الجزائر (2) – تونس (0) (بعد الوقت الإضافي)
توج المنتخب الوطني مساء أمس، بكأس العرب، بعد فوزه على نظيره التونسي في نهائي النسخة العاشرة من هذه المنافسة، والأولى من نوعها بطابع «رسمي» تحت مظلة الإتحاد الدولي، في قمة وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة والندية، وكذا «السوسبانس»، لأن «الخضر» انتزعوا التاج العربي في «المونديال المصغر»، بعد «كلاسيكو» مغاربي خالص، دام 120 دقيقة، وكان هدف «الجوكير» أمير سعيود كافيا لتنصيب الكرة الجزائرية على منصة التتويج، وتبعه براهيمي بهدف التأكيد في آخر ثانية من عمر اللقاء، في «سيناريو» اعتادت عليه النخبة الوطنية منذ ربع النهائي، فكان وزنه لقبا عربيا بنكهة «عالمية»، لأن الأجواء التي شهدها ملعب «البيت» بمدينة الغرافة القطرية كانت خرافية، بحضور وجوه كروية بارزة، يتقدمها رئيس الفيفا جياني إينفانتينو، وأمام أزيد من 60 ألف متفرج.
المقابلة كانت عبارة عن صراع تكتيكي كبير بين المدربين مجيد بوقرة ومنذر الكبيّر، وقد ارتسمت معالمه من خلال إقدام كل مدرب على القيام بتعديل وحيد على التشكيلة الأساسية، مقارنة بنصف النهائي، إذ أن «الماجيك» راهن على خدمات ميرازيق في وسط الميدان بدلا من زميله دراوي، بينما اضطر مدرب «التوانسة» إلى ضم نعيم السليتي إلى الأساسيين خلفا لمرياح المصاب، وهما خياران يندرجان بالأساس ضمن أوراق كل مدرب لكسب معركة وسط الميدان، في ظل انتهاج المنتخبين نفس طريقة اللعب، وذلك بضمان التغطية الدفاعية برباعي، مع توزيع خماسي الوسط على جدارين.
هذه الخيارات التكتيكية، ألقت بظلالها على «فيزيونومية» اللعب، لأن المباراة كانت «مغلقة» إلى حد كبير، مع طغيان الاندفاع البدني، رغم أن المنتخب التونسي كان الأكثر استحواذا على الكرة، غير أن المهارات الفردية كانت السلاح الأبرز الذي اعتمد عليه بوقرة، لنقل الخطر إلى منطقة المنافس.
التكافؤ الكبير بين الطرفين، دفع بلاعبي المنتخب التونسي للبحث عن الكرات الثابتة لتهديد مرمى مبولحي، سيما وأن الرقابة اللصيقة التي فرضتها العناصر الوطنية على كل من المساكني، دراغر، حنبعل وفرجاني شلت القاطرة الأمامية للمنافس، فكانت أخطر محاولة تلك التي صنعها العيفة، والتي اصطدمت على إثرها الكرة بالعارضة الأفقية لمرمى مبولحي.
رد فعل الخضر، كان بفرصة ذهبية أهدر من خلالها مزياني هدفا محققا، لأنه تلقى تمريرة ذكية أمام المرمى، لكنه لم يحسن ترويض الكرة وإيداعها في عمق الشباك، رغم أنه كان متواجدا في وضعية جد مواتية للتهديف.
الصراعات الفردية الكبيرة في منطقة وسط الميدان، أجبرت بلايلي على تبادل المناصب مع مزياني على مستوى الرواقين، بحثا عن حلول أنجع كفيلة بفسح المجال أمام رأس الحربة بونجاح للتنويع في صنع الفرص، وقد كان براهيمي أمام فرصة هز شباك الحارس معز حسن، بعد تلقيه تمريرة من بلايلي على الجهة اليسرى، إلا أن كرته اصطدمت بأحد مدافعي المنتخب التونسي، ليكون رد «نسور قرطاج» بتسديدة قوية من السليتي، تألق الحارس مبولحي في التصدي لها، لينهي الحكم الألماني دانيال سيبرت الشوط الأول دون اهتزاز الشباك، مع إشهاره البطاقة الصفراء في 6 مناسبات.
