أكّد خبراء ومحللون، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى جمهورية مصر العربية، جاءت في وقتها وتكتسي أهمية كبرى بالنظر إلى وزن البلدين و أوضحوا في السياق ذاته، أن الزيارة، ذات بعد تاريخي، استراتيجي واقتصادي وسياسي، وهي فرصة لتثمين وتنسيق أكبر خاصة على المستوى الاقتصادي ورفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار .
واعتبر المحلل السياسي الدكتور فاتح خننو، أمس، أن زيارة الرئيس تبون إلى مصر، ذات بعد تاريخي، استراتيجي واقتصادي وسياسي، مذكرا أن مصر كانت من الدول التي دعمت الثورة التحريرية، منذ اللحظات الأولى .
و أضاف أن هذه زيارة أخوة، تحمل دلالات كثيرة تنطلق من التاريخ وتحاول أن ترصد وتستشرف المستقبل ما بين دولتين مهمتين في العالم العربي.
و أشار المحلل السياسي، إلى تشابه وتطابق للتصورات، على المستوى السياسي، حيال الأزمات الموجودة في المنطقة ، وعلى المستوى الاقتصادي هي فرصة أيضا لفتح استثمارات ما بين البلدين .
وأضاف قائلا : أن محور الجزائر والقاهرة لابد أن يحيى من جديد ، و ينبغي أن يعود للاشتغال في إطار العمل العربي المشترك، مبرزا أن هذه الزيارة، تاريخية و جاءت في وقتها ومهمة لمد الجسور نحو العالم العربي ومحاولة البحث عن فرص سياسية للمنطقة لرصد ومواجهة التهديدات ، و أيضا فرص استثمارية في المجال الاقتصادي وحتى الثقافي والاجتماعي .
و أبرز المحلل السياسي، مستوى التنسيق الأمني والاقتصادي الموجود بين البدين وأوضح أن الزيارة هي فرصة لتثمين ولضمان تنسيق أكبر خاصة على المستوى الاقتصادي والاستثماري .
وهناك قضايا يمكن توحيد الرؤى حولها ومنها الأزمة في ليبيا وعودة سوريا إلى الجامعة العربية وأيضا الملف الفلسطيني .
وأضاف أن الجزائر سوف تحتضن قمة يعول عليها كثيرا بأن تكون قمة للتضامن العربي والتذكير بالعمل العربي المشترك والتذكير بالتهديدات التي تمس العالم العربي وتستطيع الجزائر أن تخطو خطوات كبيرة في هذا المجال، لأنها تحتفظ بعلاقات متوازنة مع الدول العربية ، مؤكدا أن الجزائر وفية لالتزاماتها وتعهداتها اتجاه العمل العربي المشترك ، و هي التي قدمت دروس في مجال التضامن العربي وبالتالي القمة العربية في الجزائر، سوف تضع العرب أمام مسؤولية تاريخية للالتفاف حول القضايا المركزية المرتبطة بالقضية الفلسطينية وعودة سوريا إلى الجامعة العربية وفتح الأسواق المشتركة وتعزيز العمل العربي المشترك والتضامن العربي ومحاولة الالتفاف لرصد واستباق التهديدات التي تمس بالمنطقة.
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي، الدكتور عبد الوهاب بن خليف، في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى جمهورية مصر العربية تدخل في إطار السعي لتدليل الصعاب، فيما يخص عقد القمة العربية المقبلة ، وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية وخاصة مع مصر ، وتفعيل العمل العربي المشترك وإعطاء الدفع للقضية الفلسطينية أو حل الدولتين ، خاصة أن القضية الفلسطينية تعيش خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من التحديات، سيما مشكلة التطبيع التي أصبحت تمثل تهديدا خطيرا للقضية الفلسطينية، مضيفا أن الجزائر تراهن على عقد هذه القمة وإ نجاحها ، خاصة فيما يتعلق بتعزيز العمل العربي المشترك وحل أكبر قدر ممكن من الخلافات العالقة بين الدول العربية وكذلك محاولة بعث القضية الفلسطينية وجعلها القضية المركزية بالنسبة للدول العربية وكذلك رفع تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية .
وعلى المستوى الثنائي، تسعى الجزائر إلى تعزيز العلاقات الثنائية ما بين البلدين الجزائر و مصر ، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الدولتين ومنها الملف الليبي .
ومن هذا المنطلق، تسعى الجزائر إلى تقريب وجهات النظر أكثر فيما يخص الملف الليبي، لأن ملف ليبيا يعرف مشاكل كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالاستحقاقات القادمة وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية التي تم تأجيلها خلال شهر ديسمبر الماضي ، بالإضافة إلى قضايا أخرى تخص الدول العربية والعمل على جعل القمة العربية تعقد دوريا ، كل سنة لحل المشاكل والقضايا التي تعترض العمل العربي المشترك والدول العربية بصفة عامة .
ومن جانب آخر، أشار المحلل السياسي، إلى التعاون الاقتصادي الثنائي، الواعد بين الجزائر ومصر و رغبة الدولتين لرفع مستوى التبادل التجاري والاستثمار، سواء الاستثمار الجزائري في مصر أو العكس . مراد -ح
