أعطى محافظ الطبعة 19 للألعاب الأولمبية المتوسطية محمد عزيز درواز، مساء أول أمس الخميس، إشارة انطلاق العد التنازلي لـ100 يوم، قبل بداية التظاهرة في 25 جوان المقبل، و بداية الترويج الوطني و الدولي للدورة التي بفضلها اكتست وهران اللباس المتوسطي.
بدأت الاحتفالية بعد زوال أول أمس الخميس، من حديقة سيدي امحمد، المطلة على البحر المتوسط، أين قدم المجتمع المدني تشكيلات من الاستعراضات المتنوعة، منها الرياضية لفرق فئتي الأصاغر والأكابر في رياضات الملاكمة و الألعاب القتالية وغيرها، إلى جانب الفرق الفنية التي أنعشت شوارع الباهية، بعد عامين من الركود بسبب الجائحة، و منها فرق القرقابو، الموسيقى الكلاسيكية، و كذا فرق الخيالة التي أطلقت البارود على طول المسار، لتعلن بدورها انطلاقة الاحتفالية من شارع جيش التحرير الوطني، المطل على الحوض المتوسطي.
على طول المسار من حديقة سيدي امحمد، إلى حديقة ساحة أول نوفمبر، كان موكب السيارات القديمة، البصمة المميزة التي ذكرت شوارع وهران بأيام جميلة، و أعطت نكهة لاحتفالية الخميس، وأحاط بالموكب أشبال الكشافة الذين أنشدوا «وطني وطني ليعش حرا طول الزمن»، و التفت حوله مجموعة من الشباب تحمل أعلام الدول المشاركة في دورة وهران للألعاب المتوسطية، والبالغ عددها 26 دولة، وعلى رأسها الجزائر، البلد المنظم الذي رفرفت رايته فوق رؤوس الجميع، من منظمين ومواطنين توافدوا بالمئات، لتسجيل حضورهم في تلك اللحظات التي توثق لعودة الجزائر إلى المحافل الدولية و بقوة.
بساحة بور سعيد في منتصف مسار الاحتفالية، وعلى أنغام «أرسام وهران» التي عزفتها فرقة المايسترو قويدر بركان، أعلن محافظ الطبعة 19 للألعاب الأولمبية المتوسطية، محمد عزيز درواز، «الانطلاق الرسمي للعد التنازلي ل 100 يوم قبل التظاهرة وبداية الترويج لها و إيصال صداها إلى داخل الوطن و خارجه.
و بحديقة ساحة أول نوفمبر وسط المدينة، اجتمع الجميع ليشاركوا الجمهور الوهراني جوانب من العادات والتقاليد التي عرض جانب منها، في خيم نصبت لذات الغرض.
و أعجب الحضور بالقعدة الوهرانية التي جسدتها عجوز من الزمن الجميل، رفقة حفيداتها، و هن يرتدين اللباس التقليدي، وأمامهن أوان طينية وفخارية لتحضير الكسكسي ومختلف الحلويات التقليدية، مثل «المبسس» و»المسمن»، و قدم عرض آخر للبلوزة الوهرانية بألوان العلم الوطني، إلى جانب سيدات يرتدين الحايك الأصيل الذي يعود إلى أزمنة قديمة، ثم عرضت شدة العروسة الوهرانية و الجلابة الرجالية وغيرها، على وقع أنغام فرقة «المداحات» النسوية و فرقة العلاوي وفرقة القرقابو وزغاريد بنات الباهية، بحضور ضيوف من مختلف أنحاء الوطن، و لم تقتصر الخيم على الجانب الفني فقط، بل احتضنت أيضا جلسات أدبية و بيع بالتوقيع لبعض المؤلفات.
وفي الفترة المسائية، انطلق حفل كبير بقاعة سينما المغرب، استهل بتكريم وجوه رياضية توجت بالميداليات في طبعات سابقة للألعاب المتوسطية، مثل رحوي بوعلام، العداء الجزائري الذي أهدى الجزائر أول ميدالية ذهبية في دورة الجزائر سنة 1975 بفوزه في سباق 3000 متر موانع، و الملاكمين موسى مصطفى ومحمد بوتشيش.
و على صعيد آخر أعلن مراد سنوسي، مدير مسرح عبد القادر علولة، عن تنظيم تظاهرة للفن الرابع موسومة «الأيام الأولى للمسرح المتوسطي» ستجري فعالياتها بين 29 جوان و5 جويلية المقبلين بوهران، بمشاركة 6 دول.
بن ودان خيرة
