يستعد الناخب الوطني جمال بلماضي، بمناسبة مباراتي الدور الفاصل أمام منتخب الكاميرون، لإجراء بعض التغييرات التكتيكية على أسلوب الخضر، مقارنة بالمشاركة الأخيرة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، أين أظهرت العناصر الوطنية، عجزا كبيرا في التعامل مع لقاءاتها الثلاث، خاصة في المواجهة الختامية أمام كوت ديفوار التي تفوق مدربها باتريس بوميل تكتيكيا على بلماضي.
بلماضي، الذي أعاد مشاهدة لقاءات الخضر في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة عشرات المرات، يسعى لتدارك الأخطاء المرتكبة، ويحضر للتعامل بذكاء مع مباراتي الجمعة والثلاثاء، والبداية بلقاء جابوما الذي سيدخله بخطة حذرة، كونه لا يود استقبال أهداف قد تعقد من مأمورية رفاق محرز خلال مباراة تشاكر بعد أيام.
وجرب مهندس النجمة الثانية عديد الأساليب التكتيكية في مباريات «الكان» الأخيرة، وجميعها لم تكن موفقة بشهادة أهل الاختصاص، فبعد أن لعب لقاء الافتتاح أمام منتخب سيراليون بخطة (4/1/4/1)، من خلال الاعتماد على بلقبلة كمسترجع وحيد وتوظيف براهيمي كصانع ألعاب، دخل بنهج تكتيكي مغاير خلال لقاء غينيا الاستوائية، بعد سحب صانع الألعاب وإشراك بن ناصر وبن دبكة، ليغامر في لقاء الفيلة بخطة هجومية بحتة، كلفت الخضر تلقي ثلاثة أهداف كاملة، وكانت الحصيلة تكون أكبر لولا الفرص التي أضاعها رفاق هالير.
ودون شك، فقد راجع بلماضي حساباته جيدا، قبيل مباراتي السد، كونه لن يكون قادرا على التدارك في حال ارتكاب أي خطأ جديد، حيث يستعد مدرب الخضر لخوض تحدي لقاء الذهاب بخطة متوازنة، ترتكز على تحصين الخطوط الخلفية جيدا، مع محاولة استغلال أبسط الفرصة المتاحة، من أجل تسجيل الأهداف، بالموازاة مع الهفوات التي تعوّد مدافعو الأسود غير المروضة ارتكابها.
ويتجه الناخب الوطني للاعتماد على خطة 4/3/3، مع التركيز على توزيع لاعبي وسط الميدان بنفس الشاكلة، التي ظهر بها الخضر في نهائيات «كان» 2019، عندما تم توظيف قديورة كمسترجع وحيد، مع تلقيه المساندة من بن ناصر وفغولي، وإن كانت الخيارات لم تتحدد بعد، باستثناء لاعب ميلان الذي ضمن مكانة أساسية، نتيجة الفورمة العالية الموجودة عليها في آخر الأسابيع.
ووقف بلماضي على ضعف المنتخب الكاميروني أمام منتخب مصر في البطولة القارية الأخيرة، وهذا بسبب الفلسفة التي لعب بها التقني البرتغالي كارلوس كيروس، حيث طالب لاعبيه بالانتشار الجيد، وغلق الأروقة، مع الاعتماد على المرتدات التي كادت تؤتي ثمارها بعد انفراد محمد صلاح.
ويرتقب أن يجرب بلماضي تعديلات جديدة، خاصة وأن أدوار بن ناصر تغيرت مع المنتخب الوطني، منذ ابتعاد عدلان قديورة عن التشكيلة الأساسية، حيث غابت محاولاته الهجومية، بسبب تركيزه على استرجاع الكرات، والتغطية على الظهيرين، وهو ما أثر بالسلب على التنشيط الهجومي للخضر، ولكن مع عودة «الدبابة»، سيتم تكليف بن ناصر بأدوار جديدة تُشبه إلى حد بعيد تلك التي أوكلت له، خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، حيث كان وراء عديد الأهداف، على غرار هدف غينيا بعد تمريرته الحاسمة للقائد محرز، وكذا تحصله على مخالفة على مشارف منطقة العمليات في لقاء نيجيريا في الوقت بدل الضائع، والتي أتى على إثرها هدف الانتصار من تسديدة مباشرة من محرز.
الفترة الزاهية، التي يعيشها بن ناصر مع ناديه ميلان مؤخرا، قد تدفع الناخب الوطني لتغيير الرسم التكتيكي، الذي سيشارك به لقاءي الكاميرون، سيما وأنه يود الاستفادة من فعاليته الهجومية، وهو الذي يمتلك تسديدات قوية، جعلته يسجل أحد أجمل أهداف «الكالتشيو»، قبيل الانضمام إلى معسكر الخضر (هدف الانتصار على نادي كالياري).
واختير بن ناصر رجل المباراة ثلاث مرات في آخر أربع مباريات خاضها مع ميلان، وهو ما قد يعزز من فرضية الاعتماد عليه كوسط ميدان أيسر، مع تكليف قديورة بمهمة المسترجع، في انتظار المفاضلة بين فغولي وزروقي.
