تتجه الأحزاب السياسية بعد اجتياز محطة التجديد النصفي لمجلس الأمة، نحو تفعيل دور المجالس المحلية المنتخبة وإقحامها في تحقيق التنمية، من خلال تحسين أداء المنتخبين في مجال تسيير الشأن المحلي، والتعاطي مع مشاكل وانشغالات المواطنين.
أجمعت الأحزاب السياسية التي شاركت في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة على وصف النتائج التي حققتها في العملية بالإيجابية، بعد أن مكنتها من تعزيز مواقعها بالغرفة العليا للبرلمان، متعهدة بتجنيد الأعضاء الجدد ليشكلوا قوة اقتراح مستفيدة من الصلاحيات الجديدة التي خولها الدستور لهذه الهيئة التشريعية.
واتفقت التشكيلات المعنية على توجيه اهتمامها وعملها الميداني في المراحل القادمة نحو مرافقة وتأطير المنتخبين المحليين بالمجالس البلدية والولائية، لا سيما رؤساء البلديات لتحسين مستوى أدائهم وتفاعلهم مع مشاكل المواطنين التي ازدادت ثقلا في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، خاصة بالنسبة للبلديات محدودة المداخيل التي تبحث عن نفس جديد لتخطي المشاكل التي تواجهها.
وقيّم في هذا الشأن حزب التجمع الوطني الديمقراطي مشاركته في انتخابات التجديد بالإيجابية والمرضية، بعد أن تمكن من افتكاك 11 مقعدا، محتلا بذلك المرتبة الثالثة بعد حزب جبهة التحرير الوطني والأحرار، وبحسب ما أفاد به «للنصر» الناطق باسم الحزب الصافي لعرابي، فإن النتائج كانت متوازنة وعاكسة لمستوى تمثيل الأرندي بالمجالس المحلية المنتخبة.
ووضع التجمع الوطني الديمقراطي خارطة طريق لتعزيز مساهمة منتخبيه في تسيير الشأن العام، بعد الانتهاء من مرحلة البناء المؤسساتي، غير أنه يعول كثيرا على مراجعة قانوني البلدية والولاية بما يمنح صلاحيات أوسع للمنتخب المحلي في مجال استحداث مصادر جديدة للثروة، وأقطاب اقتصادية من خلال التعاون ما بين البلديات.
وأعدت قيادة الحزب وفق خطة عمل تتضمن عقد تجمعات ولقاءات جهوية مع المنتخبين المحليين، لشرح النص الجديد وما سيتضمنه من تدابير، فضلا عن تخصيص دورات في مجال التعامل مع قانون الصفقات العمومية والتسيير المالي على المستوى المحلي.
ويسعى حزب جبهة التحرير الوطني من جانبه إلى إعطاء دفع جديد للغرفة العليا للبرلمان من خلال تفعيل دور الأعضاء الجدد، وبحسب الناطق باسم الحزب محمد سي فضيل فإن النتائج الإيجابية المحققة في التجديد النصفي كانت متوقعة، وساعدت الحزب في الحفاظ على الريادة داخل مجلس الأمة.
وعلى غرار الأرندي، يعمل الحزب العتيد على تقوية دور منتخبيه بالمجالس المحلية المنتخبة، من خلال توسيع الصلاحيات الموكلة للمنتخب المحلي، وهذا لن يتأتى وفق المصدر إلا بمراجعة قانوني البلدية والولاية، وبحسب الناطق باسم الأفلان فإن البلاد دخلت مرحلة جديدة، ستلعب فيها الهيئات المنتخبة دورا هاما في تحقيق النمو وتلبية تطلعات المواطن.
ولا يعترض الحزب على التعاون والتنسيق ما باقي الشركاء السياسيين، طالما أن مقاييس النزاهة والكفاءة مضمونة، سواء كان ذلك من خلال نواب الحزب بالهيئة التشريعية، أو على المستوى المحلي، انسجاما مع روح الجزائر الجديدة.
ولم تؤثر النتيجة الهزيلة التي حققتها حركة مجتمع السلم بانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة على برنامج عملها الذي يستهدف ترقية أداء المنتخب المحلي، وبحسب نائب رئيس الحركة عبد الرحمان بن فرحات، فإن افتكاك مقعد واحد في حد ذاته إضافة للحركة التي تمكنت بفضله من الدخول مجددا إلى الغرفة العليا للبرلمان، في انتظار تعزيز موقعها في انتخابات التجديد النصفي القادمة المزمع تنظيمها قبل انقضاء العهدة الانتخابية الحالية للمنتخبين المحليين.
وقال المصدر بأن القيادة لن تتوقف عند هذه النتيجة، فقط سطرت برنامجا محكما لمرافقة ورفع مستوى أداء المنتخبين المحليين المنتمين للحركة، والبالغ عددهم الإجمالي 2078 منتخبا، بهدف تحقيق قفزة نوعية في مجال تسيير الشأن المحلي والتجاوب مع اهتمامات المواطنين.
وتعول الحركة على تنظيم صفوفها ومراجعة تحالفاتها لتحقيق الفوز في المحطات الانتخابية القادمة، فضلا عن تقوية المكاتب الولائية والاعتناء بالمنتخبين بالنظر إلى ثقل المهام الموكلة إليهم.
لطيفة بلحاج