المرحلة الثانية، عرفت انخفاض إيقاع اللعب، بتراجع العناصر الوطنية نسبيا إلى الوراء، في محاولة لتسيير أطوار اللقاء بذكاء كبير، وتفادي تأثيرات الجاهزية البدنية، خاصة وأن الإرهاق ظهر بصورة جلية على بلايلي وبونجاح، ولو أن بوقرة عمد إلى تعزيز وسط الميدان بسعيود، الذي دخل بديلا لمزياني، وهو ما جعل الدفاع الجزائري يتحمل عبء المباراة، مع تألق المدافع شتي، الذي لعب دورا بارزا في شل نشاط هداف الدورة الجزيري، على مستوى الجهة اليسرى.
تراجع العطاء البدني للعناصر الوطنية، جعل السيطرة تونسية في الدقائق العشر الأخيرة من الوقت الرسمي للقاء، لكن الدقيقة 89 كادت أن تشهد «سيناريو» قاتلا، بذكريات «كان 2013»، لأن المهاجم التونسي الجزيري وجد نفسه وجها لوجه مع مبولحي، إلا أن تسديدته جانبت إطار المرمى، مما أجبر المنتخبين على خوض 30 دقيقة إضافية.
مع بداية الشوط الإضافي الأول، أقحم بوقرة دراوي بديلا لميرازيق، في محاولة لسد الفراغ الذي وقف عليه على مستوى وسط الميدان، ليلعب شتي دور المنقذ من جديد، بشله هجمة خطيرة جدا صنعها السليتي، في الوقت الذي تحركت فيه القاطرة الأمامية الجزائرية قليلا، بالاعتماد على المرتدات الهجومية السريعة، والتي حملت إحداها الخبر السار في الدقيقة 98، على اعتبار أن «الجوكير» سعيود أنهى عملا هجوميا ثلاثيا بتسديدة يسارية من على مشارف منطقة العمليات، أسكن من خلالها الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى معز حسن، الذي اكتفى بمتابعة الكرة وهي تستقر في عمق شباكه.
هذا الهدف، والذي كان ثمرة النفس الثاني الذي أظهرته العناصر الوطنية، بتحديها التعب والإرهاق، بفضل سلاح الإرادة الجماعية الفولاذية وكذا المهارات الفردية، أخلط بالموازاة مع ذلك حسابات «التوانسة»، بدليل أن المدرب الكبيّر عزز هجومه بكل من معلول، بقير والعربي، لكن تماسك دفاع «الخضر» أبطل مفعول الهجمات التونسية، بل على العكس من ذلك، فقد كان براهيمي قريبا من مضاعفة النتيجة، بعد عمل ثنائي مع سعيود.
مع مرور الدقائق، زاد الضغط النفسي على «نسور قرطاج»، بعد إظهار العناصر الوطنية، خبرتها في التعامل مع مثل هذه الوضعيات، وذلك بالتكتل في الدفاع، وسد كل المنافذ المؤدية إلى مرمى مبولحي، لتشهد الدقيقة 125 «سيناريو» تأكيد الأحقية في التتويج، لأن صعود الحارس التونسي معز حسن بحثا عن التعادل فسح المجال أما براهيمي، للانفراد بالشباك الشاغرة انطلاقا من وسط الميدان، ويودع الكرة بسهولة كبيرة في عمق المرمى دون أي مضايقة، قبل أن يطلق الحكم الألماني صافرة النهاية، على وقع فرحة هيستيرية للعناصر الوطنية، بعد انتزاع لقب كان ينقص السجل الذهبي للكرة الجزائرية. ص / فرطــاس
الرئيس تبون يهنئ المنتخب
«مبروك يا أبطال العرب ... الله يفرحكم كما فرحتمونا»
هنأ رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم، عقب تتويجه بكأس العرب فيفا- 2021، إثر فوزه على تونس بنتيجة (2-0) بعد الوقت الإضافي، أمس السبت بملعب «البيت» بالدوحة، لحساب نهائي المنافسة العربية التي احتضنتها قطر (30 نوفمبر- 18 ديسمبر). وكتب الرئيس تبون في حسابه الرسمي على «تويتر» : «مبروك يا أبطال العرب ... الله يفرحكم كما فرحتمونا».
