كشف باحثون و طلبة دكتوراه، على هامش الحملة التحسيسية الوطنية «قافلة ابتكار تزوركم»، المنظمة من قبل المديرية العامة للبحث العلمي و التطور التكنولوجي بجامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري، عن إطلاق منصة ابتكار الرقمية، لتمكين الطلبة من الاطلاع على مختلف مراكز البحث، الموزعة عبر التراب الوطني، و الاستفادة مما تقدمه من خدمات و وسائل بحثية، مثمنين الامتيازات التي تقدمها، لتوفير الوقت و الجهد، و المساهمة في تقديم المشاريع البحثية في آجالها المحددة.
أسماء بوقرن
* المُديرة الفرعية صورية مقداد
تلقينا طلبـات للانضمام إلى المنصة من طلبة جزائريين في الخــارج
أفادت الأستاذة صورية مقداد، المنسقة العامة لمشروع «ابتكار «و المديرة الفرعية للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي و الشراكة، أن المنصة الرقمية تفاعلية بين المجتمع العلمي و مراكز البحث، و دورها الرئيسي هو إبراز المعدات التي تتوفر عليها المراكز، و تنوع الخدمات المجانية التي تقدمها للمسجلين بها من طلبة الماستر و الدكتوراه و الباحثين، على أن لا تتجاوز قيمة الخدمات 200 ألف دينار في السنة لكل طالب، مع السماح للمجتمع العلمي و خاصة الطلبة باستخدام التجهيزات الكبيرة و المعدات الثقيلة التي توفرها مديرية البحث العلمي على مستوى مراكز البحث، ليتمكن طلبة الدكتوراه من إجراء التربصات و مشاريعهم البحثية، و هذا يعد الهدف الرئيسي من منصة ابتكار.
محدثتنا قالت بأن المنصة تضمن التأطير لهؤلاء الطلبة، على يد مختصين، بعد توجيههم إلى المراكز البحثية التي تناسب موضوع بحثهم، و قدمت الشروط و حددت المراحل التي تتيح للطلبة إمكانية التسجيل بها، و الولوج إليها، و من بين هذا الشروط، ضرورة تحصل الطالب على الرقم التعريفي الوطني بعد تسجيله بمنصة ابتكار، و بعد حصوله على هذا الرقم، يتمكن من ولوج المنصات الرقمية لمراكز البحث الموجودة على منصة ابتكار، و التي تعد أداة أيضا لمتابعة و تقويم الطلبة و الباحثين، و كذا المراكز في ما يخص تعزيز و تثمين استعمال الأجهزة، مؤكدة بأن الطلبة و بمجرد تقديمهم طلبا عبر المنصة، يؤطر إلى غاية تحقيق هدفه.
و قد تم إطلاق المنصة التي تعد وسيلة مهمة جدا للطالب، لتجسيد بحثه، منذ نحو سنة تقريبا، و ذلك يوم 29 نوفمبر 2020، و من بين الإشكالات التي طرحها الطلبة، عدم تمكنهم من استخدام المنصة و المرور عبر المراحل اللازمة التي تمكنهم من الولوج إليها، لهذا تقرر تنظيم قافلة تحسيسية تزور مختلف الجامعات و المدارس العليا.
و أضافت المتحدثة أن المنصة تلقت إلى غاية نهاية أكتوبر الفارط، 1683 طلبا للانضمام إليها، من طلبة من مختلف التخصصات، خاصة في مجال التكنولوجيات الحديثة، من بينهم طلبة جزائريين مقيمين في دول أجنبية، يقومون بأبحاث علمية.
* المهندسة أسماء بن قلــي
هذا ما تقدمه منصة المدرسـة الوطنيـة متعددة التقنيـات « ابتكار»
تعد أسماء بن قلي من المهندسين المشرفين على منصة ابتكار، فهي مكلفة بالمنصة التكنولوجية للمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بقسنطينة، تشرف على التأطير و التنسيق مع الباحثين، و قد تحدثت للنصر عن تجربتها في المنصة، مثمنة في بداية حديثها، ما تقدمه البوابة الرقمية من تسهيلات و خدمات للباحثين و الطلبة، على حد سواء، كما قدمت شروحات حول كيفية الاستفادة من خدماتها، للتمكن من إنجاز البحث في الوقت المناسب.
و أوضحت المهندسة المتخصصة في الميكانيك، أنها تشرف على استقبال الرسائل الإلكترونية و تقوم بضبط مواعيد انطلاق التربص و تحدد طرق الاستفادة من كل الخدمات، التي يتيحها مركز البحث، عبر المنصة التكنولوجية للمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بقسنطينة للتصنيع و صيانة العتاد، مشيرة إلى أنها من بين المنصات و المراكز التابعة لمنصة ابتكار، و هي موجهة للمختصين في الميكانيك من الدكاترة و الأساتذة الباحثين و طلبة الماستر، و بدرجة أكبر للمتخرجين بدرجة مهندس، فبإمكانهم الاستفادة من خدماتها، كإجراء التحاليل المخبرية، و كذا الصيانة و التصنيع بشرط ألا تتجاوز تكاليف ذلك 20 مليون سنتيم.
