة «فحتى لو يوجد اختلافات بين الدول يجب أن يحافظوا على الحد الأدنى من التماسك والوحدة»، حسب المتحدثة، فـ «العمل جبار ودؤوب ومتواصل والبعثات يجب أن تتزود بكل المعارف والآليات التي يجب العمل بها على مستوى الهيئة الأممية، كما أن بعثة الاتحاد الإفريقي في نيويورك من شأنها تقديم الدعم أيضا للأعضاء الثلاثة في مجلس الأمن».
وبخصوص، مطلب المساواة وتمكين القارة السمراء من مقعدين دائمين في مجلس الأمن الأممي، أوضحت السيدة زروقي أن إصلاحات الأمم المتحدة لازالت متواصلة منذ عقود و لم تنته ربما تتجسد ذات يوم، ولكن الواقع الحالي هو استمرار وبقاء الأعضاء الخمسة الدائمين.
ب/ خ