الوزير الأول
"مبروك علينا الخضر أبطال العرب"
هنأ الوزير الأول وزير المالية، السيد أيمن بن عبد الرحمان، المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم، عقب تتويجه بكأس العرب فيفا- 2021، إثر فوزه على تونس بنتيجة (2-0 بعد الوقت الإضافي)، أمس السبت بملعب «البيت» بالدوحة، في نهائي المنافسة العربية التي احتضنتها قطر (30 نوفمبر- 18 ديسمبر).
وكتب الوزير الأول في حسابه الرسمي على «تويتر» : «مبروك علينا، الخضر أبطال العرب. تتويج مستحق بعد أداء متميز، بعزيمة صلبة، و مسار بلا هزيمة. يا شباب الجزائر، أعليتم الراية الوطنية في السماء العربية. دمتم فخرا لنا و دامت أفراح الجزائر الأبية»، مرفقا منشوره بوسم علم الجزائر وكذا مجسم الكأس.
المدرب مجيد بوقرة يصرح
التتويج مهدى للشعب الجزائري والفلسطيني
أكد مدرب المنتخب الوطني مجيد بوقرة، بأن التتويج بالكأس العربية كان مستحقا على طول الخط، بالنظر إلى المشوار المقدم، موجها رسالة خاصة إلى كل الشعب الجزائري والفلسطيني، وقال:» تتويجنا مستحق على طول الخط، بالنظر إلى المشوار الذي بصمنا عليه، أعتقد بأنه لا يوجد منتخب لعب مباريات قوية مثلنا، بداية من دور المجموعات، عندما واجهنا المنتخب المصري، وبعده الدوران ربع ونصف النهائي، قبل أن نخوض مباراة قوية أخرى أمام منتخب تونس و120 دقيقة إضافية، وعليه من حقنا أن نفرح بهذا الإنجاز ونهديه لكل الشعب الجزائري، ونحن لا ننسى شعب غزة وفلسطين وهذا التتويج مهدى لهم أيضا».
وأضاف بوقرة في تصريحاته في الندوة الصحفية:» أود أن أشكر اللاعبين على المجهودات التي بذلوها على مدار أيام البطولة، كما أشكر أيضا كل أعضاء الطاقمين الفني والطبي وحتى مسؤولي الاتحادية، إنه تتويج جماعي، وأنا سعيد جدا بأول إنجاز لي كمدرب».
وواصل مدرب الخضر تصريحاته:» أعتقد بأنه لا يوجد سيناريو أفضل من الذي عشناه، وكل من تابع مبارياتنا استمتع بأداء راق، رغم أننا عانينا نوعا ما من الناحية البدنية، بالنظر إلى ضيق الوقت». وختم «الماجيك» تصريحاته بالقول:» أهنيء قطر على هذه الدورة الرائعة، والتنظيم المحكم، ومن حسن حظنا أننا أول منتخب يتوج بالطبعة الأولى تحت لواء الفيفا».
