أكد أمس مدير التطوير الرقمي لشركة أمنهيد في محاضرة قدمها على هامش معرض صالون «بويل تيك»، بأن معاينة المواقع الأثرية عن بعد، ضرورية في هذا العصر، خاصة في ظل الاعتداءات التي شهدتها عديد المعالم و المواقع الأثرية ببلادنا، و هو ما دفع مختصين بالشركة، إلى البحث عن حلول بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، من خلال اعتماد تقنية المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، في مجال البناء و الصناعة.
و أوضح مدير التطوير الرقمي لشركة أمنهيد رضا خليفاتي في محاضرة قدمها خلال اليوم الثاني لصالون «بويل تيك»، حول «آثار استعمال تقنية المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد في ميدان البناء»، بأن المؤسسة استطاعت أن تحقق النجاعة في تطبيق تقنية المسح الضوئي في مجال البناء، التي تمكن من إزاحة عديد العقبات التي يصادفها أهل الاختصاص في الميدان، كما توفر الكثير من الجهد و الوقت، إذ تسمح بمعاينة المكان و تقديم كل المعلومات الدقيقة حوله في وقت يتراوح بين دقيقتين و خمس دقائق، مشيرا إلى أن الوقت يختلف من موقع لآخر، وفق المساحة و المعلومات المراد الحصول عليها، كما يمكن استخدامه للحصول على صورة ثلاثية الأبعاد، لتصميم خاص بمشروع معين.
و أفاد المتحدث بأن الجهاز سيقدم تسهيلات جمة في مجال البناء، و يعالج المشاكل التي غالبا ما يواجهها المكتتبون، فبإمكان صاحب المشروع الاطلاع و بشكل دقيق و مفصل، على وضعية البنايات و التوصيلات المتعلقة بأنابيب المياه و الغاز و الصرف الصحي، و تحديد العطب بدقة، ما يسمح بتسهيل عملية التدخل و تصليح العطب في ظرف قصير، و ذلك قبل تسليم المشروع و اكتشاف العيوب من قبل المكتتبين، و التي يصعب في بعض الأحيان إيجاد حلول سريعة لها، نظرا لعدم فهم الإشكال بدقة.
و أضاف المتدخل بأن هذه التقنية الحديثة، لا تقتصر على معاينة البنايات فحسب، و إنما تمكن من تسهيل مهمة أصحاب المصانع و غيرهم من مستعملي المعدات الصناعية، خاصة العتاد ذي الحجم الكبير، الذي يحفظ في أماكن ضيقة من الصعب الولوج إليها للبحث عن الخلل، فيلجأ أحيانا أصحابها للتخلص منها، بدل تصليحها، نتيجة عدم تمكن التقنيين من تحديد العطب، غير أن الجهاز و بمجرد تمريره على الآلة، بإمكانه أن يقدم تفاصيل دقيقة عن حالتها و يشير إلى المشاكل المسجلة بها، ما يوضح الرؤية للتقني المختص في تصليح العتاد الصناعي و تسهل مهمته.
و بخصوص المواقع و المعالم الأثرية، قال المحاضر، إن تقنية المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، تمكن من معاينة وضعها و تسهل على المختصين في الآثار و ترميمها، ومعرفة الوضع الدقيق للموقع، في ظرف وجيز ، و هو ما يخلصهم من عناء البحث و التدقيق لمدة طويلة، لمعرفة وضعية الموقع أو المعلم بدقة، حيث تساعدهم على تجاوز هذه العقبة، للانتقال مباشرة لشق التهيئة و الترميم، مشيرا إلى أنه بإمكان المشرف على عملية المعاينة بهذا الجهاز، أن يقوم بمسح كل ما يحيط بالموقع المراد معاينته، و ذلك من خلال استعمال تقنية المسح المتوفرة في الجهاز، التي تتيح الحرية الكاملة في تحديد المكان المراد معاينته، لتقديم نتائج ناجعة في ظرف قياسي.
و بذلك نتجاوز عراقيل الحفاظ و حماية التراث المادي، و كذا توفير خدمة مراقبته و معاينته عن بعد، من خلال توفير الجهاز لخدمة الزيارات الافتراضية، خاصة إلى المواقع الصعبة التي يوجد جزء كبير منها تحت الأرض، إذ تمكن من معرفة وضعية جزئه الأسفل، دون الحفر.
و قدم من جهته، السيد جلال بن عيدة، مدير تسويق مجموعة شركات حسناوي التي أنشئت سنة 1974، محاضرة حول «الحلول المبتكرة لمجموعة حسناوي في قطاع البناء»، تفاصيل عن فروع و استثمارات المجموعة في مجالات عديدة، منها مجال صناعة مواد البناء و السيراميك و استغلال المحاجر و الأثاث و صناعة الألمنيوم، و أخرى في مجال الزراعة، و صناعة الأبواب و كاميرات المراقبة و حتى إنشاء معاهد للتكوين في مجال البناء و المناجمنت، و كذا نقل خبراتهم من خلال مرافقة مؤسسات عديدة.
كما تسعى المجموعة من جهة أخرى، للاستفادة من تجارب الأجانب، و ذلك بعقد شراكات مع الإسبان، و تسعى إلى تطوير خدماتها، كما قال ، بما يتلاءم و التطور التكنولوجي و اقتراح حلول ناجعة.
أسماء بوقرن
