الأحد 3 نوفمبر 2024 الموافق لـ 1 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

فيما يستهلك الجزائريون ما يزيد عن 30 ألف طن سنويا من مختلف أنواعها: مهنيـــــون وخبــــــراء يحـــذرون من انـــتشار التــــوابـــل والبـــــهارات المغــــشوشة


حذر خبراء ومهنيون من اقتناء التوابل والبهارات المغشوشة التي تملأ السوق الجزائرية لاسيما خلال شهر رمضان لما تشكله من خطر على صحة المواطن، باعتبار أن "بعض منعدمي الضمائر من الباعة الطفيليين"، لا يترددون في مزجها بمختلف المواد رخيصة الثمن من بينها مواد بناء وملونات، ما يتسبب في تسجيل حالات تسمم وتعقيدات صحية قد تنتهي بالإصابة بأمراض خبيثة تستوطن منطقة الأمعاء.
وفي هذا الصدد أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، الدكتور مصطفى زبدي أن تجارة التوابل التي تعرف ازدهارا كبيرا في السوق الوطنية، على مدار السنة وخاصة في شهر الصيام لما تضفيه من نكهة على مختلف الأكلات، تخضع مثلها مثل مواد استهلاكية أخرى للغش والتدليس من قبل تجار موسميين طفيليين ينتشرون في الأسواق، من خلال طحن مواد صلبة، كالقرميد والآجر، والحصى وإدخالها في تركيبتها وهو ما يعرض صحة من يستهلكها – كما قال - إلى آثار  وخيمة.
وأشار زبدي إلى أن المعلومات التي استقتها منظمته من المهنيين وأهل الاختصاص تؤكد أن التوابل ظلت منذ سنوات خلت عرضة إلى غش كبير من خلال مزجها بمواد وملونات مختلفة بغرض زيادة كميتها، رغم خطورتها على الصحة العمومية، داعيا المستهلكين إلى ضرورة الحرص على اقتناء هذه التوابل والبهارات من أهل الثقة، سواء من المحلات المتخصصة الموثوق أصحابها أو من مختلف المحلات و الفضاءات التجارية أين تباع معلبة في أكياس، وتحمل وسم علامة تجارية معروفة، كنتيجة  لصناعة غذائية من قبل ورشات متخصصة، "ومن المفروض – كما قال - أنها مراقبة".
كما نصح كل من يرغب في شراء كميات كبيرة كذخيرة لشهر كامل أو لولائم وما إليها، أن يحرص على شرائها من المحلات الموثوق في أصحابها المعروفين بصدقهم.
من جهته حذر بدر الدين دحامري، وهو صاحب محل متخصص في بيع التوابل والأعشاب الطبية، في حي باب الوادي بالجزائر العاصمة، من الوقوع فريسة من وصفهم بالباعة الطفيليين، منعدمي الضمائر، الذين لا يترددون – كما ذكر - في مزج نوعيات من التوابل التي يكثر الطلب عليها بمواد مختلفة، من بينها مواد لها آثار وخيمة على الصحة، وأخرى غير ضارة مشيرا في هذا الصدد إلى أن الفلفل العكري ( الحلو ) هو أكثر التوابل التي تتعرض للغش حيث يقوم البعض بمزجه بالفارينا وطحين الشعير ومواد أخرى يصعب اكتشافها.
كما تحدث صاحب محل متخصص في التوابل بالعاصمة، ومواطنون آخرون ممن إلتقينا بهم في محلات مختلفة،  بأن الباعة الطفيليين الذين يسوّقون أكياسا من التوابل معبأة مسبقا وبأسعار بخسة، لا تخلو من مكونات ضارة على غرار مزج مادة الاسمنت مع الفلفل الأسود، ومسحوق القرميد أو الآجر مع الفلفل العكري، والقشر الداخلي لشجر البلوط المعروف بـ "الدبغة" مع القرفة،  وغيرها من المواد التي تترسب وتتراكم داخل الجسم بسبب عدم قابليتها للهضم، ما يشكل على المدى البعيد خطرا حقيقيا على صحة المستهلك. وفي هذا الصدد يحذر أطباء ومختصون في التغذية من المواد التي يتم إدراجها في بعض أنواع التوابل والبهارات، كالإصابة بالتسمم أو بتراكم الحصى في الكلى والكبد، وأمراض السرطان الناتجة عن المواد الملونة التي يتم مزجها ببعض التوابل وحتى بمنتوج الفريك .
 وفي سياق ذي صلة كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والمستثمرين والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، أن حجم استهلاك الجزائريين من التوابل يزيد عن 30 ألف طن مشيرا إلى أن استهلاك مختلف أنواع هذه المواد يتضاعف خلال شهر رمضان. كما ذكر بأن المعطيات التي يتوفر عليها تنظيمه المهني تشير إلى أن معدل استهلاك الفرد الواحد من التوابل يقدر بـ  600 إلى 700 غرام في السنة.
وأشار بولنوار إلى أن "الفلفل الأكحل، الكمون، الفلفل العكري، ورأس الحانوت، والرند، والزعيترة، والجلجان والنعناع"، تأتي على رأس قائمة التوابل الأكثر طلبا من بين 40 إلى50 نوعا منها تتوفر عليها السوق الوطنية، وأغلبها – كما ذكر – مستوردة من الهند ومصر والنيجر ومالي وموريتانيا، فيما توجد حسبه بعض الأنواع المنتجة محليا مشيرا إلى بعض الولايات والمناطق عبر مختلف أنحاء الوطن، على غرار «مغنية وعين ولمان بولاية سطيف".
 وحسب المتحدث فإن بإمكان الجزائر  أن تصبح  بلدا منتجا، وحتى مصدرا للتوابل، خاصة في ظل تنوع مناخها الذي يلائم زراعة مختلف الأنواع التي يتم استيرادها، وهو ما يمكن أن يجعل بلادنا – كما قال – تلعب دورا عالميا في توفير الأنواع الأكثر طلبا والتي ترتفع أسعار بعضها بما يفوق أحيانا أسعار الذهب، مستشهدا بالهند التي تحتكر تصدير 30 بالمائة من التوابل المتواجدة بالسوق العالمية.
ع.أسابع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com