حمزة.س
جوكير البطولة بامتياز
سعيود: حاولت ونجحت
كان اللاعب أمير سعيود عند حسن ظن مدربه مجيد بوقرة، بعد أن قلب الموازين لصالح التشكيلة الوطنية، عقب إشراكه كبديل في مباراة تونس الختامية، لينصب بذلك نفسه «جوكير» البطولة بامتياز، كيف لا وهو الذي قاد الخضر للتقدم في المباراة الأهم، ليساهم بذلك في التتويج باللقب العربي، رغم اكتفائه بالظهور في مباراتين فقط، الأولى أمام منتخب السودان والثانية أمام تونس. وقال سعيود في تصريحات بعد المباراة النهائية، تعليقا على تتويج الخضر باللقب العربي: «تتويجنا باللقب مستحق، بالنظر للمشوار الذي قطعناه، لقد قمنا بمشوار بطولي، وتجاوزنا عدة منتخبات قوية»، قبل أن يؤكد: «هذا اللقب ثمار مجهود اللاعبين الذين كانوا في المستوى، ونحن نهديه إلى كل الشعب الجزائري».
وعن سؤال حول الهدف الرائع الذي سجله في مباراة أمس أمام المنتخب التونسي، قال سعيود: «حاولت عدة مرات أن أضع نفسي في مثل هذه الوضعية، وافتقدت التركيز في مناسبتين، ولكن الثالثة كانت ثابتة والحمد لله».
سمير. ك
كتب اسمه بأحرف من ذهب
«ماجيك» ..لاعبا ومدربا
كتب المدرب مجيد بوقرة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الجزائرية، بعد أن قاد المنتخب الرديف إلى التتويج بالبطولة العربية، متفوقا على منتخبات شاركت بتشكيلتها الأولى على غرار مصر والمغرب وقطر، ليرد بذلك بطريقته الخاصة على من شككوا في مؤهلاته التدريبية، وهو الذي نصب نفسه أفضل ناخب جزائري يحوز على بطولة قيمة من هذا النوع، فكيفيه أنه بات الأقل سنا ( 39 سنة)، خلف بطل إفريقيا جمال بلماضي المتوج بالكان في سن (43).
بوقرة الذي تعرض لحملة شرسة، عقب الإعلان عن قائمته المعنية بالمشاركة في البطولة العربية، خاصة وأنه استبعد بعض الأسماء التي رآها أهل الاختصاص تستحق التواجد في المحفل العربي، على غرار المهاجم محمد بن يطو، خاض الطبعة العاشرة من البطولة العربية مباراة بمباراة، مع التأكيد على أنه قدم رفقة كتيبته لدولة قطر للظفر بالتاج العربي، في سيناريو مشابه لما فعله محبوب الجزائريين جمال بلماضي عند التنقل إلى مصر لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث ظل يردد على مسامع الجميع بأنه أتى للقاهرة لتسيد القارة السمراء.
«الماجيك» بعد أن تألق كلاعب مع الخضر، وهو الذي كان حاضرا ضمن المجموعة التي أعادت المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم بعد الغياب لعدة سنوات، برز أيضا كمدرب رغم افتقاده للخبرة في هذا المجال مقارنة بتقنيين آخرين واجهوه خلال هذه البطولة، غير أنه تفوق على الجميع بفضل دهائه وبرودة أعصابه، ليؤكد بأن ثقة بلماضي في كفاءته لم تأت من فراغ، بل لمعرفة مهندس النجمة الثانية بشخصية مجيد القيادية و الذي سيرافقه دون شك في دورة الكاميرون كمدرب مساعد، لأنه سيكون في أمس الحاجة لعلاقته الجيدة مع اللاعبين، وهو الذي عاملهم بطريقة خاصة ليستخرج منهم أفضل ما لديهم، على غرار براهيمي وشتي وبن دبكة وتوغاي، حيث كانوا مفاجأة سارة
للجزائريين. سمير. ك
كتبت فصلا جديدا في تاريخ البطولة
تشكيلة «ماجيك» تضع الجزائر فوق عرش العرب
رسمت صافرة الحكم الألماني دانيال سيبرت، صعود الجزائر عبر المنتخب الوطني فوق عرش المنتخبات العربية، بعد نجاح كتيبة الناخب الوطني مجيد بوقرة، في إحراز لقب النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب، بكل جدارة واستحقاق بعد التغلب على المنتخب التونسي، في نهائي شد الأعصاب واحتفظ بكامل أسراره، حتى آخر دقيقة من عمر الوقت الإضافي الثاني.