* طالبة الدكتوراه أمينة بوالقـارة
المنصة تُزيل عقبات عديدة من مسار باحث الدكتوراه
أمينة بوالقارة، من قسم العلوم المالية و المحاسبة بكلية الاقتصاد جامعة عبد الحميد مهري، طالبة دكتوراه سنة أولى محاسبة و تدقيق، تلقت بريدا إلكترونيا من قبل عمادة الجامعة، للاستفادة من المنصة، لكنها،كما قالت للنصر، لا تملك معلومات دقيقة حول كيفية التسجيل و الاستفادة منها، و ستسعى جاهدة لجمع كل المعلومات لتستفيد من خدماتها، و تتخلص من الصعوبات التي تواجهها و المتعلقة أساسا، بأدوات البحث في موضوعها المتعلق بالتدقيق، مؤكدة بأنها تريد الاستفادة من مخابر البحث الموجودة بولايات الوطن، و ما توفره من وسائل لتقديم عمل نوعي نتائجه دقيقة.
* طالبة الدكتوراه إيمان بولغـليمات
المنصـة تسهل إنجــاز 80 بالمئـة من أطروحة الدكتـوراه
أكدت إيمان بولغليمات، طالبة سنة سادسة دكتوراه تخصص إعلام آلي بكلية التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الاتصال بجامعة قسنطينة، للنصر، بأن إطلاق منصة ابتكار الرقمية من قبل المديرية العامة للبحث العلمي و التطور التكنولوجي، يمكن أن يخفف عبءا ثقيلا جدا على الباحثين، في ما يخص توفير الأدوات البحثية و تسهيل التنقل إلى المخابر التي لها علاقة بموضوع البحث، الموزعة عبر التراب الوطني ككل.
و أضافت المتحدثة بأن الخدمات التي تقدمها المنصة، تسهل انجاز 80 بالمئة من الأطروحة، و توفر الجهد و الكثير من الوقت الذي كان الطالب يضيعه في تنقلاته بين مراكز البحث من ولاية إلى أخرى، قصد إيجاد المركز الذي يقدم الوسائل و الأدوات البحثية التي يحتاجها، لكن هذه المنصة، تختزل كل هذه المراحل، باعتبارها تقدم لكل طالب مسجل عبرها، و دون موضوع بحثه في استمارة التسجيل، معلومات دقيقة عن المخابر الموزعة عبر التراب الوطني ككل، و انتقاء التي تفيده في موضوع بحثه و تطلعه على ما تتوفر عليه من وسائل مناسبة لأطروحته، ما يسهل على الباحثين، اختيار المخبر المناسب لإجراء البحث، كما تخفف عبء تنقل الباحث بين المخابر و إضاعة الوقت، و التكاليف المترتبة عن ذلك.
و من الخدمات التي تتيحها المنصة، تقديم طلب عبرها مباشرة، من خلال ملأ استمارة تتضمن معلومات شخصية، و كذا معلومات حول الوسائل البحثية التي يحتاجها الطالب، حيث تتولى المنصة، مهمة التوجيه إلى المخبر الذي تتوفر فيه الأدوات البحثية، كما يقدم ترخيصا للاستفادة من كل الخدمات التي تقدمها.
و ذكرت المتحدثة أنها سبق و أن واجهت عراقيل عديدة، أخرت إتمام أطروحتها، و تتعلق أساسا بوسائل البحث، التي تكلف أموالا باهظة، و المتمثلة في أجهزة كومبيوتر جد متطورة، لكون موضوع بحثها يرتكز على المعلومات الضخمة «بيغ داطا» و «كلود كومبيوتر» وهي مكلفة جدا، مشيرة إلى أن موضوع بحثها يكلف ميزانية معتبرة، لم تتمكن من توفيرها، خاصة و أن استعمال هذه الأجهزة يستدعي التدرب عليها، بحكم استعمالها للمرة الأولى، لكن هذه المنصة من شأنها أن تزيح هذا الحمل على الباحثين، و تخلصهم من عبء الاشتراكات الباهظة بمنصات أجنبية.
و قالت المتحدثة إلى أن هناك منصات، خاصة أجنبية، توفر وسائل متطورة في الإعلام الآلي للبحث، لكن استخدامها يكلف 10 آلاف دينار للساعة الواحدة، مع العلم أن الباحث يستغرق شهورا عديدة، في استخدامها، مشيرة إلى مشكل التنقل بين المراكز من الشمال إلى الجنوب الجزائري، للبحث عن المركز الذي يوفر وسائل أنسب.
و شددت إيمان بأن طالب الدكتوراه في تخصصها، بأمس الحاجة إلى الوسائل و أدوات البحث، كأجهزة الكمبيوتر المتطورة، لإجراء أبحاثه، كما أن طلبة البيولوجيا و العلوم الطبيعية، بحاجة إلى مواد كيميائية لا تتوفر في مراكز البحوث.