وأشاد المسؤول الأول على العارضة الفنية للخضر، خلال آخر إطلالة إعلامية له بالجزائر قبيل شد الرحال نحو مالابو، بالأدوار الهجومية لبن ناصر، في تلميح إلى إمكانية توظيفه كوسط ميدان متقدم، وقال:»دائما ما كنت أرى بن ناصر لاعبا متقدما في خط الوسط وبأدوار هجومية، لأنه قادر على تسجيل الأهداف»، وتابع: «تذكروا دائما تسديدته في مباراة نيجيريا في المربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا 2019، وطريقة استعادته الكرة على حافة منطقة العمليات للمنتخب النيجيري»، وأضاف: «إذا لعب في مركز لاعب الارتكاز، فلا يمكن أن تروا منه هذا المردود».
سمير. ك
الارتياح سمة تربص الخضر
حصتا فيديو في برنامج أمس والتشكيلة تدربت مرتين
شرعت أمس، العناصر الوطنية في تربصها المغلق بمدينة مالابو، بإجراء حصتين تدريبيتين، الأولى في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، والثانية في الساعة السادسة مساء، أي في توقيت مباراة الذهاب أمام منتخب الكاميرون، بهدف تعويد رفاق القائد رياض محرز على الأجواء المنتظرة، بملعب جابوما يوم 25 مارس.
المنتخب الوطني الذي حلّ سهرة الإثنين الماضي بمدينة مالابو، بعد سفرية مريحة لم تستغرق أزيد من خمس ساعات، توّجه مباشرة صوب فندق «سيبوبو» المريح، حيث أجرى اللاعبون حصة مشي، اختتمت ببعض تمارين الاسترخاء لإزالة التعب والإرهاق الناجم عن السفرية، قبل أن يخلد الجميع للنوم في ساعة مبكرة، من أجل الاستعداد للعمل الجدي الذي انطلق أمس، أين باشرت العناصر الوطنية معاينة المنافس، من خلال متابعة أشرطة مبارياته على مناسبتين، الأولى في الصبيحة (10.15) والثانية في كانت في الساعة الخامسة، أين حاول الناخب الوطني الوقوف على نقاط قوة وضعف رفاق أبو بكر، وهذا بمشاهدة مبارياتهم خلال نهائيات الكان، وحتى بعض المواجهات الخاصة بالتصفيات المونديالية، على غرار موقعتي كوت ديفوار، حيث فازت الأسود غير المروضة، بهدفين نظيفين في لقاء الذهاب بميدانها، قبل أن تخسر بهدف نظيف في لقاء العودة بأبيدجان.
وتدربت العناصر الوطنية في ظروف مناخية مقبولة، فالحرارة لم تتعد حسب بيان الفاف 28 درجة مئوية، فيما كانت الرطوبة عالية بعض الشيء، غير أنها لم تكن مؤثرة، مقارنة بتلك التي خاض فيها لاعبو الخضر نهائيات الكان بدوالا.ويسهر المناجير العام جهيد زفزاف، المسؤول الأول على بعثة الخضر، خلال معسكر مالابو على توفير كل ظروف الراحة لأشبال الناخب الوطني جمال بلماضي، وهذا في غياب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرف الدين عمارة، المُكتفي بتشجيع رفاق رياض محرز بمطار هواري بومدين أمس الأول، قبيل شد الرحال نحو غينيا الاستوائية، على أن يلتحق بالمجموعة يوم المباراة.
وتواصل التشكيلة الوطنية التدرب اليوم أيضا بمعدل حصتين، على أن تتنقل صبيحة الغد صوب مدينة دوالا التي لا تبعد كثيرا عن نظيرتها مالابو، حيث لن تستغرق السفرية الجوية الخاصة، ببعثة المنتخب الوطني أزيد من 25 دقيقة. ويخوض الخضر حصة تدريبية عشية الخميس (سا 18) بملعب جابوما، الذي تشير آخر الأخبار إلى تحسن أرضيته، ولو أنها لم ترق بعد إلى مستوى التطلعات، كون الحفر التي أثرت على مردود رفاق فغولي لا تزال موجودة.
بلماضي: اختيار مالابو مدروس
تحدث بلماضي، بعد الوصول إلى مطار مالابو عن أسباب اختيار غينيا الاستوائية لإجراء التربص، مؤكدا في تصريحات تلفزيونية أن المنتخب الوطني، استفاد من يوم تدريب إضافي، مقارنة بما كان سيحصل في حال برمجة المعسكر بالجزائر. وقال مدرب الخضر: «اخترنا مكان التربص بدقة عالية، وكان يجب أن نكون بالقرب من مدينة دوالا دون أن نكون فيها، واختيارنا لمالابو يعود أيضا لتشابه الأجواء المناخية مع الكاميرون، فضلا عن قرب المسافة الزمنية، حيث سنقضي 25 دقيقة فقط في الطائرة، للالتحاق بمدينة دوالا التي ستحتضن لقاء الذهاب، كما أن التربص بهذا المكان سيسمح لنا بالعمل في هدوء، ولو تربصنا بالجزائر وقدمنا إلى دوالا يوم 23 مارس، كنا سنضيع يوم من التدريبات».جدير بالذكر أن مسؤولي الفاف قد اختاروا فندق سيبوبو المريح، بالنظر إلى معرفة زفزاف به، حيث أقامت به بعثة المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب كريستيان غوركوف، خلال «كان» 2015.
سمير. ك