وصول المنتخب الوطني إلى قمة الكرة العربية، تحقق بعد مشوار مميز، انحنى فيه كل المنافسين، اعترافا بقوة منتخب ولد من رحم الأزمة، وتم تجميعه في ظرف أيام فقط، حتى أن الكثير من الجزائريين، سواء من المتابعين أو النقاد أو المحبين، ممن يشتركون في وصف هذه المجموعة بمنتخب «المحليين»، كانوا يتمنون مشاركة مشرفة في هذه البطولة الإقليمية التي لم يعرف تاريخها حضور الجزائر سوى في مناسبتين فقط، كانت الأولى بالمنتخب الجامعي، و في الثانية بمنتخب الشباب لأقل من 23 عاما، غير أن النسخة العاشرة، كنت بمثابة فصل جديد في تاريخ هذه البطولة والكرة الجزائرية، التي تسيدت قبل 3 سنوات منتخبات القارة السمراء، قبل أن تتخذ من محطة مونديال العرب، فرصة لاستعراض قوتها أمام منتخبات المنطقة، وخاصة تشكيلات منطقة شمال إفريقيا التي انحنت الواحدة تلو الأخرى، بداية بالمنتخب المصري الذي سعد وأنصاره بتعادل أمام زملاء أحسن لاعب في الدورة ياسين براهيمي، قبل أن يكسر أشبال «الماجيك» شوكة المنتخب المغربي الذي قدم إلى الدوحة في ثوب المرشح الأول، غير أن أقدام بلايلي وبراهيمي ورفاقهما، سرعان ما دفنت غرور الجيران وأجبرتهم على مغادرة الإمارة بخفي حنين، ليكون في المربع الذهبي الدور على منتخب البلد المنظم قطر، قبل أن يطوي مؤقتا شباب الجزائر كتاب انتصاراتهم وفتوحاتهم في هذه المسابقة بهزم المنتخب التونسي في نهائي مثير قضى على سنوات عجاف لم يهزم فيها الخضر منتخب تونس في مباريات رسمية.
الناخب الوطني مجيد بوقرة، الذي دعم مجموعته بعدد من لاعبي المنتخب الأول، كون منتخبا قد نتفق على أنه المنتخب الثاني، لكنه تقدم للصدارة، متفوقا ومتجاوزا بلدانا اختارت أن تنافس بالمنتخب الأول، وهو ما زاد من حلاوة التتويج، خاصة وأن لغة الأرقام والإحصائيات تمنح الانجاز وصف الجدارة والاستحقاق، وهو الذي فاز بأهم مبارياته، بتشكيلة منحت الدورة أحسن حارس (مبولحي) وأحسن لاعب ووصيفه (براهيمي وبلايلي)، إلى جانب جائزة ثاني أحسن هداف (براهيمي)، دون احتساب اللوحات الجميلة التي رسمها بلايلي وسعيود بهدفيهما الجميلين.
كريم - ك
ظفر بجائزتين وضمن مكانة مع بلماضي
براهيمي ملك مونديال العرب
نصب صانع ألعاب الخضر ياسين براهيمي نفسه نجما لمونديال العرب، بعد افتكاكه جائزة أفضل لاعب في الدورة عن جدارة واستحقاق، متفوقا على نجوم كبار، في مقدمتهم زميله في المنتخب الوطني يوسف بلايلي صاحب المرتبة الثانية، ولو أن الأهم بالنسبة للاعب الريان القطري هو أن هذا اللقب سيكون كفيلا بعودته لصفوف المنتخب الوطني الأول، وهو الذي يتواجد خارج حسابات جمال بلماضي منذ مباراة المكسيك الودية التي تعادل فيها الخضر بهدفين في كل شبكة.
وتم اختيار براهيمي الأحسن في البطولة العربية نظير كل ما قدمه، حيث أنهى الدورة هدافا للخضر بثلاثة أهداف، فيما حل ثانيا في ترتيب الهدافين خلف الدولي التونسي سيف الجزيري صاحب الأربعة أهداف ولو أنها سجلت ضد منتخبات ضعيفة، مقارنة بأهداف براهيمي الحاسمة، لعل أهمها أمام كل من المغرب وتونس.
وكان نجم نادي بورتو الأسبق في منافسة قوية مع مواطنه يوسف بلايلي حول جائزة الأفضل في الدورة العربية، غير أن «الأسمراني» حسمها لصالحه بفضل أدائه القوي في المباراة النهائية، كيف لا وهو صاحب هدف الاطمئنان، كما كان تواجده فوق أرضية الميدان جد موفق خاصة في عملية الاحتفاظ بالكرة خلال الأشواط الإضافية، بعد التقدم في النتيجة، وساعده في ذلك مهاراته الفنية الكبيرة.
وإلى جانب حصده للقب الأفضل في البطولة، توج بالحذاء الفضي أيضا، ليعزز بذلك حظوظه في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني الأول الذي يستعد لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة مطلع شهر جانفي المقبل، إذ من المستبعد أن يحرم بلماضي أفضل لاعب في البطولة العربية الأخيرة من السفر إلى الكاميرون.
ومما لا شك فيه ستكون نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة، أفضل محطة لبراهيمي من أجل مغادرة المنتخب الوطني من الباب الواسع، خاصة في حال أضاف لقبا جديدا إلى سجلاته، وهو الحائز لحد الآن على بطولتي الكان ومونديال العرب. سمير. ك
نال القفاز الذهبي
مبولحي يبقى «الرايس»
توج حارس المنتخب الوطني وهاب رايس مبولحي، بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس في الدورة، بالنظر إلى المستوى الكبير الذي قدمه، ومساهمته الفعالة في تتويج الخضر باللقب العربي، بالنظر إلى تصدياته الحاسمة في العديد من المواجهات، خاصة في مباراة الدور ربع النهائي، عندما تصدى لضربة الترجيح أمام المنتخب المغربي. واهتزت شباك الحارس رايس وهاب مبولحي على مدار مباريات الدورة في أربع مناسبات فقط، ما يؤكد حضوره القوي، إضافة إلى الانسجام الموجود بينه وبين المدافعين، بدليل أن الخط الخلفي للخضر كان الأفضل في البطولة. وفي السياق ذاته، فقد أكد مبولحي بأنه الرقم واحد في حراسة المنتخب الوطني، خاصة وأنه بات أفضل حارس عربي، بعد أن نال من قبل جائزة الأفضل على مستوى القارة السمراء، عقب مساهمته في تتويج الخضر بالكان الأخيرة بمصر، وهو ما يؤكد الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها، لأن الظفر بمثل هذه الإنجازات الفردية لا يأتي من فراغ.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن استعادة مبولحي أفضل مستوياته جاء في الوقت المناسب، وطمأن كثيرا الناخب الوطني جمال بلماضي أياما قليلة، قبل دخول غمار كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وهو ما سيعود بالفائدة على الخضر، الذين سيدخلون الدورة بنية الدفاع عن اللقب القاري، خاصة وأن مهندس التتويج بالنجمة الإفريقية الثانية يعتبره الحارس الأساسي، ونجح في كسب الرهان، رغم الانتقادات التي طالته في وقت من الأوقات، بسبب تراجع مستوى «الرايس»، إلا أن بلماضي لم يغير نظرته إلى مبولحي، بدليل أنه لم يغب عن قائمة المنتخب منذ إشراف بلماضي على المنتخب.
حمزة.س
يعتبر أهم المكاسب
شتي يقدم أوراق اعتماده
قدم مدافع المنتخب الوطني إلياس شتي، أوراق اعتماده بقوة في البطولة العربية، ما سيجبر الناخب الوطني جمال بلماضي، على توجيه الدعوة له للمشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة، خاصة وأن مدرب الخضر في رحلة البحث عن بديل مناسب لرامي بن سبعيني، في ظل معاناة محمد فارس من الإصابة، إضافة إلى أن البديل أيوب عبد اللاوي، وجد نفسه احتياطيا طيلة فترة الكأس العربية. وعرف شتي كيف يستغل فرصته أحسن استغلال منذ المباراة الأولى، حيث فاجأ أهل الاختصاص والمتتبعين بالمستوى الكبير الذي أبان عنه، خاصة وأنه يبصم على موسم متذبذب مع فريقه الترجي التونسي، بدليل أنه اشتكى فريق «المكشخة» لدى الفيفا من أجل الحصول على أوراق تسريحه، قبل أن يبزغ نجمه من قطر، بفعل الأداء القوي الذي قدمه. وفي السياق ذاته، فقد أجبر شتي المدرب بوقرة على الاعتراف بمستواه، عندما صرح «الماجيك»:» فخور بالمستوى الذي قدمه شتي، لقد كان عند مستوى التطلعات»، وهو الكلام الذي يدل على أن شتي كان بالفعل المفاجأة السارة للبطولة العربية، بالنظر إلى نقاط القوة العديدة التي أظهرها، سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية، وخاصة الجاهزية البدنية، حيث يكمل ابن مدينة عنابة المباريات بقوة، كما أنه من النوع الذي يحبذ التوجه مباشرة صوب المرمى. جدير بالذكر، أن شتي تلقى عدة اتصالات من أندية خليجية عديدة، وينتظر الحصول على أوراق تسريحه للفصل في وجهته.
حمزة.س
لحمة المجموعة كلمة السر
نجوم المنتخب الأول يقاسمون الأبطال فرحة التتويج
قاسم نجوم المنتخب الأول زملاءهم المتواجدين في قطر فرحة التتويج بالبطولة العربية، حيث سارع القائد رياض محرز لتهنئة بلايلي وزملائه على الروح الكبيرة التي أظهروها طيلة البطولة، والتي كانت كفيلة بتسيدهم الكرة العربية. ولم يكن نجم مانشستر سيتي الانجليزي الوحيد الذي تفاعل مع الإنجاز الأخير، بتغريداته الثلاث التي صنعت الحدث وسط الجماهير الجزائرية، الأولى بكتابته «أبطال» قبل أن يضيف:» الشعب الجزائري فخور بكم»، حيث سار البقية على دربه، في شاكلة مدافع بورسيا مونشغلادباخ الألماني رامي بن سبعيني الذي حيّا كتيبة بوقرة على هذا التتويج الرائع، مؤكدا بأنهم كانوا الأحق باعتلاء منصة التتويج، نظير ما قدموه من أول مباراة، كما كان إسلام سليماني هداف نادي ليون الفرنسي في الموعد أيضا، وقدم التهاني للمنتخب الرديف وللأسماء الفائزة بالجوائز، دون نسيان الرسائل التي بعثت بها بقية الأسماء في صورة بلقبلة وبن ناصر وفرحات وعطال وماندي وجميع الأسماء المشكلة لقوام المنتخب الأول، حيث ظلت خلف تشكيلة بوقرة من أول أيام البطولة، في خرجة تؤكد اللحمة الكبيرة الموجودة بين لاعبي الخضر سواء الناشطين في المنتخب الأول أو الثاني أو حتى الثالث، على اعتبار أن عناصر في صورة تيطراوي والطيب مزياني وبوتمان ودراوي لم يسبق لها التواجد مع كتيبة بلماضي على عكس بن عيادة وشتي وبدران. ويعتبر أهل الاختصاص الروح التي زرعها بلماضي منذ قدومه كلمة السر في تسيد الجزائر للكرة الإفريقية والعربية، في انتظار مواصلة التألق بالحفاظ على اللقب القاري في الكاميرون، والتأهل إلى نهائيات كأس العالم شهر مارس المقبل. سمير. ك